احتفاء بالذكرى (19) للوحدة اليمنية المباركة
لقاء / علياء فؤاد محمد إدارة معهد 14 أكتوبر للتعليم الأساسي والثانوي / مديرية المعلا / محافظة عدن ، و الهيئة الإدارية والتعليمية وعموم طلاب وطالبات المعهد يتقدمون بجزيل الشكر وعظيم التقدير لهيئة صحيفة (14 أكتوبر) الغراء ممثلة برئيس تحريرها الأخ النبيل / احمد محمد الحبيشي لاهتمامه البالغ وشعوره الوطني الفياض تجاه معهد 14 أكتوبر وما يمثله من ثقل تربوي وتعليمي وما ناله من سمعة حميدة في الأوساط التربوية والتعليمية وكذا ما حققه من منجزات تربوية وتعليمية رائدة ومتميزة خلال مسيرته العلمية الطويلة على مدى 45 عاماً خلت وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرص واهتمام وسائلنا الإعلامية ، في ظل قيادتنا الوحدوية الرشيدة بتطوير وازدهار المسألة التعليمية في يمننا الحبيب خدمة منها لأجيالنا اليمنية الصاعدة والواعدة ،وقد تجلى اهتمام سعادتكم بطرح أسئلة تشتمل على مجمل النشاطات التربوية والتعليمية وعلاقة المعهد مع إدارة ووزارة التربية والتعليم وذلك من خلال الصحيفة والطالبة النجيبة / علياء فؤاد محمد احمد . وقد حاولت الإجابة على تلك الأسئلة بإيجاز شديد متجنباً الاستفاضة والإسهاب املاً أن أكون قد حققت ما تصبون إليه من خلال اللقاء والله من وراء القصد وهو نعم المولى ونعم النصير . ودمتم ذخراً لليمن وللأجيال اليمنية الواعدة والرائدة. [c1] نبذة عن تاريخ إنشاء المعهد ومراحل تطوره[/c] - في بداية العام الدراسي 1963 / 1964م وانطلاقاً من الإحساس والشعور الوطني في الإسهام المتواضع والمحدود الذي يخدم قضية الوطن والجماهير وبالأخص الطلابية منها التي تعتبر جزءاً هاماً وحساساً وفاعلاً في جسم الجبهة التعليمية والثقافية حيث كانت حينها تخضع لمختلف أشكال وأساليب التشويهات والتحريفات من قبل القوى الاستعمارية والمعادية لشعبنا اليمني وبدافع الحرص الثوري لكشف هذه الأساليب والنابع من الالتزام الطوعي والواعي للخيارات والمبادئ الوطنية والثورية النبيلة التي عبرت عنها حالة الغليان الثوري والمتعاظم والذي توج حينذاك بقيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة في شمال الوطن واندلاع ثورة 14 أكتوبر المجيدة في جنوب اليمن المحتل بادرت وكعضو في هذا التنظيم الثوري بتأسيس النواة الأولى لعدة مدارس أهلية كقاعدة لمعهد 14 أكتوبر “ الحالي “ وذلك في محل رقم 86/49 بشارع الصعيدي بالمعلا مبتدئاً بثلاثة طلاب في اليوم الأول ثم عشرة في الأسبوع الثاني حتى وصل عددهم في نهاية نوفمبر / تشرين الثاني 1963م إلى 35 طالباً من مختلف فئات مجتمعنا اليمني التي كانت عائشة حينها في محيط هذه المدرسة (منطقة مديرية المعلا حالياً ) وقد حملت المدرسة تسمية المدرسة ( القومية ) كانعكاس لتأثير حركة القوميين العرب التي كانت سائدة في المنطقة العربية ومن ضمنها اليمن بشطريه كحركة سياسية قومية تحريرية . وقد كانت الجبهة القومية احد فروعها الفاعلة والمثمرة لتبنيها الثورة الشعبية والكفاح الثوري المنظم والمسلح من اجل التحرر والاستقلال من سيطرة الاستعمار البريطاني وعملائه في المنطقة. وبفضل التفاني والجهود المبذولة اكتسبت هذه المدرسة خلال فترة وجيزة شهرة واسعة وسمعة حميدة في الأوساط التربوية والتعليمية لما كانت تتبعه من طرق جيدة في التدريس وتأثيره في تنمية الوعي