لبناء مجتمع المعلومات في دول الإسكوا
[c1]د.يحي محمد الريوي[/c]نظمت اللجنة الإقتصادية والاجتماعية لدول غرب أسيا -الإسكوا التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ,ورشة عمل تحت عنوان "إحداث الشراكة بين القطاعين العام والخاص لمبادرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الوطنية والإقليمية لبناء مجتمع المعلومات " بمشاركة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردنية ومنظمة الشراكة العالمية للمعرفة التي مقرها ماليزيا ومعهد الشراكة بين القطاعين العام والخاص بواشنطن وبحضور خبراء من الدول العربية الأعضاء في الإسكوا والمنظمات العربية والدولية المتخصصة بهذا الجانب. وقد تم إستضافة الورشة من قبل وزارة الإتصالات وتقنية المعلومات الأردنية بمقرها في العاصمة عمان وذلك من 26 فبراير إلى1 /مارس 2007. وتم إفتتاحها من قبل السيد باسم روسان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني, والدكتور يوسف نصير مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الإسكوا .وتطرقت الورشة إلى الجوانب الاستراتيجية والعملياتية للشراكة بين القطاعين العام والخاص في مشاريع الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات. حيث قام خبيران من معهد الشراكة بين القطاعين العام والخاص بواشنطن بالقاء محاضرات على مدى يومين متتاليين حول الأطر العامة المؤسسية والتنظيمية والقانونية للشراكات وهياكلها, تحليل الجدوى الإقتصادية للشراكات وتمويل مشاريع الشراكة , تأسيس وحدات لمتابعة وتنسيق الشراكة وتطويرها. كما تم إستعراض دراسات حالة لبلدان مختارة بهدف الإطلاع عليها والإستفادة من تلك التجارب . ومن ضمنها عرض تقديمي إلكتروني حول "واقع الشراكة بين القطاع العام والخاص لمبادرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لبناء مجتمع المعلومات في الجمهورية اليمنية وتطويرها" تم تقديمة من قبل مُعد هذا المقال. وفي اليوم الثالث من أيام أعمال الورشة وهو يوم الأربعاء 28 شباط/فبراير 2007 م. تم القيام بإطلاق التقرير المشترك للإسكوا وشركة الكاتيل- لوسنت العالمية والذي يحمل عنوان "استخدام الحزمة العريضة للتنمية في منطقة "إسكوا" تحسين الوصول إلى خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجتمع المعرفة العالمي".ويعطي التقرير في بعده الأول تحليلاً لوضع إنتشار الحزمة العريضة في منطقة "إسكوا" مستنداً إلى دراسات في البلدان المعنية. ويقيم التقرير في بعده الثاني الدروس المستقاة من الخبرات الدولية وذلك من خلال التركيز على العوامل التي ساهمت في نجاح الحزمة العريضة في بلدان أخرى. ويتضمن البعد الثالث من التقرير تقييماً للتكنولوجيات ودراسات حالة محددة تساعد على توظيف الحزمة العريضة في التنمية الاجتماعية-الاقتصادية في المنطقة والتي من المتوقع أن يكون لتوفرها كبير الأثر,وقد قال السيد يوسف نصير، رئيس إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في "إسكوا": "يسرنا إطلاق هذا التقرير المشترك الذي يركز على إمكانية التطور الكبيرة لمنطقة "إسكوا" عند لحاقها بثورة الحزمة العريضة. ويهدف هذا التقرير إلى مساعدة الفرقاء المعنيين من حكومات ومنسقين ومشغلين ومقدمي الخدمات والمجتمع المدني بشكل عام على تطوير الحزمة العريضة في المنطقة" ومن جهته، قال السيد تييري ألبراند، نائب