صباح الخير
جاءت دعوة الرئيس لحوار مفتوح مع الأحزاب والتنظيمات السياسية في وقتها لتجسد ـ حقاً ـ على صعيد الواقع العملي حرصه الشديد على إشراك الجميع في تحمل المسؤولية الوطنية.ولم تكن هذه الدعوة التي قدمها فخامته لكافة القوى السياسية للحوار المفتوح فيما بينها لتحقيق مكاسب محددة لطرف معين كما لم تكن للتنصل من الاتفاق السابق كما يحاول البعض في محاولة لذر الرماد على العيون إيهاماً للآخرين بقدر ما كانت تعزيزاً لذلك الاتفاق وبحث لما استجد بعد التوقيع عليه.وقد فوجئت الساحة اليمنية بالموقف الرافض لهذه الدعوة من بعض الأحزاب المعارضة في اللقاء المشترك واعتبرته سابقة خطيرة والتفافاً على مبدأ الحوار السلمي والديمقراطي بين أطراف العملية السياسية في البلد.ويقيناً أن الوعي الشعبي بمضمون وأهداف الرفض لهذه الدعوة باعتبارها موقفا صريحا يدعو فيما يدعو إلى تصعيد أجواء التوتر ومواصلة انتهاج الاساليب الفوضوية في التعامل مع الواقع بالاستخدام السيء لحرية الصحافة عبر انبراء تلك المنابر الإعلامية ومواصلة تحولها إلى معاول هدم للبناء الوطني وللعملية الديمقراطية برمتها بإثارة الفوضى وتهديد السلم الاجتماعي وتعريضه للخطر، هذا الوعي الشعبي الواسع كفيل بأن شعبنا اليمني العظيم وهو يرى هذه البادرة الخطيرة لقادر على فهم أبعادها ومغازيها الخطيرة ليس باعتبارها رفضاً لمبادرة رئيس الجمهورية الداعية إلى مواصلة الحوار بين أطراف العملية السياسية على الساحة الوطنية فحسب بل واعتبار هذا الرفض نكوصاً عن مبدأ الحوار الديمقراطي السلمي والغاء لمبدأ الحوار من أساسه تحت مزاعم لا أساس لها من الصحة وبمبررات واهية هي أوهن من خيط العنكبوت تهدف في مجملها إلى وضع العصي في دواليب المسيرة الديمقراطية.إن جماهير شعبنا اليمني من أقصى الوطن إلى أقصاه تعي تماماً من هي القوى التي غيبت حقوقها وأجهضت آمالها وطموحاتها في الاستقرار والتنمية وبناء الغد الأفضل فاليوم حينما تنبري تلك القوى الرافضة لكل ما يخدم الوطن ويحافظ على وحدته وتطوره وإزدهاره حاملة شعارات قد عجزت هي في الأساس عن تحقيقها بل ووقفت ضدها واستخدمت كل أساليب القمع والتنكيل والبطش ومارست شتى صنوف التعذيب والقهر ضد من يدعو اليها نجدها اليوم ـ ويا للغرابة ـ تمزج هذه الشعارات والمطالب الجماهيرية المشروعة بالشعارات ذات النوايا الخبيثة والأبعاد الهادفة إلى تدمير كل شيء والتنصل عن واحد من أهم قواعد العملية الديمقراطية المتفق عليها.لذلك كله فإن شعبنا اليمني العظيم بات معنياً اليوم أكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤوليته في الفهم الواعي لأبعاد ذلك الرفض بعد أن أتضحت الحقائق بموقف أحزاب اللقاء المشترك الأخير وبناء موقف وإصطفاف وطني يحبط كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الوطن ووحدته باعتبار الموقف الرافض للحوار السلمي والديمقراطي ليس فقط لايعبر عن الإرادة الشعبية فحسب بل وسابقة خطيرة لاتحتكم إلى العقل والحكمة لبحث المستجدات التي برزت على الساحة الوطنية بعقول منفتحة تستوعب الرأي الآخر وتضع رؤاها لكل ما يعتمل في الساحة إيجاباً وسلباً للخروج بما ينفع الوطن والناس.وإذا كانت هذه الأحزاب قد سجلت سابقتها الخطيرة في رفض الحوار الديمقراطي والسلمي فكيف سيكون واقع الحال إذا ما تسلمت زمام الأمور وتحولت الغالبية إلى معارضة ..؟ وهو سؤال مشروع يطرحه الشارع اليوم وبإلحاح علّه يجد الجواب عند دعاة المعارضة ورفض الحوار السلمي ..!
