لما نوى (الدبعي) الكتابة عن حدثين قال : احدهما سبب له الألم!
[c1]* إمتاع السياح وجلب الفرح والسرورلهم أكثر جرما عند الشيخ من قتلهم![/c] عبدالله السالمي :ان يجعل احدهم من دعوى الانتصار للاسلام سببا في قتل السياح الاجانب على وجه الخصوص او الذين لايدينون بما هو عليه عموما، فهذا امر من الوضوح بمكان اذ لم يعد ثمة من غموض في الثقافة المنحرفة التي تصنع الارهاب وعليها قوام ايديولوجيته المتطرفة .. وان يستنكر احدهم – باسم الدين او الانسانية او أي شئ آخر – هذا الجرم الشنيع الذي لايمت للقيم السوية باية صلة .. فهذا هو السلوك الطبيعي فما هو الجديد اذاً..؟!رئيس مجلس ادارة جمعية الحكمة اليمانية الخيرية الشيخ عبدالعزيز الدبعي يتألم كثيرا – وبعد الشر عنك ياشيخ – وينوي ولكنه يتأخر في القيام بما ينويه، لانه يعلم جيدا ان "نية المرء خير من عمله" لكن ليس دائما، فقبائح الافعال ترعرعت في ظل نوايا مظلمة .. او زوايا مظلمة ثم لماذا التأخير؟!.. وصحيح، فقد يكون في التأخير خير الا في ما نواه الشيخ فياليته كشف عنه من زماااان . لالشيء الا ليمدد ابو حنيفة ولايبالي.. وليصرخ بدوي من خيمته ضجرا : "ياشيييخ، يا زينك ساكت وبالمصرية واخرى معها "ياشيخ اتنيل .. هو احنا ناقصينك!!".الشيخ الدبعي يكتب لصحيفة (الناس) في العدد 355 "من وحي استقبالات السياح في عدن ومأرب" ولماذا عدن قبل مأرب؟! لان ما ألمه كثيرا فوطن النية على ان يكتب شيئا حوله ناصحا، ليس ما حدث في مأرب من ارهاب استهدف عددا من السياح والمواطنين.. وانما ما يذكر ان صحيفة (الجمهورية) نشرته عن حدث عمت فيه مشاعر الفرح والسرور "الفين من السياح اليابانيين الذين استيقظوا في ميناء عدن على صوت الطبل والرقص الشعبي لاحدى الفرق الشعبية في محافظة عدن، ومشاركتهم الفرقة في الرقص، وعلى وجوههم ترتسم ابتسامة عريضة..اذاً ليست المسألة وليدة الفرق في اهمية العاصمة الاقتصادية عن مأرب وليست كذلك بسبب الفرق في التوقيت بين وقوع الحادثتين الذي يقدم الاولى على الثانية .. وانما لان امتاع السياح وجلب الفرح والسرور لهم اكثر جرما – كما يبدو عند الشيخ للوهلة الاولى – من قتلهم وسفك دمائهم .. فالحالة في الاولى اكسابهم اثماً الى ما هم عليه من الاثم .. اما في الثانية فلاتعدو وضع حد لما سبق من آثامهم .. وجرم اهون من جرم!!.واذا كانت الكتابة عن حادثة مأرب قد جاءت تباعا "ربما من باب القياس الذي يدرك الشيخ اذا كان له ادنى اطلاع بأصول الفقه غياب العلة الجامعة بين الاصل والمقيس وبالتالي فساده وبطلانه"، فقد اظهر كلامه موقفا آخر غاية في التيه .. انه يجمع بين الموقفين في سلة واحدة.. وهو هنا يساوي بين استقبال السياح بالرقص في حادثة عدن سالفة الذكر وبين استقبالهم بالقتل في مارب ّّ ويقرر في حسم : انهما نموذجان قبيحان . الاول يتنافى مع ديننا الاسلامي واخلاقياته ومبادئه, والثاني يتنافى مع سماحة الاسلام وتعاليمه..