رئيس الجسر الرقمي لـ"ألكاتيل-لوسنت": "هذا التقرير هو نتيجة لتضافر الجهود بين رائد عالمي في الاتصالات السلكية واللاسلكية وتصنيع معدات الحزمة العريضة ومنظمة من منظمات الأمم المتحدة التي تعنى بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الإقليمي. ويتناسب هذا التعاون مع رؤيتنا لتوفير "الحزمة العريضة للجميع"، ويشكل تجسيداً للشراكات المتعددة التي أكدت عليها القمة العالمية لمجتمع المعلومات والتي كُرست لتقليص الفجوة الرقمية وتعميم فائدة المعلومات والاتصالات على الجميع".وحرصاً على التعريف بما جاء بالتقرير الذي يقع في 80 صفحة باللغة الإنجليزية والإستفادة منه كون تقنية الحزمة العريضة وتوفرها من أهم متطلبات مجتمع المعلومات وإقتصاد المعرفة.فسيتم إيراد ملخص لأهم محتوياته مع ربطه بواقع هذه التقنية في الجمهورية اليمنية بشكل يُكمل هذا التقرير ويعمل على إغنائه. حيث أن الفقرات التي تحتها خط هي من إضافات مُعد هذا المقال. الإسكواUN-ESCWA :“إسكوا" هي الذراع الإقليمي للأمم المتحدة في منطقة غربي آسيا. وتهدف إلى دعم التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين بلدان المنطقة وتحفيز عملية التنمية فيها من أجل تحقيق التكامل الإقليمي بعد أن أصبح البعد الإقليمي عنصراً أساسياً في التعامل مع قضايا العولمة. كما تسعى "إسكوا" إلى تحقيق التفاعل بين منطقة غربي آسيا وباقي مناطق العالم وإلى إطلاع العالم الخارجي على ظروف بلدان هذه المنطقة واحتياجاتها. وتعمل "إسكوا" على تعزيز التكامل الإقليمي والنظر إلى قضايا بلدان المنطقة ومشاكلها من منظور إقليمي. وتقوم "إسكوا"، بصفتها أحد أجهزة منظومة الأمم المتحدة، بالسعي إلى موائمة سياسات البلدان الأعضاء في القطاعات المختلفة مثل المياه والطاقة والصناعة والزراعة والتكنولوجيا وغير ذلك. وتعمل على توحيد قواعد البيانات والإحصائيات والمعلومات وتجهيزها وتوزيعها على المستخدمين. وتضطلع كذلك بوضع الدراسات التحليلية وتنفيذ المشاريع الميدانية الهادفة إلى خدمة الشرائح الاجتماعية المختلفة كالنساء والأطفال والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة. وتنظم "إسكوا" المؤتمرات والاجتماعات الحكومية الدولية واجتماعات الخبراء والورش التدريبية والندوات والحلقات الدراسية. كما توفر خدمات التعاون الفني بما في ذلك الخدمات الاستشارية للبلدان الأعضاء. وتنفذ "إسكوا" نشاطاتها بالتنسيق مع الإدارات والمكاتب الرئيسية في مقر الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة والمنظمات الدولية والإقليمية. شركة "ألكاتيل-لوسنت " Alcatel.Lucent:تقدم شركة "ألكاتيل-لوسنت" حلولاً تمكن مقدمي الخدمات والمؤسسات والحكومات من توفير خدمات اتصالات الصوت والمعطيات والفيديو للمستخدم النهائي. وكرائدة في مجال الشبكات الثابتة والنقالة والتشبيك العريض الحزمة وتقنيات بروتوكول الإنترنت وتطبيقاتها وخدماتها، تقدم "ألكاتيل-لوسنت" حلولاً تتيح خدمات من المنزل والعمل وأثناء التجول. وتعد شركة "ألكاتيل-لوسنت" شريكاً محلياً ذو انتشار عالمي حيث تتسع أعمالها لتشمل 130 دولة في العالم. وهي لديها أكثر فرق الخدمات خبرة، وأكبر منظمات البحوث والتكنولوجيا والإبداع في صناعة الاتصالات. وقد حققت عوائد تتعدى الـ 18.3 مليار يورو في العام 2006. وقد تأسست الشركة في فرنسا ومكتبها التنفيذي موجود في باريس .