واشنطن / متابعات:باراك اوباما الذي نصب أمس الثلاثاء رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية وأعلن عن فوزه في سباق البيت الأبيض الأمريكي فوزا كاسحا على منافسه الجمهوري جون ماكين يدخل التاريخ من بابه الواسع ويؤشر إلى دخول الولايات المتحدة حقبة سياسية جديدة. فأوباما كان أول أمريكي من أصول افريقية فاز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد منافسة شرسة مع السناتور هيلاري كلينتون، زوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، وعندما فاز بترشيح الحزب كان ذلك حدثا سياسيا كبيرا في الولايات المتحدة. أوباما، المولود عام 1961 في هاواي الأمريكية من أب كيني أفريقي مسلم وأم أمريكية بروتستانتية بيضاء، لفت الأنظار إليه عام 2004 عندما القى كلمة أمام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي. تحدث أوباما في كلمته عن نفسه كمثال للقيم الأمريكية المبنية على الطموح والعصامية وقال «ان والدي حصل على منحة للدراسة في الولايات المتحدة التي مثلت له ولكثيرين قبله بلد الحرية والفرص عبر العمل الدؤوب والمثابرة». وكان والد باراك يرعى الماعز في صغره إلى جانب الدراسة وبعد الحصول على أجازة جامعية نال منحة دراسية وانتقل للدراسة في ولاية هاواي الأمريكية. وخلال دراسته التقى الأب مع آنا، والدة أوباما، وتزوجا وأنجبا أوباما الابن عام 1961. حاول الأب الدراسة في جامعة هارفارد المرموقة لكنه لم يكمل الدراسة بسبب ضيق ذات اليد وعاد إلى كينيا وعمل مستشارا لدى الحكومة الكينية وطلق والدة أوباما.عند بلوغ أوباما السادسة من العمر تزوجت والدته رجلا اندونيسيا مسلما وانتقلت العائلة إلى اندونيسيا وعاش أوباما هناك أربع سنوات درس خلالها في مدارس اندونيسيا. بعدها عاد مع والدته إلى ولاية هاواي للعيش مع جده وجدته الأمريكيين وأكمل دراسته ودخل جامعة كولومبيا في نيويورك حيث درس العلوم السياسية وبعدها انتقل إلى مدينة شيكاجو وعمل بإحدى الهيئات المحلية لمدة ثلاث سنوات ونصف. عام 1988 انتقل الى جامعة هارفارد المرموقة لدراسة القانون وبعد التخرج كان أول أفريقي يتولى منصبا مرموقا في الجامعة.عاد بعد ذلك إلى مدينة شيكاجو وتمرس في مهنة المحاماة وتخصص في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية. وكان اغلب زبائنه من ضحايا التمييز في العمل والسكن كما تولى منصب السناتور في مجلس ولاية الينوي ما بين 1996 و2004. وبعد أشهر قليلة من فوزه بمقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية الينوي أصبح نجما إعلاميا وواحد من أكثر الشخصيات شعبية في العاصمة واشنطن وصاحب كتابين من أكثر الكتب مبيعا في الولايات المتحدة. وكان أوباما الأفريقي الوحيد بين أعضاء مجلس الشيوخ المئة، وخامس أمريكي من أصول افريقية يدخل إلى مجلس الشيوخ. وتزوج أوباما من محامية، اسمها ميشيل، ولديه الآن ابنتان هما ساشا وماليا. وكان أوباما يعمل في المحاماة حتى فترة قريبة، كما انه يلقي بعض المحاضرات في كلية القانون في جامعة شيكاغو، وهي المحاضرات التي يقول إنها تبقي ذهنه حاضرا في موضوعات كالإجهاض وحقوق المثليين جنسيا. وكان أوباما من أوائل المناهضين للحرب على العراق عام 2003. وعندما تحدث أوباما أمام جماهير الحزب الديمقراطي في مؤتمر بوسطن، أشاد بالجنود الأمريكيين الذين يخدمون في العراق، وقال إنه يجب إعطاء عائلات الجنود الذين يقتلون في العراق المزيد من الدعم المالي. وقال: «عندما نرسل أبناءنا وبناتنا إلى مواقع الخطر، يقع على عاتقنا التزام أن نذكر الأرقام الحقيقية وألا نخفي حقيقة ما يمرون به، وعلينا التزام بأن نرعى عائلاتهم التي غابوا عنها، وعلينا ألا نذهب إلى الحرب بعدد من الجنود أقل من أن يحسموا هذه الحرب، ويؤمنوا السلام، ويحصلوا على احترام العالم».
أوباما في سطور
أخبار متعلقة