الوطني التحرري في صفوف الدارسين وتبصيرهم بمختلف القضايا الحيوية حينها وتحريضهم ضد المستعمر وأعوانه وشرح الأهداف الوطنية التي تفجرت من اجلها الثورة . كل هذا أدى إلى تزايد التحاق الطلاب بهذه المدرسة حيث وصل عددهم إلى خمسين طالباً ما أدى إلى ضيق هذه المدرسة في استيعابهم . وقد ترتب على ذلك ضرورة الانتقال إلى مكان أخر بعد شهرين فقط من تأسيسها أي في 31 ديسمبر / كانون الأول 1963م وبعد مشاورات وتوجيهات من بعض الإخوة في الجبهة القومية لمسوا النتائج الايجابية لهذا العمل والنشاط الثقافي والتربوي رأوا ضرورة تطويره والاستفادة من خلاله لتنفيذ مهام ثورية أخرى مختلفة تفيد العمل السياسي والعسكري للتنظيم السياسي في المنطقة لهذا تم في الأول من يناير / كانون الثاني 1964م نقل النشاط التعليمي في هذه المدرسة إلى مقر جديد أخر يستوعب الأعداد المتزايدة من الطلاب ويمكن من ممارسة أنشطة أخرى في إطار عملية الكفاح المسلح . [c1]مراحل تطوره:[/c] كما أسلفت سابقاً بأن معهد 14اكتوبر قد تأسس في مطلع العام الدراسي 1963 / 1964م بدأ الأستاذ / علي محمد قائد الشيباني في فتح المعهد أمام طلاب المرحلة الابتدائية مبتدئاً بطالبين في اليوم الأول ثم أربعة في اليوم الثاني وثمانية في اليوم الثالث وفي خلال الشهر الأول من أكتوبر 1963م وصل العدد إلى 35طالباً . كنت أقوم بتدريسهم المواد الدراسية الأساسية وهي اللغة العربية والانجليزية والرياضيات . توالت المجاميع الطلابية في الامتحان بالمعهد ( المدرسة الوطنية) وهو اسم مستعار آنذاك حتى وصل العدد إلى 60 طالباً في العام الدراسي 64 /1965م وفي بداية العام الدراسي 65 /1966م ازداد عدد المدرسين المساعدين للأستاذ / علي محمد قائد الشيباني في تدريس المواد الرئيسية الثلاث ومع نهاية العام 1969م /1970م وصل العدد في المدرسة إلى 400 طالب في المرحلتين الابتدائية والإعدادية وفي بداية العام الدراسي 1970م/1971م فتحت المرحلة الثانوية في المعهد وكانت الهيئة التعليمية فيه معظمها من الإخوة المصريين والسودانيين والعراقيين . واليوم يفتح معهد 14 أكتوبر للتعليم الأساسي والثانوي ليس فقط أمام طلاب وطالبات محافظة عدن فحسب وإنما أمام طلاب وطالبات من مختلف المحافظات اليمنية الأخرى مثل صنعاء الحديدة ، تعز وحضرموت. وفي عام 1970م/1971م تم افتتاح المرحلة الثانوية في معهد 14 أكتوبر للثقافة والوعي الثوري والعمل على تدريس جميع المواد الدراسية المقررة من قبل وزارة التربية والتعليم وقد حرصت على اختيار أفضل المدرسين والمتميزين من الإخوة المصريين والسودانيين والعراقيين وفلسطيني واحد للقيام بالمهمة التدريسية في المعهد وقد تم بالفعل إعداد أول دفعة من طلاب المعهد لامتحان الثانوية العامة للعام الدراسي 1970م/1971م . [c1]المنعطف التاريخي لمسيرة معهد 14 أكتوبر التربوية والتعليمية بعد 22 مايو 1990م و تحقيق الوحدة اليمنية[/c] في ظل الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م تم الاعتراف ولأول مرة كتابياً ورسمياً أصدرته دولة الوحدة بقرار وزاري رقم (842) لسنة 1992م وينص في مادته الأولى على أن : يرخص للأخ / علي محمد قائد الشيباني بإنشاء معهد 14 أكتوبر للمنتسبين في المرحلتين الأساسية والثانوية في محافظة عدن و... الخ ... صادر بديوان عام الوزارة بتاريخ 6 /12/ 1412هـ الموافق 6/ 