[c1]الحزمة العريضة :Broad band[/c]مع أن تعريف الحزمة العريضة Broad band يختلف من مرجع الى آخر , فثمة إجماع على أنها تدل على أتصال دائم غيرمهتوف بالإنترنت عالي السرعة, وتؤمن السرعة العالية إتصال يسمح بتنفيذ معظم التطبيقات المتاحة للمستخدم على الشبكة بسهولة ويسر , ويعتبر التقرير إصطلاحاً أن الحزمة العريضة تدل على سرعة لاتقل عن 256 كيلوبت في الثانية. وتعد متاحية الحزمة العريضة في بلد ما حافزاً هاماً للتنمية الإقتصادية والإجتماعية , إذ أنها تسمح بتقديم خدمات جديدة وتطوير المحتوى, ودعم تطبيقات عديدة مفيده مثل التعليم الإلكتروني والحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية, وهذا مايوفر فوائد كبيرة للأفراد والشركات , حيث تسمح الحزمة العريضة للمستخدمين بالوصول الى محتوى تفاعلي عالي الجودة لايمكن الوصول الية بإستخدام سرعات الإتصال التقليدية Dial up, كما يشجع وجود الشبكات العريضة الحزمة على جذب الإستثمارات الخارجية كما يساعد في نقل الخبرة والمعرفة.[c1]التطور العالمي للحزمة العريضة:[/c]شهدت خدمات الحزمة العريضة نمواَ كبيراً في العالم منذ تسعينات القرن الماضي , فبحسب إحصاءات الإتحاد الدولي للإتصالات وصل عدد البلدان التي تتوفر فيها هذا النوع من الخدمات الى 166 بلداً في الربع الأول من عام 2006م. ويقدر عدد مستخدمي الحزمة العريضة في العالم بنحو 250 مليون نسمة في عام 2006م. أي نحو 40% من عدد مشتركي الإنترنت المقدر بمليار نسمة عام 2006م. ويتوقع أن يرتفع هذا العدد الى نحو نصف مليار مشترك في بداية العقد القادم.لكن التوزع العالمي لإنتشار الحزمة العريضة مازال غير متوازن ( أنظرالشكل أ). ففي حين أن أوروبا وأمريكا الشمالية ومنطقة آسيا والمحيط الهادي تسجل حصصاً من عدد المشتركين الإجمالي في الربع الثاني من عام 2006م.في العالم تصل على التوالي الى 30% و 24% و 40%, فأن منطقة أفريقيا والشرق الأوسط لا تسجل الا نسبة لاتكاد تتجاوز 1%, ولايتجاوز المشتركين بالحزمة العريضة فيها 2.5 مليون نسمة . هذه النتيجة المتواضعة تعني بالمقابل وجود فرص كامنة كبيرة للنمو , وهو ماتشهده اليوم مثلاً تركيا ودول شمال إفريقيا إضافه الى الخليج العربي.ويمكن إيصال خدمات الحزمة العريضةالى المشتركين بواسطة تكنولوجيات متنوعة يقع على راسها تكنولوجيا خطوط المشتركين الرقمية DSL والموديمات الكيبلية Cable Modem وتأتي بعد ذلك تكنولوجيات النفاذ اللاسلكي والإتصالات النقالة (الجيل الثالث) والسواتل. وهناك أيضاً تكنولوجيات حديثة تنتشر بسرعة في الدول المتقدمة مثل الألياف البصرية الى المنازل أو الأبنية FTTx.الشكل أ: عدد مشتركي الحزمة العريضة في العالم في الربع الثاني ,2006م.(العدد الإجمالي:242مليون)المصدر broadbandtrends.com [c1]واقع سوق الحزمة العريضة[/c]بصورة عامةيزال إنتشار خدمات الحزمة العريضة في دول الإسكوا ضعيفاً , إذ أن عدد إجمالي المشتركين بهذه الخدمة لايتجاوز نصف مليون , في حين يقدر عدد سكان المنطقة بأكثر من 160 مليون نسمة في عام 2005م. أي أن النفوذية Penetration هي بحدود 0.3 مشترك لكل 100 نسمة . غير أن هذه النسبة تختلف من دولة الى أخرى , ففي الدول ذات الدخل العالي (الإمارات العربية المتحدة , البحرين, السعودية, قطر, الكويت) نجد أن النفوذية تكون أعلى ,بإستثناء السعودية . أما في الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى فنجد أن وضع عُمان يشبه وضع السعودية, في حين أن لبنان تمثل حالة خاصة لاعتمادها الكبير على التقنية اللاسلكية للحزمة العريضة, وأما في الدول ذات الدخل المتوسط الأدنى (الأردن, سوريا, فلسطين و مصر), وكذلك في اليمن ذات الدخل المنخفض, فإن النفوذية عموماً أدنى , لكن الأردن يتمتع بنفوذية عالية نسبياً مقارنة بمشتركي الإنترنت والخطوط الثابتة ( أنظر الجدول 1). جدول 1 : عدد مشتركي الإنترنت والحزمة العريضة في دول الإسكوا,الربع الرابع 2005.المصدر:ITU World Telecom Indicator Database(مع إستيفاء الأرقام للأردن والبحرين والسعودية والكويت واليمن)[c1]السياسات والمبادرات المتعلقة بالحزمة العريضة:[/c]قامت معظم دول الإسكوا بوضع وإقرار سياسات أو إستراتيجيات وطنية تخص تكنولوجيا المعلومات والإتصالات , لكن مع تفاوت كبير في مستوى التنفيذ, غير أن وجود سياسات أو مبادرات تخص الحزمة العريضة بعينها يبقى أقل وضوحاً. ومن بين الإستثناءات الجديرة بالذكر مبادرة الحزمة العريضة المصرية التي أطلقت رسمياً في الربع الثاني من 2004, والتي تهدف في نهاية المطاف الى الوصول بعدد المشتركين الى 2% من عدد السكان (1.5 مليون مشترك) في عام 2007م. ومع ذلك فهناك وعي واضح بأهمية دعم خدمات وتطبيقات الحزمة العريضة في المنطقة ودورها في بناء مجتمع المعلومات . ففي الأردن مثلاً يجرى الأن إستكمال بناء شبكة التعلم العريضة الحزمة التي تهدف الى وصل جميع المدارس والجامعات , وكذلك الأمر بالكويت التي أطلقت مبادرة شبكة التعليم التي تهدف الى وصل المدارس والمكتبات بواسطة خطوط المشتركين الرقمية مع نهاية عام 2006م.وفي اليمن بلغ عدد المشتركين في الانترنت حتى نهاية الربع الثالث من العام المنصرم 2006م 146069 مشترك،فيما بلغ عدد مقاهي الانترنت 822 مقهى. وأوضح إحصاء صادر عن المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية ان اجمالي عدد مشتركي الانترنت /Dial up/ وصل حتى نهاية الربع الثالث من العام المنصرم 2006م 143288 مشتركا ووصل عدد المشتركين في الانترنت السريع- الحزمة العريضة /ADSL/ 2781 مشترك.كما تم تدشين خدمة الانترنت اللاسلكي نهاية ديسمبر 2006م بتقنية / وأي فاي Wi Fi/ كأول خدمة من نوعها في اليمن لتمكين مشتركي خدمة الانترنت من تصفح المواقع الالكترونية لاسليكا عبر نقاط ساخنة في 17 موقعا منتشرا في العاصمة صنعاء ومحافظة عدن كمرحلة أولى ثم ستشمل بقية المحافظات في المرحلة الثانية.ان الهدف من انزال خدمات الانترنت واحدثها في السوق اليمنية هوتلبية رغبات العملاء خاصة مستخدمي أجهزة الحاسوب المحمولة حيث يمكنهم الحصول على المعلومات في أي مكان تتوفر فيه الخدمة داخل حيز الشبكة اللاسلكية دون التقيد بالاسلاك والهاتف الثابت والحصول على انترنت بسرعات عالية. وتتميز الخدمة الجديدة بتقنيات سرعة اتصال عالية تصل إلى 11 ميجابايت في الثانية بالإضافة إلى توفير ميزة خيارات الاستخدام المتعدد بحسب الوقت والسعر وإمكانية الاتصال بالانترنت دون التقيد بموقع معين في أماكن توفر الخدمة. كما يمكن الوصول الى الخدمة عبر القنوات المؤجرة لاغراض الانترنت /خط مخصص/ .وبالإضافة الى الأفراد الذين يقتنون هذه الخدمة ومراكز الإنترنت وكذا الشركات والمؤسسات المستفيدة من خدمة الحزمة العريضة يتم إيصال هذه الخدمة الى المدارس والجامعات للإستفادة من التطبيقات المختلفة التي تؤمنها الشبكة العالمية.