بكين/14 أكتوبر/كريس بكلي وجاسون سوبلر: قال رئيس وزراء الصين وين جياباو أمس السبت انه يتعين على الحكومات أن تقوم دون إبطاء بكل ما يلزم للحد من ضرر الأزمة التي تجتاح الأسواق المالية على الاقتصاد العالمي.والمح وين عقب قمة شارك فيها 43 زعيما أوروبيا وأسيويا إلى أن بلاده ستدعم مسعى فرنسا لوضع قواعد مالية أكثر صرامة في قمة بشأن الأزمة سيعقدها الرئيس الأمريكي جورج بوش الشهر المقبل في واشنطن.وقال في مؤتمر صحفي عقب قمة أسيا وأوروبا التي تضم 27 عضوا بالاتحاد الأوروبي و16 دولة أسيوية واستغرقت يومين «يتعين علينا استخدام كل الوسائل لمنع الأزمة المالية من التأثير على نمو الاقتصاد الحقيقي» .وقال وين إن الصين ستشارك بنشاط في قمة 15 نوفمبر بتوجه يتسم «بالمسؤولية والعملية». وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزيس الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي انه يتوقع أن تخرج قرارات ملموسة من محادثات واشنطن والتي قال انه يتعين أن تعالج الأسباب الأساسية للازمة لا تأثيراتها فحسب. وأضاف في مؤتمر صحفي «لقد فهمنا جميعا انه لن يكون من الممكن أن نلتقي ببساطة ويدور بيننا نقاش. نحن بحاجة إلى تحويلها (القمة) لمنتدى لصنع القرار. «من المستحيل ببساطة أن نتحدث عن الضرائب والأزمة المالية بدون التحدث عن العملات وطريقة تفاعلها. كل هذه القضايا ستناقش بالطبع» .وطبقا لمسئول رئاسي فرنسي فقد أعرب ساركوزي للرئيس الصيني هو جينتاو عن خشيته من أن الولايات المتحدة الحذرة من تبني قواعد تنظيمية صارمة ستكون قانعة إذا تمخضت القمة عن «مبادئ وعموميات». وقال وين أن الدول بحاجة إلى أن توازن بشكل صحيح بين الابتكار والتنظيم لكنه أضاف «نحن بحاجة إلى ابتكار مالي لكننا بحاجة إلى إشراف مالي ربما بدرجة اكبر.» كما ناقشت قمة أسيا وأوروبا التي تعقد كل عامين قضايا مثل سلامة الغذاء والتغير المناخي وأهداف الأمم المتحدة للتنمية. لكن الانهيار في الأسواق العالمية هو الذي حفز الهمم فيما درجت العادة أن تكون مناسبة للكلام الخالي من الفعل. واستيقظ الزعماء على أنباء عن إغلاق بورصة وول ستريت على أدنى مستوى في خمسة أعوام ونصف العام في حين تراجعت الأسهم في اليابان بنسبة 9،6٪ وفي أوروبا بنسبة 5،4 ٪. ويعتقد كثير من المحللين أن الولايات المتحدة وأجزاء كبيرة من أوروبا في مرحلة ركود بالفعل بسبب المشاكل الاقتصادية. وتراجع نشاط القطاع الاقتصادي في منطقة اليورو المكونة من 15 دولة الشهر الماضي بأسرع وتير ة منذ إطلاق العملة الأوروبية في 1999 بينما انكمش الاقتصاد البريطاني 0.5 في المائة في الربع الثالث أكثر بكثير من المتوقع. وأوضح وين أن الثقة والتعاون والمسؤولية هي مفتاح لإنهاء الأزمة. وتابع قائلا «الثقة تعني أن جميع الدول خاصة المتقدمة منها بحاجة إلى الإسراع باتخاذ إجراءات حاسمة لجلب الاستقرار إلى الأسواق المالية لجعل الناس أكثر ثقة وليستعيدوا ثقتهم.» وأضاف أن الطلب الخارجي الأخذ في الضعف يضر باقتصاد الصين لكن ليس بشدة. وتباطأ النمو الصيني بشكل حاد إلى تسعة في المائة في الربع الثالث من 11.9 في المائة طوال عام 2007 . واستطرد بقوله أن بكين واثقة من أنها تحمي الاقتصاد عبر سياسات مناسبة مثل تطوير الريف والأقاليم الشاسعة في غرب البلاد. وقال «لا يزال طلبنا الداخلي يتمتع بإمكانيات كبيرة. طالما أن سياساتنا دقيقة فإن بوسعنا الحفاظ على نمو مطرد وسريع نسبيا.» ودعا رئيس المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي جوزيه مانويل باروزو إلى اتفاقية «شاملة وعالمية» بشأن تغير المناخ تقوم على مسؤوليات «مشتركة ومتفاوتة» وهو اعتراف مغلف بأن الدول الغنية يتعين أن تفعل أكثر من الدول الأفقر مثل الصين للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وقال «وجود أزمة مالية لدينا لا يعني أن تهديد التغير المناخي اختفى.»