2/ 1992م استحداث صفوف دراسية منتظمة تشكل مدرسة خاصة نموذجية ومتميزة في مديرية المعلا/ محافظة / عدن. إدخال الكتاب المدرسي ولأول مرة إلى المعهد في المرحلتين الأساسية والثانوية وذلك لدور المعهد المتميز في الجبهة التعليمية من ناحية ورفع مستوى طلابه وطالباته والدفع بهم إلى آفاق معرفية راقية يحققون خلالها نتائج دراسية مشرفة ومعدلات متفوقة. ثم في ظل الوحدة المجيدة وبفضل الله تعالى ورعايته تم إدخال العديد من الوسائل التعليمية لمختلف المواد الدراسية. [c1]استخدام القاعدة المدرسية:[/c] من حيث الترميم الشامل لمبنى المعهد استخدام الأسقف المستعارة لقاعات المعهد الدراسية مروراً برصف أرضية القاعات بالجرانيت ثم تم مؤخراً وفي نهاية الشهر الماضي تكييف كل القاعات الدراسية بمكيفات حديثة .[c1]تحديث الإدارة المدرسية واستخدام الحاسوب في كافة الأعمال الإدارية[/c]تم إيفاد موجه خاص مقيم في معهد 14 أكتوبر لمتابعة سير التدريس والتأكد من سير الخطط الدراسية وتنفيذ مهمته الفنية وفقاً لما تضمنته اللائحة المدرسية. تم إنزال اللجان المركزية باستمرار إلى المعهد وكذا الإشراف المباشر من قبل إدارة التعليم الأهلي والخاص لمكتب التربية والتعليم بالمحافظة. وتم رفع التقارير باستمرار عن سير وانتظام الدراسة في المعهد إلى الجهات ذات العلاقة بمكتب إدارة التربية والتعليم. الاطلاع والنزول لتفقد سير امتحانات الفصل الدراسي الأول والنهائي في المعهد . رفع كشوفات النقل إلى المحافظة والى إدارة الامتحانات بعدن وإدارة الامتحانات بصنعاء. هل هناك جهات معينة تدعم المعهد ؟ - نعم توجد هناك جهات عدة تدعم المعهد دعماً معنوياً توجيهياً وارشادياً ولكن ليس مادياً قط وعلاوة على ذلك فإنها مقتنعة بدوره التربوي والتعليمي وتقدر انجازاته ونشاطاته التعليمية وترجو له النجاح المتفوق والاستمرارية في الساحة التعليمية أسوة ببقية المدارس الرائدة والنموذجية في الجبهة التعليمية اليمنية. أهم الجهات المتعددة التي تدعم المعهد في هذا الصدد وزارة التربية والتعليم اليمنية والممثلة بمكتبها في محافظة عدن والذي يقف على رأسه ويسير أموره التربوية والتعليمية الرشيدة الأخ مدير عام التربية والتعليم م / عدن. مكتب التربية والتعليم مديرية المعلا / محافظة عدن مكتب إدارة الامتحانات العامة محافظة عدن . وزارة العدل والأوقاف والمتمثلة بمدير مكتبها في مديرية المعلا / محافظة عدن . إدارة التعليم الأهلي والخاص في مكتب التربية والتعليم م / عدن . هل تتلقون دعماً مادياً لتشغيل المعهد ودفع رواتب المدرسين ؟ وكيف يتم ذلك؟ - لا لم يتلقى معهد 14 أكتوبر دعماً مادياً من احد ولا من جماعة مذ تأسيسه في مطلع العام 63 / 1964م وحتى اليوم ولا ننكر بأن وزارة التربية والتعليم سابقاً تقدمت لنا بأكثر من دعم إلا أننا لم نقبل بذلك وتقدمنا لهم ببالغ الشكر والتقدير . أما مسألة تشغيل المعهد فان إدارته معتمدة على الله تعالى وهو الرزاق ذو القوة المتين وهو نعم المولى ونعم النصير ولا نرجو إلا فضله ودعمه تعالى ، وما يختص برواتب الطاقم الإداري وكذا أفراد الهيئة التعليمية في المعهد فان الإدارة تقوم بتسديد ذلك من واردات الرسوم الدراسية الرمزية والزهيدة والتي تعتبر شبه مجانية وهي لا تتجاوز 26.500 ريال سنوياً لكل طالب وطالبة نعتبر شبه متطوعين في المعهد ونعتبر ما نقوم به هو واجب وطني وإنساني ونضالي منطلقين من شعار العلم للجميع ثم العلم للجميع ثم العلم للجميع . هل شهادة المعهد معتمدة ومعترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم؟