بعض العوامل التي تؤثر على العرض والطلب على الجزمة العريضة في دول الإسكوا: [c1]أسعار الخدمات:[/c]مازال إرتفاع الأسعار أكبر العوامل التي تحد من إنتشار خدمة الحزمة العريضة في دول الإسكوا, خاصة وأن المستخدمين يرغبون في الحصول على قيمة مضافة من هذه الخدمات تبرر الكلفة التي يتحملونها.أن كلفة الحزمة العريضة يمكن أن تصبح أكثر تحملاً في حال تقديم خدمات إضافية على الوصلة ذاتها, مثل التهاتف عبر الإنترنت IP Telephony, والتلفزة عبر الإنترنت IP Telephony, وفي هذه الحالة فقد يصبح مزود خدمات الإنترنت منافساً حقيقياً للمشغل القائم , وتزداد المنافسة عادة في الشدة في في حال دخول المشغلين بواسطة المودمات الكبلية الى هذا القطاع من السوق. [c1]التوصيلية الدولية[/c]التوصيلية الدولية International Connectivity من أهم العوامل التي تؤثر في نشر خدمات الإنترنت في الدول النامية عموماً , ومنها منطقة الإسكوا , ومن الطبيعي أن تكون سعة التوصيلية متناسبة مع عدد مشتركي الإنترنت في بلد ما, وخاصة مشتركي الحزمة العريضة. وقد شهدت منطقة الإسكوا في السنوات الماضية زيادة ملحوظة في سعة التوصيلية الدولية فيها , غير أن فجوه داخل المنطقة ومع خارجها لاتزال موجودة (أنظر الشكل ب).ويظهر الشكل (ب) ان التوصيلية الدولية لكل 100 نسمة داخل المنطقة تتفاوت بين نحو 100 كيلو بت في الثانية (في قطر والإمارات العربية المتحدة) وأقل من 2 كيلوبت في الثانية (في اليمن), أما المتوسط للمنطقة فهو يزيد قليلاً عن 8.5 كيلو بت في الثانية لكل 100 نسمة مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يربو على 85 كيلوبت في الثانية وهو مايظهر حجم الفجوة الخارجية.الشكل ب: التوصيلية الدولية في منطقة الأسكوا,2005مالمصدر: الإتحاد الدولي للإتصالات ا[c1]لمحتوى المحلي والتطبيقات:[/c]يدفع وجود المحتوى والتطبيقات , خاصة التفاعلية منها والتي تعتمد الوسائط المتعددة مشتركي الإنترنت للإرتقاء الى الحزمة العريضة , لأن ذلك يقدم لهم أسباباً أقوى للبقاء على الخط . وقد وضعت الحكومات في معظم دول الإسكوا سياسات ترمي لبناء تطبيقات مفيدة للعموم أو قطاع الشركات (كالحكومة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني والتجارة الإلكترونية). أما فيما يخص الأفراد فيبقى التهاتف عبر الإنترنت أحد أكثر التطبيقات تفضيلاً. وتطبق العديد من دول الإسكوا سياسات تهدف الى تقييد إستخدام هذه الخدمة حماية للمشغل الوطني القائم ,غير أن ذلك قد يؤدي بالمقابل الى ضعف إنتشار الحزمة العريضة على المدى القريب. [c1]إنتشار الحواسيب ووسائط النفاذ:[/c]من البديهي أن توفر الحواسيب الشخصية في المنازل وأماكن العمل هو من المتطلبات الأساسية للنفاذ الى الإنترنت . وتتميز منطقة الإسكوا بمعدل إنتشار ضعيف نسبياً الى مقبول للحواسيب الشخصية بمتوسط يصل الى 8 حواسيب لكل 100 نسمة ( وهو أقل من المتوسط العالمي). غير أن نسبة الحواسيب المتصلة فعلاً بالإنترنت يبقى غير معروف.أطلقت دول عدةفي المنطقة (منها مصر والأردن وسوريا) مبادرات تعرف بمبادرات "الحاسوب الشعبي" تهدف الى توفير حواسيب مقبولة الثمن للمواطنين . وفي معظم الحالات كان شراء هذه الحواسيب مرتبطاً بالحصول على إشتراك بالإنترنت بل وبالحزمة العريضة أحياناً. أما للمستخدمين لذوي الدخل المحدود فقد أُطلقت بالمنطقة "مراكز النفاذ المجتمعية"التي تُقدم فيها خدمات إتصالاتية معلوماتية متنوعة. وقد لاقت هذه المراكز نجاحات ملحوظة في بعض الحالات (مثلاً: مصر, الأردن وسوريا) لكنها لاقت صعوبات في حالات أخرى.