مسلسل تقليد البضائع (من ماركة صنع في الصين )
إبتهال الصالحي:في شهر أغسطس من العام الجاري عقد اجتماع في مقر الغرفة التجارية والصناعية بعدن تقدم فيه بعض من أصحاب الحرف التقليدية العاملين في حياكة وإنتاج المعاوز بشكوى من استيراد بعض من التجار لبضاعة مقلدة لبضاعتهم قادمة من الصين .. وقد تمخض عن هذا الاجتماع اصدر السلطة المحلية بالمحافظة والمتمثلة بالأخ المحافظ توجيهات بعدم خروج الحاويات التي تحمل هذه المعاوز من الميناء وذلك في ضوء الاجتماع الذي عقد في مبنى الغرفة التجارية بتاريخ 2009/8/9م .وعلى الرغم من توجيهات المحافظ وتوجيهات مكتب الصناعة والتجارة بعدن بمنع دخول شحنة المعاوز الصينية الا أنها دخلت إلى السوق واكتسحته وبيعت في المحلات وعلى البسطات وحتى مع الباعة المتجولين وخاصة خلال موسم عيد الأضحى .. الشيء المدهش والمستفز في نفس الوقت إن من أشترا هذه البضاعة المقلدة كان فرحاً أنها تقليد لبعض الماركات المعروفة والمشهورة بين الناس من ذواقي لبس المعاوز .. وخاصة أن التقليد أختص على موديلات المعاوز الدرجة الأولى والمكلفة على حسب كلام تجار المعاوز(مثل ماركة بن لكسر وبن حليس..) واعتقاداً منهم أنها ستباع بشكل أسرع واكبر اقبلوا على شرائها من التجار المستوردين لهذه البضاعة المقلدة , وكان تجار التجزئة من أصحاب المحلات يبيعون البضاعة المقلدة للزبون على أنها الأصلية أما أصحاب البسطات منهم من افترش أمام محلات بيع المعاوز الأصلية من هذه الماركات (عيني عينك ) بأسلوب مستفز لأصحاب هذه الحرفة والصناعة التقليدية التي عملوا فيها على مدى عقود من الزمان.. الأخ/ محمد حسين بن حليس/ صاحب أقدم محل تجاري لبيع الصناعات اليدوية المختلفة منذ أكثر من 40 سنة , يقول ونستقبل المنتجات من مختلف المناطق (لحج,السدة ,المكلا ,الشحر,..) يعمل فيها آلاف الحرفيين من مختلف الأعمار معظمهم من النساء وممن لسن من حملة الشهادات نلبسها ونستخدمها لأننا نفتخر بمنتجاتنا الوطنية وهذا تراثنا ولن نفرط فيه ...ولكن هناك من يرضى بتشريد هذه الأسر وقطع أرزاقهم !!!ويضيف انه خلال هذا الموسم ونتيجة لإغراق السوق بهذه البضاعة المقلدة تكبد هو وغيره خسائر فادحة ويقول لم يتجاوز إجمالي ما بعته هذا الموسم أكثر من 25% من مبيعات كل عام !!! فمن سيعوضني ويعوض آلاف الأسر التي سينعكس عليها هذا الكساد ؟! وقد دخلت هذه الصفقة عن طريق استيراد 9حاويات من المعاوز الصينية المقلدة واخذوا سنابل ليتم توزيعها في السوق وعندما علمنا بالآمر اشتكينا إلى الأخ المحافظ والى الغرفة التجارية والصناعية واتجه وفد مكون من جمعية الصناعات النسيجية وجمعية الوحدة الإنتاجية إلى مكاتب وزارة الصناعة والتجارة في كل من الحديدة وحضرموت وشبوة وعدن , وفي محافظه عدن عقد اجتماع في مقر الغرفة التجارية والصناعية بعدن يرأسه الأخ المحافظ والشيخ بامشموس ومدير مكتب الهيئة العامة للاستثمار الأخ إقبال منير ومدير مكتب الصناعة والتجارة والتموين الأخ/ حسين مكاوي وعدد من التجار الذين يعانون من نفس المشكلة وعرضنا عليهم القضية وقد اصدر أوامر باحتجاز الشحنة وعدم خروجها من الميناء في حينها ولكن للأسف لم تنفذ هذه الأوامر والتوجيهات وخرجت الشحنة إلى السوق وأصبحت واقع عانى منه الكثير !!! أما من الذي أخرجها وكيف فهذا هو السؤال الذي في اعتقادي لن نجد له حلاً لان كلاً يرمي الكره إلى الأخر!!!...[c1]الجديد في الأمر[/c]في أواخر شهر الماضي من هذا العام صدر قرار رقم (407) لعام 2009م من وزارة الصناعة والتجارة بشأن حظر استيراد المعاوز والجنابي ورؤؤس وأحزمة الجنابي والعسوب البلاستيكية , وعمم هذا القرار على الدوائر الجمركية في عموم الجمهورية للتقيد بالتنفيذ , ولكن يبقى السؤال هل سينفذ فعلاً أم سيظل حبيس الادراج فقط , وماذا عن البضائع المقلدة التي في السوق هل ستسحب أم ماذا ؟؟؟[c1]الكل مسؤول...[/c]و عملية حياكة المعاوز لا تساهم في إنعاش الاقتصاد العائلي فقط , فقد انتشرت ولا تزال في العديد من المناطق اليمنية المشهورة بحياكة المنسوجات ومنها المقطب كزبيد وتهامة و شبوة وحضرموت ولحج وعدن وغيرها من المناطق ,ولكنها تساهم أيضا بتحسين المستوى المعيشي لذوي الدخل المحدود وإيجاد مصادر للدخل والحد من عملية البطالة ويستفيد منها الآلاف من الأسر اليمنية في كثير من المناطق من خلال عملية إنتاج المعاوز أو ترويجها.من المهم أن نذكر أن حماية الموروث الشعبي والمهن الحرفية لا يقتصر على وزارة الصناعة والتجارة والجمعيات الحرفية أو النسيجية أو الغرف التجارية بل أن المؤسسات الثقافية وفي مقدمتها وزارة الثقافة معنية بشكل مباشر ويتعدى ذلك إلى جميع الجهات الحكومية والأهلية والحقوقية وحتى المواطن البسيط لان للجميع حق فيه لما تمثله من تاريخ وهوية امه أم أننا أصبحنا نتعمد أن نفرط في تراثنا وتاريخنا وهويتنا وكل ما هو جميل وأصيل .[c1]ختاماً..[/c]جرت العادة في المهرجانات والمحافل الدولية الثقافية أن نرى وفود دول العالم يتميز كلاً منها بارتداء زيه الشعبي , وجرت العادة أن تتميز وفودنا في هذه المهرجانات الثقافية في جميع مشاركاته بارتداء المعوز والجنبيه ... فيا ترى هل سيرتدي المعوز والجنبية المصنعة محليا التي تمثل الموروث الشعبي الحقيقي أم التراث الشعبي اليمني من ماركة صنع في الصين!!!!!.