- نعم شهادة المعهد معتمدة ومعترف بها من قبل وزارة التربية والتعليم منذ العام الدراسي 71 / 1972م عندما فتحت إدارة المعهد المرحلة الثانوية وقدمت أول دفعة من الدارسين وعددهم 45 دارساً لامتحان شهادة الثانوية العامة (منهج مصري) وقد نجحوا جميعاً بمعدل جيد جداً وبعضهم بتفوق، قامت بتأهيلهم أول هيئة تعليمية متميزة من الأخوة المصريين والسودانيين والعراقيين وهي أول هيئة تعليمية تستوعبها إدارة المعهد حينذاك وفي مقدمتهم الأستاذ المرحوم/ محمد مجذوب علي السوداني، أستاذ اللغة العربية، واستمرت إلى أواخر الثمانيات، وقد تسلم طلاب الدفعة الأولى المشار إليها سلفاً في نهاية العام الدراسي 71 / 1972م شهادة إكمال الثانوية الوزارية (أي شهادة الثانوية العامة) بنجاح جيد جداً.يتم اختيار المدرسين للتعاقد. وهل يتم ذلك من خلال وزارة التربية والتعليم؟- في حالة استيعاب مدرس أو مدرسة إلى الهيئة التعليمية في المعهد أقوم بدعوة لاجتماع عام للهيئة الإدارية والتعليمة ثم أناقش معهم قرار الإدارة لاستيعاب مدرس أو مدرسين وأكلفهم بتدوين أفضل المدرسين في محافظة عدن للمواد المراد تدريسها في المعهد، بعد اختيار المدرس أو المدرسين المميزين من قبل أفراد الهيئة التعليمة في المعهد، أقوم بتحرير طلب ثلاثة مدرسين للمادة الواحدة وأكلف النائبين الإداريين بالجلوس معهم وإجراء عملية مفاضلة بينهم حيث يتم اختيار الأفضل من الثلاثة المتقدمين للمادة الواحدة. ثم يطلب من المدرس الذي يقع عليه الاختيار وذلك من خلال تقديم وثائقه وشهاداته ومؤهلاته على ألا تقل خبرته في مجال التربية والتعليم عن عشر سنوات قضاها في سلك التدريس.أما السؤال حول التعاقد مع المدرسين فإنه يتم معهم بصورة شخصية وبإرادة ذاتية وليس بالضرورة عبر وزارة التربية والتعليم. ألا أن وزارة التربية والتعليم وهي المرجع الأول والأخير وتقف على رأس السلم التعليمي في اليمن وصاحبة القرار والأمر الرشيد فإننا نرفع لها كشفاً سنوياً بأسماء أفراد الطاقم الإداري وكذا الهيئة التعليمية مع جميع ما يترتب على ذلك من شهادات تأهيلية تقديرية وما إلى ذلك.ماهي الصعوبات التي تواجه المعهد؟ وما هي التغيرات؟- ولله الحمد لا توجد صعوبات أمام إدارة معهد 14 أكتوبر حتى الآن.ما هي الخطط المستقبلية لتطوير المعهد؟- تنوي إدارة معهد 14أكتوبر بناء دور ثان على سطح المعهد إن شاء الله تعالى - في المستقبل إذا تمكنا من ذلك مادياً وذلك لتحقيق الأهداف التالية:أ - توسيع إدارة مدير المعهد ونائبيه.ب- توسيع إدارة مسجل المعهد والأمين المالي.ج- توفير غرفة خاصة لأفراد الهيئة التعليمية.د- توفير مكتبة عامة للمعهد تضم كمية من الكتب الثقافية والعلمية والتربوية تهدف إلى تعزيز القدرات الفكرية والثقافية والعلمية لدى الأخوة المدرسين لينعكس ذلك إيجابياًً على عطائهم التعليمي لطلابهم وطالباتهم في المعهد.هـ - تحقيق إعداد غرف دراسية خاصة لتدريس اللغة الإنجليزية بالطرق الحديثة المتطورة وباستخدام وسائل لغوية وعلمية لتحقيق نجاح المهمة.و - تحقيق إعداد غرف جديدة لتعليم “ الكمبيوتر” الحاسوب.كم يبلغ عدد الدارسين في المعهد بشكل عام: تفصيلي ( طلبة وطالبات)؟