خلال تفريق مظاهرة احتجاجية في فرنسا
باريس / 14 أكتوبر / رويترز:في تطورات جديدة لفك الحصار عن مستودعات الوقود في فرنسا، أصدر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أوامر بالاستعانة بالشرطة يوم أمس الأربعاء.وكان الحصار سبب نقصا في البنزين في الوقت الذي واصلت فيه النقابات العمالية مقاومتها لخطة لإصلاح معاشات التقاعد لا تحظى بالشعبية من المقرر إجراء تصويت نهائي عليها بمجلس الشيوخ الأسبوع المقبل. وأشار وزير الداخلية بريس أورتفو إلى أن الشرطة فكت الحصار عن ثلاثة مستودعات الليلة الماضية.وأكد ساركوزي أنه لن يسمح للإضرابات بأن تصيب البلاد بالشلل احتجاجا على مشروع قانون يسعى لرفع الحد الأدنى لسن التقاعد من 60 عاما إلى 62 عاما. وتحدث الرئيس خلال اجتماع لمجلس الوزراء في تصريحات أعلنها مكتبه “إذا لم تنته هذه الفوضى بسرعة فإن محاولة إصابة البلاد بالشلل ربما تكون لها عواقب على الوظائف من خلال الإضرار بالأحوال الطبيعية للاقتصاد.” وتعهد مرة أخرى بالمضي في إصلاح معاشات التقاعد. ومع توقع إجراء مجلس الشيوخ اقتراعا بحلول نهاية الأسبوع حاولت النقابات العمالية إحكام سيطرتها على قطاعات حيوية من الاقتصاد في اليوم التاسع من إضراب عمال المصافي وإبطاء سائقي الشاحنات للطرق السريعة الرئيسية والإضراب في مطارات إقليمية. وأصبحت موجة الاحتجاجات التي شارك فيها مليون شخص على الأقل في مسيرات أمس الثلاثاء أو 3.5 مليون طبقا لأقوال النقابات أكبر تحدي والأكثر إلحاحا أمام إجراءات التقشف وإصلاحات اقتصادية يجري تطبيقها في أنحاء أوروبا التي تعاني من الركود. وبدعم من أغلبية الشعب الفرنسي تحاول النقابات إجبار الرئيس نيكولا ساركوزي الذي تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوى منذ 18 شهرا قبل انتخابات رئاسية على التراجع عن خطة الإصلاح. وتمسكت الحكومة المنتمية إلى يمين الوسط بموقفها في وجه موجة من الاحتجاجات والإضرابات منذ الصيف التي اكتسبت زخما في الأسبوع الماضي بعد إضراب العمال في المصافي وحصار مستودعات الوقود ما أدى إلى نضوب الإمدادات إلى محطات البنزين في أنحاء البلاد. واستمرت احتجاجات متقطعة يوم أمس الأربعاء وسدت جماعات طرقا إلى المطارات في تولوز وبوردو ونانت وكليمون فيران وتم خفض خدمات السكك الحديدية. وفي هذا الصدد يعكف مجلس الشيوخ على إجراء مئات التعديلات على مشروع القانون.وأكد مسؤولون في المجلس أنه من المتوقع إجراء اقتراع في وقت متأخر من يوم غد الجمعة أو ربما يجري إرجاؤه حتى يوم الاثنين المقبل.ومن المتوقع على نطاق واسع الموافقة على التشريع نظرا لتمرير بنود رئيسية بالفعل. وتراهن الحكومة على أن الاحتجاجات ستنحسر تدريجيا لكن النقابات تقول إنها لن تتراجع. وظل نقص الوقود مشكلة كبيرة يوم أمس الأربعاء. وعانت واحدة من كل ثلاث محطات بنزين في البلاد - البالغ عددها (12,500 محطة)- من نضوب أو نقص في الوقود ما أجبر الحكومة على استغلال الاحتياطي الاستراتيجي. ووعد رئيس الوزراء فرانسوا فيون بعودة توزيع الوقود إلى طبيعته خلال أيام.