قالت أنها تخوض نضالا شرعيا لمكافحة ثوار حزب العمال
جانب من الجنود الاتراك على الحدود مع العراق
بغداد/أنقرة/14 أكتوبر/ مريم قرعوني: رفضت تركيا منح العراق جدولا زمنيا لسحب قواتها التي تقاتل المتمردين الأكراد أمس الأربعاء مقاومة ضغوطا من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين تطالبها بوضع نهاية سريعة للتوغل التركي في شمال العراق. وقالت هيئة الأركان العامة في تركيا ان 77 متمردا آخر من حزب العمال الكردستاني قتلوا في معارك ضارية منذ مساء الثلاثاء ليصل إجمالي قتلى المتمردين إلى 230 منذ بدأت العملية قبل أسبوع مضى. وقال المبعوث التركي احمد داود أوغلو كبير مستشار رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان في السياسة الخارجية بعد مباحثات مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري «هدفنا واضح ومهمتنا واضحة ولا جدول زمنيا ... حتى تزال تلك القواعد الإرهابية.» وعبر الآلاف من الجنود الأتراك الحدود يوم الخميس الماضي للقضاء على مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين يستخدمون منطقة شمال العراق الجبلية قاعدة في حربهم منذ تسعينات القرن الماضي من أجل تحقيق حكم ذاتي في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية. وقال برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي ان استمرار التوغل التركي في العراق طويلا سيؤدي إلى عواقب «وخيمة» على المنطقة. وقال صالح على هامش مؤتمر اقتصادي في العاصمة بغداد حين سئل عما سيحدث إذا لم يتوقف الهجوم التركي قريبا ان العواقب ستكون وخيمة وان هناك موقفا خطيرا للغاية. وصرح صالح بأن التوغل لا يفيد العلاقات التركية العراقية وان الحكومة العراقية تريد ان توقف تركيا الهجوم. وقال هيئة الأركان العامة التركية ان خمسة جنود أتراك آخرين قتلوا منذ مساء الثلاثاء ليصل إجمالي الخسائر في صفوف الأتراك إلى 24 . ولم يمكن التحقق من زعم حزب العمال الكردستاني ان 81 جنديا تركيا قتلوا. وقال البيان التركي ان قوات الجيش التركي أصابت 475 هدفا جديدا منها ملاجئ ومنشآت مضادة للطائرات وقواعد تدريب ومراكز قيادة. وقال أيضا ان المناخ يتحسن بعد ان عرقلت الثلوج الكثيفة تقدم القوات في المنطقة الجبلية النائية في كردستان العراقية. وقال داود أوغلو ان وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق لا ينبغي لتركيا أو العراق التغاضي عنه. وأضاف قوله «في نظرنا استمرار العمليات ليس انتهاكا لسيادة العراق بل على العكس تماما. انه استعادة لسيادة العراق على تلك المناطق الجغرافية التي ينشط فيها الإرهابيون.» وأدان العراق يوم الثلاثاء التوغل التركي في شمال العراق بوصفه انتهاكا لسيادته وطالب بالانسحاب الفوري للقوات التركية. وتقول أنقرة أنها تخوض نضالا شرعيا لمكافحة ثوار حزب العمال الكردستاني الذي تصفه تركيا وواشنطن بأنها منظمة إرهابية. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أمس الأربعاء انه يجب على تركيا ان تقصر مدة عملياتها العسكرية لمكافحة المتمردين الأكراد في العراق على بضعة أيام أو أسبوعين لا أن تمتد إلى أشهر. وقال جيتس الذي سيلقى المسئولين الأتراك في أنقرة يوم الخميس ان تركيا يجب إلا تعتمد على العمل العسكري وحده في مواجهة المتمردين في حزب العمال الكردستاني لكنه يجب عليهم أيضا إيجاد سبل لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية. وقال جيتس للصحفيين في نيودلهي اليوم الأربعاء قبل سفره إلى أنقرة «من المهم جدا ان يقصر الأتراك مدة هذه العملية قدر الإمكان ثم يرحلوا وان يأخذوا في الحسبان سيادة العراق.» وأضاف قوله «إني أقيس السرعة بأيام أو أسبوع أو أسبوعين أو شيء من هذا القبيل لا أشهر.» ونشرت هيئة الأركان العامة التركية صورا فوتوغرافية أمس الأربعاء لجنودها في شمال العراق وهم يجلسون أو يتسكعون على الثلج أو يقومون بأعمال استكشاف. وتحمل تركيا حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية مسؤولية مقتل نحو 40 ألف نسمة منذ أن بدأ كفاحه المسلح عام 1984.