- (200 طالب و 100 طالبة) .هل هناك شخصيات عامة ومهمة درست في المعهد؟ ومن أبرز تلك الشخصيات؟- خلال مسيرة المعهد العلمية والتربوية وانطلاقاً من رسالة المعهد التاريخية والثقافية والسياسية والاجتماعية منها تحقيق وإنجاح أول تجربة رائدة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار في بلادنا ثم الدفع بهم إلى المرحلة الثانوية ونيل شهادة الثانوية العامة ومنها إلى جامعة عدن أو الجامعات الأجنبية.منذ العام الدراسي 71 / 1972م حين قدم معهد 14أكتوبر أول دفعة طلابية للامتحانات الوزاري لنيل شهادة الثانوية العامة نجح جميع المتقدمين فيها وحتى اليوم على مدى 38 عاماً أسهم المعهد في تخريج عشرات الآلاف من المنتسبين والمنتسبات من مختلف الوزارات والمرافق المدنية والعسكرية (في وزارة الداخلية ووزارة الدفاع والأمن والشرطة) هذه الآلاف المتخرجة بعضها واصل الدراسة العليا في جامعة عدن، جامعة صنعاء ومنهم من أبتعث للدراسة الجامعية في جامعات الدول الشقيقة والصديقة في الخارج ثم عاد بعضهم بشهادة الدكتوراه وهم منتشرون في معظمهم محافظات الجمهورية وبعضهم محاضرون ومحاضرات في جامعات عدن في مختلف التخصصات.جاءت فكرة إنشاء المعهد ومن هو المؤسس الأول؟- جاءت فكرة إنشاء المعهد لثلاثة أسباب رئيسية:الأول: هو عندما صعدت إلى الصف الثالث الثانوي في مدرسة القديس أنتوني العليا في التواهي وهي مدرسة انجليزية كاثوليكية، تحت إشراف جامعة كامبريدج في بريطانيا، كنت أهوى كثيراً التدريس والعلم والمعرفة.ثانياً: كنت خطاطاً ورساماً أهوى الفن والجمال.ثالثاً: كانت المنطقة اليمنية حينها في غليان ثوري وغضب جماهيري واسع ضد الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، ومظاهرات تعم شوارع عدن منددة بالوجود البريطاني في عدن والجنوب اليمني.كنت أحس بأني جزء حي وفاعل في هذا الغليان وأطمح بأن أؤدي واجبي الوطني في هذا الزخم الجماهيري ضد الاحتلال الأجنبي.وفعلاً أتيحت لي هذه الفرصة في هذا الجانب عندما أسست كما أسلف أعلاه أول مدرسة في شارع الصعيدي مع مطلع العام الدراسي 63 /1964م وبحمد الله وفضله تمكنت من أداء واجب الوطن في مسيرة النضال الجماهيري من خلال تلك المدرسة ملبيا نداء الثورة المسلحة ومستجيباً لأهداف ومبادئ الجهة القومية رائدة الكفاح المسلح ومعجزة ثورة 14أكتوبر الخالدة. وكانت سيرتي الذاتية آنذاك من العام الدراسي 1963م حتى 1967م هي فترة شاقة ومضنية ما بين طالب في المرحلة الثانوية في مدرسة القديس أنتوني ومدرس في مدرستي الليلية (نواة معهد 14أكتوبر) وكذا مساهم مساهمة ايجابية في مسيرة النضال من أجل تحرير الأرض اليمنية ذلك بعون الله في 30 نوفمبر 1967م.ما أسباب نجاح المعهد والذي جعله باقياً إلى هذا اليوم؟- قلت في مستهل حديثي في هذا الصدد بأنني كنت وأنا طالب في المرحلة الثانوية في مدرسة القديس أنتوني خطاطاً ورساماً إلى جانب تفوقي في اللغة الانجليزية ولا أزال وحتى اليوم. وعندما بدأت بتدريس الطالبين الأولين في اليوم الأول ثلاثة وأربعة في اليوم الثاني وكذا ثمانية في اليوم الثالث شاهد الآباء وأولياء الأمور جمال الخط العربي في دفاتر أبنائهم وكذا الخط الانجليزي فأعجبوا جداً بذلك، ولذا تدافع أعداد الطلاب من شارع الصعيدي إلى محل والدي المرحوم/ محمد قائد ردمان المذكور سلفاً، ووصل عددهم في نهاية الشهر الأول 1963م إلى 20 طالباً.