القدس المحتلة / 14 أكتوبر / رويترز:قررت إسرائيل يوم أمس الأربعاء عدم رفع الحصار المفروض على قطاع غزة إلى أن توافق حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) على الإفراج عن جندي إسرائيلي أسير في خطوة تجمد فعليا اقتراحا مصريا لوقف إطلاق النار.ويضع القرار الذي اتخذه بالإجماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المعني بشؤون الأمن في حكومة رئيس الوزراء ايهود أولمرت المنتهية ولايته المفاوضات الحساسة بشأن مطالب حماس بأن تفرج إسرائيل عن عدد يصل إلى 1400 سجين فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شليط في مأزق.وقال بيان مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر انه يجب الإفراج عن سجناء فلسطينيين من أجل إعادة شليط وانه سيتم إعداد قائمة بالأسماء في أقرب وقت ممكن للحصول على موافقة الحكومة عليها. ولم يتضح أن كانت قائمة إسرائيل ستتفق مع قائمة حماس.وترفض حماس التي تسيطر على قطاع غزة الربط بين اتفاق مُبادلة السجناء وخطة مصرية لهدنة مدتها 18 شهرا تتضمن فتحا للمعابر وهو أمر حيوي لجهود إعادة إعمار غزة بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل على القطاع أواخر ديسمبر كانون الثاني واستمر 22 يوما.وقال مسؤولون محليون أن الهجوم الجوي والبحري والبري الذي شنته إسرائيل بهدف معلن هو وقف هجمات الصواريخ أدى إلى مقتل أكثر من 1300 فلسطيني وتدمير نحو خمسة آلاف منزل وقضى على معظم البنية الأساسية في غزة.وقال مارك ريجيف المتحدث باسم أولمرت “المعابر مفتوحة وستبقى مفتوحة أمام المساعدات الإنسانية.”لكنه قال إن إسرائيل قررت أن “أي توسيع آخر يتوقف أولا على إطلاق سراح جلعاد شليط” الذي أسره ناشطون من غزة في هجوم عبر الحدود في عام 2006 .وقال ريجيف إن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المعني بشؤون الأمن بحث عدد السجناء الذي ترغب إسرائيل في مبادلتهم بشليط لكنه امتنع عن الكشف عن أي أرقام أو أسماء.وقال “الوزراء يتفهمون تماما نوع الثمن الذي يحتاجه إطلاق سراح جلعاد شليط واعتقد أنهم يؤيدون ذلك” مضيفا أن عاموس جلعاد وهو مبعوث إسرائيلي يتوقع أن يعود إلى القاهرة خلال فترة قصيرة لمواصلة المحادثات.وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس إن الحركة الإسلامية ليس لديها اعتراض على الإفراج عن شليط إذا استجابت إسرائيل لمطالب حماس بشأن السجناء الفلسطينيين. لكنه أصر على أن حماس لن تقبل أي ربط بين شليط والتهدئة المقترحة.وكانت إسرائيل مترددة في الدخول في اتفاق لوقف إطلاق النار يطالبها بإبقاء المعابر الحدودية لغزة مفتوحة قائلة إن ذلك سيعزز قبضة حماس على السلطة.وقال ريجيف إن إسرائيل غير مهتمة بأي وقف رسمي لإطلاق النار مضيفا “ سنرد على التهدئة بتهدئة وستظل هذه هي سياستنا.” وتقول إسرائيل إن أي ترتيبات تم التوصل إليها بشأن وقف إطلاق النار سيتم التفاوض عليها مع مصر وليس حماس.وعرف ريجيف “التهدئة” على أنها عدم إطلاق نيران معادية على إسرائيل وإنهاء تهريب حماس للسلاح إلى قطاع غزة.وقبل اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر قال مئير شتريت وزير الداخلية إن إعادة شليط سيعني الإفراج عن مئات السجناء. وصرح دبلوماسيون بأن الاتفاق سيفرج على الأرجح عما يقرب من 1000 فلسطيني من بين 11 ألفا في سجون إسرائيل.وصرح مسؤول إسرائيلي بأنه حتى في حالة اتفاق إسرائيل وحماس على قائمة السجناء الذين سيتم الإفراج عنهم سيظل الجانبان مختلفين بشأن الجهة التي سيرسلون إليها في حالة تنفيذ اتفاق المبادلة.وأضاف المسؤول “نريد طردهم من البلاد لكن حماس تريد عودتهم إلى ديارهم” سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية المحتلة مشيرا إلى سجناء ترى إسرائيل أنهم يشكلون أكبر تهديد أمني.والمسألة مشحونة عاطفيا بالنسبة للجانبين. فالفلسطينيون يعتبرون السجناء أبطالا في معركتهم ضد الاحتلال.ونفذت إسرائيل من قبل اتفاقات مُبادلة غير متوازنة أفرجت خلالها عن أعداد كبيرة من السجناء العرب مقابل جنود أسرى أو مقابل استعادة رفات جنود قتلى.وأعرب أولمرت يوم الثلاثاء الماضي عن أمله في أن يفوز بإطلاق سراح شليط قبل أن يترك منصبه لكن الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي ستتشكل بعد الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي قد يكون عليها التعامل مع هذه القضية.