وفي اليمن تم إطلاق مبادرة مشروع رئيس الجمهورية لتعميم الحاسوب الذي تم الإعلان عنه في العام 2002م بهدف محو أمية الحاسوب والإسهام في ردم الفجوة الرقمية مع المجتمعات المعلوماتية. حيث تم توزيع الحواسيب على الموظفين والطلاب والمواطنين خاصة شريحة الشباب بأسعار ميسرة على شكل إقساط شهرية.وتم خلال المرحلة الأولى من هذا المشروع / 2003 - 2005/ توزيع 22 الفا و 572 جهاز حاسوب.الشكل جـ : إنتشار الحواسيب الشخصية في دول الإسكوا لعام 2005م.المصدر: الإسكوا,الإتحاد الدولي للإتصالات. [c1]الخدمة الشاملة:[/c] تعني الخدمة الشاملة Universal Service إتاحة خدمات الإتصالات الأساسية لكل من يطلبها أينما كان, وهي سياسة تعتمدها دول الإسكوا ,سواء كانت مصاغه رسمياً أم لا. ومن الممكن أن يسمح شمول خدمات الجزمة العريضة ضمن متطلبات الخدمة الشاملة بزيادة إنتشار الحزمة العريضة زيادة ملحوظه ,لكن مع الإنتباه الى أن ذلك يعني ضرورة وضع إستثمارات كبيرة لترقية شبكات النفاذ وهو ماقد يؤثر على تطور المنافسة.التوصيات:[c1]التوعية وبناء الثقة[/c]لابد من إطلاق حملات توعية حول أهمية الحزمة العريضة وإرتباطها بالتنمية ,بسبب تدني مستوى النضج في سوق الإنترنت عموماً في دول الإسكوا . ويمكن للحكومات أن تلتزم بدعم خدمات الحزمة العريضة وأن تسهم في تمويل حملات التنمية هذه , في حين يجب على مقدمي الخدمات إستخدام تقنيات تسويق مبتكرة لجذب الزبائن تتضمن مثلاً التجريب المجاني. وربط النفاذ بالمحتوى والتطبيقات وما الى ذلك.[c1]تعزيز المحتوى والتطبيقات[/c]على الحكومات إعتماد سياسة واضحة تخص بناء المحتوى المحلي المفيد لزيادة إهتمام المشتركين بالحزمة العريضة , ويجب كذلك الإهتمام بتوفير التطبيقات التي تستخدم الحزمة العريضة , والإهتمام بتوفير سبل النفاذ مثل الحواسيب الشخصية ومراكز النفاذ المجتمعي وغيرها.[c1]خفض الأسعار[/c]لن يلجأالمستخدمون الى الحزمة العريضة مالم يحسوا بالقيمة التي يحصلون عليها مقابل المال الذي يدفعونه , وتبقى المناسبة هي الوسيلة المثلى لخفض الأسعار , إضافه الى إمكانية اللجوء الى تقنيات فوترة تناسب المستخدم مثل الدفع سلفاً والإشتراك المقطوع Flat Rate وغير ذلك.[c1]إقامة بيئة تنظيمية ملائمة[/c]يمكن للبيئة التنظيمية الملائمة أن تدفع بالمنافسة الى حدودها القصوى وهو ماسيفيد بالتأكيد جهود نشر خدمات الحزمة العريضة, غير أن الإجراءات التنظيمية يجب أن تكون محايده تكنولوجياً. [c1]خاتمة [/c]"قد تكون أهمية ثورة الحزمة العريضة بأهمية ثورة الإنترنت ذاتها", هذا ماقاله ديفيد كلارك من مخبر علوم الحاسوب في معهد ماساتشستس للتكنولوجيا , وهذه العبارة صالحة للعالمين النامي والمتقدم , فالحزمة العريضة اليوم هي بحق البنية التحتية لإقتصاد المعرفة ومجتمع المعلومات. ويعتمد نشر خدمات الحزمة العريضة في منطقة الأسكوا على أربعة عناصر: التكنولوجيا والخدمات والتطبيقات , والمحتوى والبيئة التنظيمية , ولابد أن يكون الإهتمام بهذه العناصر متوافقاً على حده مع خصوصيات كل دولة من دول المنطقة. [c1][email protected][/c]