كنت وأنا في المرحلة الثانوية أحب أن أتعلم وأعلم وأطمح إلى ذلك كثيراً وحتى اليوم. كنت مخلصاً ومتفانياً في أداء واجباتي التعليمية أو الفنية في كتابة اللوحات التجارية، أحب طلابي كثيراً وأحرص كل الحرص أن يفهم ويستفيد كل منهم كل درس ألقيه عليهم.كنت وما أزال وحتى اليوم أمتلك من التدريس أي فن الإلقاء وهذا هو الأساس والمحور الرئيسي في التدريس وأنا بحمد الله تعالى أمتلك الحس الفني في أكثر من مجال، فن الخط فن الرسم وفن التدريس وكذا إتقان أي عمل أقوم به علي أن أجعله قائماً على الأساس الفني.عندما توسعت أول مدرسة أسستها في عام 1963م إلى إعدادية ثم ثانوية في مطلع العام 71 /1972م حرصت على انتقاء أفضل المدرسين في محافظة عدن من ذوي الخبرات الطويلة والكفاءات العالية ليؤدوا واجباتهم التربوية والتعليمية في المدارس المختلفة التي أسستها قبل معهد 14أكتوبر الحالي في 19 أغسطس 1976م ( معنى ذلك أنني أسست المدرسة الأولى في محل والدي المرحوم/ محمد قائد ردمان، الكائن في الشارع الصعيدي، والمدرسة الثانية في نادي الصومال شارع الصعيدي، والثالثة في أستوديو الأمل سابقاً شارع البصير، والخامسة في شارع شعبان جوار باعوشة والسادسة معهد 14أكتوبر 1967م كانت أسماء المدارس الخمس المذكورة أعلاه مستعارة تحت مسميات مختلفة المدرسة القومية، المدرسة الوطنية، المدرسة الأهلية، المدرسة الخيرية، وذلك تجنباً لمضايقات وبطش قوى الاحتلال البريطاني بالنشاط التدريسي وكذا النضالي الذي كان يمارس في هذه المدارس إلى جانب العملية التعليمية.توظيف إدارة مدرسية فنية، متميزة مجربة تعمل على ضبط وسير التدريس في المعهد بصورة جيدة ومتفوقة وفوق هذا وذلك والأهم مما سبق هو أن رسالة المعهد أردتها أن تكون تعاونية خيرية ووطنية وليست مادية أو أغراضية. وانطلاقاً من مفهوم العلم للجميع، ثم العلم للجميع، وعملاً بمبدأ عدم استخدام العلم للكسب المالي وادخاره بدليل أن الرسوم الدراسية المقررة على طلاب وطالبات المعهد زهيدة جداً وهي 2500 ريال التي يدفعها الطالب لمدرس ما في منزله مقابل تلقي دراسة مادة واحدة فقط مثل الرياضيات أو اللغة الانجليزية تساوي قيمة جميع المواد الدراسية التي يتلقيها الطالب خلال الشهر الدراسي في مرحلة الثانوية العامة بمعهد 14أكتوبر للتعليم الأساسي والثانوي.كيف هي علاقة المعهد بوزارة التربية والتعليم وهل هناك متابعة مستمرة من قبل وزارة التربية والتعليم؟- علاقة معهد 14أكتوبر بوزارة التربية والتعليم علاقة جيدة جداً، ومتميزة وتتجسد جوانب تعاونية ايجابية منها:تزويد المعهد بالأدلة والمناهج الدراسية.تزويد المعهد بالكتب المدرسية للمرحلتين الابتدائية والثانوية بهدف رفع مستوى طلاب وطالبات المعهد التعليمي وكذا إحاطتهم إحاطة كاملة بالمقررات الدراسية مما يترتب عليه تحقيق نتائج دراسية مشرفة ومعدلات متفوقة.إنزال التوجيهات المركزية للمعهد من خلال إدارة التعليم الأهلي والخاص بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة.يتم استدعاء مدير المعهد أو نائبه الفني والإداري للاجتماعات التي تعقد مع إدارات مدارس التعليم الأهلي والخاص بالمحافظة.تزويد المعهد بمختلف وسائل الإيضاح التعليمية المعينة للمدرس وللطالب والطالبة على فهم واستيعاب مختلف المواد الدراسية ذات الصلة والعلاقة بالوسيلة التعليمية.