الحديدة / أحمد كنفاني :أكد المؤتمر الرابع للتعليم العالي والبحث العلمي الذي اختتم أعماله مساء أمس بجامعة الحديدة بمشاركة أكثر من (200) باحث وأكاديمي من مختلف الجامعات اليمنية والعربية والأجنبية أهمية تشجيع الجامعات على الابتكارفي أدائها من خلال إنشاء صناديق دعم وتطوير برامج أكاديمية عصرية تلبي احتياجات العمل والمجتمع وعقد شراكة مع المجتمع المحلي ومؤسسات القطاعين العام والخاص والقيام بأبحاث ذاتية طبيعية تطبيقية.وشدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة السعي نحو الاستقلال المالي والإداري للجامعات بحيث تدار من قبل مجالس الأمناء كما حدده قانون التعليم العالي رقم (13) لسنة 2010م من خلال إصدار القرار الجمهوري الذي يضمن الاستقلالية المالية والإدارية للجامعات مع توفير تمويل إضافي لميزانياتها وإدارة شؤونها بصورة مستقلة إلى جانب إعداد وثيقة شرف لأخلاق المهنة تعمل على تعزيز القيم والأعراف الأكاديمية مع توفير المناخ المناسب للإبداع والابتكار بما يضمن احترام الطلبة وتقدير أفكارهم وآرائهم مع الاستفادة من الوثيقة التي أعدتها جامعة تعز.
جانب من الحضور
وركزت التوصيات الصادرة عن المؤتمر على ضرورة إحياء مفهوم الوقف الإسلامي بما يوفر رافداً مالياً ذاتياً لدعم ميزانياتها ومساعدة الطلبة المحتاجين والمؤهلين على مواصلة تعليمهم الجامعي وإعداد برنامج تأهيل يمكنهم من الحصول على شهادة الماجستير والدكتوراه من جامعات الدرجة الأولى في العالم ليكونوا النواة للتطوير والابتكار في الجامعات اليمنية خلال السنوات العشر القادمة وتبني إستراتيجية بعيدة المدى لإعادة تأهيل هيئة التدريس في مجالات طرق التدريس الحديثة واستخدام تقنية التعليم وطرائق التقييم الحديثة.وتم في المؤتمر التأكيد على النمو المهني لأعضاء هيئة التدريس وإلزام الجامعات والكليات والأقسام العلمية بوضع خطط مؤسسية وفردية لتطوير قدراتهم وتنمية الإنتاجية البحثية لهم وجعلها من الشروط الملزمة سواء للترقية أو الاستمرار في العمل الأكاديمي وتوفير الدعم اللازم لهم للقيام بذلك.إضافة إلى دعم مركز تقنية المعلومات في وزارة التعليم العالي بما يمكنه من تنفيذ مشاريع شبكة معلومات الجامعات اليمنية المناطة به والعمل كبيت خبرة للرفع من كفاءة الأداء الأكاديمي والبحث في الجامعات وجودة مخرجاتها إلى جانب نشر ثقافة احترام الأعراف والتقاليد الأكاديمية بين أعضاء هيئة التدريس من خلال المطبوعات وإقامة الورش والندوات ووضع الآليات المناسبة لمعرفة مدى الالتزام بها.كما تم التأكيد على دور مجلس الاعتماد الأكاديمي وتوفير الإرادة السياسية الداعمة لعمله من خلال استكمال متطلبات إنشائه وتوفير الميزانية اللازمة للقيام بعمله، وعلى الدور المهم والكبير الذي تلعبه الجامعات كمراكز تنويرية ومؤسسات تنمية على المستوى الوطني والقومي والاهتمام بالتعليم الأساسي والثانوي بصفته رصيداً للمستقبل الواعد من خلال العمل مع وزارة التربية والتعليم للنهوض به والتخلص من المحسوبية والوساطة والضغوط الاجتماعية والسياسية في قبول الطلبة وتعيين أعضاء هيئة التدريس وقيادات التعليم العالي بمؤسساته المختلفة والالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة لذلك ومحاسبة أي تجاوزات أو مخالفات لها وتمكين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي من إعداد طلبة مبتكرين ومبدعين لمساعدتها على الإسهام في تعزيز الابتكار في المجتمع من خلال البحث والاستشارة مع الحرص على تعيين قيادات مبتكرة ومبدعة لمؤسسات التعليم العالي والعمل مع الحكومة لإصدار التشريعات المناسبة حتى تكون الجامعات بيوت خبرة علمية وبحثية لجميع الوزارات والمؤسسات الحكومية عند وضع الخطط والسياسات وتنفيذ المشاريع التي تسهم في التنمية الشاملة وتخصيص نسبة من قيمة الاتفاقات مع الشركات العالمية والهيئات الدولية لدعم البحث العلمي للجامعات اليمنية.كما أوصى المشاركون بأهمية تشكيل لجنة في كل جامعة تعمل على دراسة وثائق المؤتمر والتوصيات الصادرة عنه وإعداد مقترحات للتطوير والتحسين في مجالات الإدارة الجامعية وتطوير البرامج الدراسية وأساليب التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع وتقديم تقرير عما وصلت إليه خلال ثلاثة أشهر لقيادة الوزارة مع اقتراح خطة عمل للتنفيذ إلى جانب توثيق التنسيق بين وزارات التعليم الثلاث (التربية والتعليم - التعليم الفني والتقني - التعليم العالي) وإيجاد آليات تعمل على تطوير التعليم كمنظومة متكاملة والمشاركة في تحديد جوانب الضعف ووضع حلول مبتكرة لتجاوزها وتطوير جوانب القوة والمحافظة عليها وتبني إنشاء لدعم الابتكار في التعليم العالي بما يمكن الجامعات من الوفاء بالتزاماتها في إعداد طلبة مبتكرين وباحثين مبدعين وبحث علمي متميز يؤسس لقدرة تنافسية عالية لليمن وأن يكون عنوان المؤتمر الخامس للتعليم العالي عن البحث العلمي في العام القادم (البحث العلمي في الوطن العربي : التحديات .. الرهانات .. الفرص المستقبلية).وهدف المؤتمر - الذي نظمته وزارة التعليم العالي على مدى يومين في جامعة الحديدة تحت شعار “تحديات التعليم العالي بالوطن العربي .. حلول ابتكارية” وافتتحه نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بحضور عدد من الوزراء ورؤساء الجامعات اليمنية والحكومية والخاصة بقاعة كلية التربية البدنية - إلى مناقشة مواضيع تقنيات المعلومات والاتصال الحديثة في التعليم العالي والابتكار في ضمان جودة التعليم العالي وتطوير نظام الموازنة ورفع كفاءة الجودة والاعتماد الأكاديمي في الجامعات اليمنية وترسيخ ثقافة الابتكار كمدخل لمواجهة التحديات التي تواجه التعليم العالي وتقديم مخرجات التعليم ومواءمة البحث العلمي لاحتياجات التنمية ومتطلبات القطاع الخاص.ورفع المشاركون في اختتام فعاليات وأعمال المؤتمر برقية شكر وعرفان لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على رعايته ودعمه للمؤتمر واهتمامه المتواصل بقطاع التعليم العالي في اليمن.