صنعاء / سبأ :نظمت منظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها نقابات طياري ومهندسي وعاملي شركة الخطوط الجوية اليمنية أمس بصنعاء مظاهرة أمام مجلس الوزراء لمناشدة الحكومة اليمنية بسرعة المطالبة بتدخل جهة دولية محايدة للاشتراك في التحقيقات بشأن حادثة سقوط الطائرة اليمنية قبالة سواحل جزر القمر أواخر الشهر الماضي وإظهار نتائجه بشفافية ووضوح في أسرع وقت ممكن.وحمل المتظاهرون في المسيرة التي شارك فيها أسر ضحايا طاقم الطائرة المنكوبة, لافتات ورددوا هتافات تستهجن في مجملها البطء الشديد والمماطلة في عمليات البحث وانتشال الصندوقين الأسودين رغم مضي أكثر من أسبوعين منذ حادثة سقوط الطائرة, لافتين إلى أن ذلك يثير التساؤلات والشكوك وينبئ بمحاولات لتغييب السبب الحقيقي وراء هذه الكارثة.وطالب المتظاهرون الحكومة النظر بجدية لما تتناوله وسائل الإعلام من معلومات وأدلة وقرائن ترجح أن الطائرة اليمنية أسقطت بصاروخ من قبل قطع بحرية كانت متواجدة في موقع سقوطها الأمر الذي جعل أجزاء من هيكلها يتناثر في عدة مواقع متباعدة وهو ما لا يمكن حدوثه مع أية طائرة تسقط لسبب عادي في البحر.. منبهين إلى أن كل ذلك يستدعي تحقيقاً جنائياً دولياً محايد لإجلاء الحقيقة.وندد المتظاهرون بالنهج الهجومي الذي اعتمدته بعض وسائل الإعلام الفرنسية والتناولات غير الحيادية وغير الموضوعية في تغطيتها لهذه الحادثة وترويجها لمعلومات واتهامات مستعجلة ضد شركة اليمنية وتعمده مجافاة الحقيقة في ما ستطرحه دون انتظار إلى ما ستكشفه نتائج التحقيقات في ملابسات الحادث كما هو الحال مع مختلف حوادث الطيران التي حدثت على مستوى العالم .. معتبرين أن ذلك الهجوم المؤسف لا يمكن السكوت عنه كونه لا يستهدف تشويه سمعة “اليمنية” فحسب بل الوطن اليمني بكله.هذا وقد سلم المتظاهرون رسالة مرفوعة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، تضمنت مناشدة الحكومة بسرعة التحرك للمطالبة بتشكيل فريق دولي محايد يتولى الاشتراك في عمليات البحث وانتشال الصندوقين الأسودين والتحقيق بنزاهة في هذه الكارثة وسرعة إعلان النتائج للرأي العام .وعبر المتظاهرون عن مخاوفهم من استمرار سير عملية البحث والتحقيقات ببطء شديد ومن دون جدية لكشف الحقيقة خصوصا بعد أن مرت /15/ يوما على حادثة سقوط الطائرة ولم تظهر أية نتائج مهمة تذكر .وقال المتظاهرون “ لقد آن الأوان لتدخل الحكومة لوضع حد لهذه المأساة من خلال المطالبة بإشراك جهة دولية محايدة للاشتراك في التحقيقات لكشف الحقيقة والتخفيف من معاناة أسر الضحايا”.وأشاروا إلى أن الغموض الذي يكتنف الحادث قد فاقم المأساة لدى أسر ضحايا الطائرة المنكوبة خصوصا في ظل ما تتناقله وسائل الإعلام عن السرية والسيطرة لفريق التحقيق الفرنسي الذي يترأس التحقيقات في مكان الحادث.وقال المتظاهرون في رسالتهم “ إن سقوط طائرة للخطوط الجوية اليمنية في حادث وحيد على مدى يمتد إلى أكثر من أربعين عاما من تاريخها ليس مبررا لتشويه صورة هذه الشركة ـ الحاملة لعلم اليمن ـ بتاريخها النظيف الخالي من الحوادث الذي لم تصنعه الصدفة أو الحظ الجيد بل سنوات وسنوات من العمل الجاد والمبدع لآلاف المواطنين اليمنيين في مختلف مرافق هذه الشركة الوطنية”.وأضافوا “ إن الاتجاه الهجومي وبكل شراسة من قبل وسائل إعلام فرنسية لتشويه سمعة اليمن على إثر حادث كهذا هو أمر لا يمكن لأي يمني وطني غيور السكوت عنه ويتطلب سرعة استكمال التحقيقات وإعلان النتائج لكشف الحقيقة “.