نحن بدورنا في إدارة المعهد نعمل على توثيق هذه العلاقة مع وزارة التربية والتعليم وكذا إدارة التربية والتعليم بالمحافظة من خلال استدعاء قيادة التربية والتعليم بالمحافظة لحضور حفلات التكريم التي تقيمها سنوياً إدارة المعهد لتكريم أوائل الطلاب والطالبات فيه.كما تقوم إدارة المعهد برفع الإحصائيات الكمية وملفات المتقدمين للامتحانات الوزارية الأساسية والثانوية وأيضاً كشوفات الفصل نهاية كل عام دراسي.من الأسباب التي أدت إلى تأسيس معهد 14أكتوبر في مطلع العام الدراسي 63 /1964م هو أني لاحظت أبناء بلادي اليمن في جهل مطبق ونسبة الأمية تتجاوز ال 80 % والتلاميذ في سن التعليم يلعبون في الشوارع لا توجد مدارس لاستيعابهم وقد كانت مدارس الدولة خاصة بأبناء عدن ولا توجد مدارس أهلية أو خاصة للأطفال في سن التعليم كما أسلفت عدا مدارس أهلية قليلة جداً منها المدرسة الأهلية بالتواهي. مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية بكريتر، كلية بلقيس بالشيخ عثمان، المعهد التكنولوجي التابع للبس « أنتوني بس» في المعلا، مدرسة القديس أنتوني بالتواهي، ومدرسة القديس جوسف بكريتر، وهذه المدارس تفرض رسوماً دراسية لا يقوى على تسديدها الأباء وأولياء الأمور ولأنها مدارس مسيحية وتدرس باللغة الانجليزية المحضة.وعليه فقد وجدت نفسي جزءاً فاعلاً في هذا الوجود الإنساني اليمني ولابد من أن أقوم بدوري الايجابي وألبي نداء الوطن ونداء ثورة 14أكتوبر الخالدة وشرارتها الأولى في 14أكتوبر وما معهد 14أكتوبر إلاّ إحدى إفرازاتها الثورية والثقافية والوطنية.كلمة ختامية لمدير المعهد؟- أتمنى لطلاب وطالبات معهد 14أكتوبر التوفيق في التحصيل العلمي المتفوق والمزيد من بذل الجهود التعليمية وتحقيق نتائج دراسية مشرفة، وكما أرجو لعموم طلاب وطالبات الجمهورية اليمنية بصفة عامة المزيد من التقدم والتفوق العلمي.ولا أنسى في الأخير أن أتقدم ببالغ الشكر وعظيم الامتنان لصحيفة (14أكتوبر) الغراء التي تفضلت بإرسال وفد صحفي إلى المعهد وطرح جملة من الأسئلة بهدف الاطلاع على سير العملية التربوية والتعليمية فيه وكذا تلمس همومه والتعرف على مجمل انجازاته ومدى تطوره ونجاحاته في الجبهة التعليمية.كما أشكر جميع المدرسين الذين أدوا واجباتهم التربوية والتعليمية وأرسو قواعد معهد 14أكتوبر العلمية المتينة وكذلك الذين ينتمون إلى الوطن العربي من أبناء النيل في مصر والسودان، والعراق وفلسطين في الفترة من العام الدراسي 1971 /1972م حتى أواخر العام الدراسي 1988 /1989م. كما أن بعضهم لا يزالون يؤدون واجباتهم التعليمية في المعهد. وكذا أيضاً من خلفهم من الأخوة المدرسين والذين هم خير خلف لخير سلف.ومن بداية التسعينات حتى الآن لاشك أنهم هيئة تعليمية متميزة ذات خبرات طويلة وكفاءات علمية عالية وقد اختيرت بدقة وعناية ومفاضلة من قبل إدارة المعهد وقد أثبتت نجاحات رائعة تمثلت طلاب وطالبات المعهد المشرفة.وكذلك أتقدم ببالغ الشكر وعظيم التقدير لإدارة معهد 14أكتوبر التي أدت بدورها وحرصت على ضبط العملية التربوية والتعليمية في المعهد على خير ما يرام، كما أتقدم ببالغ الشكر والتقدير لوزارة التربية والتعليم ومكتب التربية والتعليم وأيضاً مكتب إدارة التعليم الأهلي والخاص في محافظة عدن ونقدر تعاونهم ووقوفهم إلى جانب المعهد.