تمااام يا شيخ – ما قلته عن حادثة مأرب الارهابية امر بدهي، سواء قلت ذلك ام لم تقل .. لانها جريمة قتل، وسفك للدماء.. زد على ذلك انها في حق ضيوف ما كانوا يتوقعون هذا المصير الغادر الظالم!! فبأي منطق قرنتها في البشاعة والسوداوية والقبح باضحاك السياح اليابانيين والرقص معهم في عدن؟!! القاتل الذي يسعى في الارض فسادا جزاؤه واضح .. فهل تريد ان تقول : ان ما حصل من فرقة الرقص الشعبي في عدن يشبه ذلك ويستوجب حكمه؟!.. وحتى لو لم تقل – فالواضح لايوضح!! ثم ما الذي يدفع بافراد الجماعات الارهابية الى القتل والتخريب الا هذه الثقافة التي قرنت فيها الرقص بالقتل والضحك على الايقاع العدني بنواح الثكالى والمفجوعين على اصوات النار والمتفجرات؟!.يا للدهشة استقبال السياح بالرقص ومباغتتهم بالقتل سيان عندك ايها الشيخ .. والمشكلة انك تستنكر ما يقوم به الارهابيون وانت – في العمق - تفصح عن ثقافتهم التي شرعت لهم كل ذلك .. والمضحك المبكي انك تظهر في موقف النقيض من الارهابيين الذين يقتلون السياح وتتفق معهم في فضاعة جرم استقبال السياح بالرقص وايقاع الطبول .. فمن انت؟ ومع من إذ "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه" وفي المثل الشعبي "راكب جملين افلخ" ثم دعني اذكرك بكلمات اغنية "اعتقد ان قراءتها – مجرد القراءة – ليست جرما كبيرا يساوى بالقتلة، تقول "ماحد يحب اثنين الا ابو وجهين" ولنزار قباني كما تغنى كاظم الساهر – اقرأها فقط ولاتسمعها خوفا عليك من العذاب – "لاتوجد منطقة وسطى بين الجنة والنار" .. فدع عنك التناقض بين الطبع الذي تؤكده ثقافة ملكت منك الاعماق والجذور، وجرت منك مجرى الدماء .. وبين محاولة التطبع على الحديث عن الوسطية والاعتدال .. "فالطبع غلب التطبع".الموقفان سيان، وهما نموذجان قبيحان عند الشيخ الدبعي .. فماذا يريد؟! "اوليس من الواجب ان نعرف ان هذه الافواج السياحية تبحث عن السعادة والرقي والهداية والاستقرار.." هكذا يقول .. وياله من ذكاء!! "اول مرة اعرف ان السياح يبحثون لدينا عن كل هذه الامور" اما كيف عرف الشيخ .. والله ما ادري!!" المهم الآن فهمت "ليش انعدمت هذه الاشياء عندنا او ما عد بقي منها الا قليل.. وقليل جدا" فالظاهر والشيخ اعلم "ان السياح يجوا عندنا ويسرقوها منا ولا احنا داريين"..طيب وبعدين .. كيف نقدم لهؤلاء السياح ما يبحثون عنهّّ الشيخ يقرر ان الواجب علينا دعوتهم للاسلام .. ففيه السعادة الحقيقية والقيم والمثل الراقية.. فالحاصل – اذاً – انه يريد ان يلاحق هو وامثاله هؤلاء السياح اينما حلوا في بلادنا وانى توجهوا لدعوتهم الى الاسلام.. وياله من مشهد غرائبي يتجاور فيه الشيوخ اياهم بما طال من اللحى وتكور من العمائم وقصر ام طال من الثياب شكلا وبعقلية العصر الحجري مضمونا مع السياح الاجانب بهيئتهم في اللبس – رجالا ونساء – وحداثتهم في التفكير ! وثمة صوت من خلال تقاطيع هذا المشهد يردد .. "ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين".يقول الشيخ ان علينا دعوتهم الى الاسلام .. ولكن من قال ان الاسلام هو حقنا وحدنا؟ فالاسلام القائم على تأكيد مبادئ العدل والحرية والمساواة والخيرية والنماء هو رسالة للعالمين.. ومن كان على هذه فهو على الاسلام ثم من قال ايضا اننا في وضع يؤهلنا لدعوة غيرنا حتى يقتدوا بنا، العالم قبل الجاهل، الخطيب قبل المستمتع والمفتي قبل المستفتي.. فمن هو المسلم اليوم – اذاً – ومن احق ان يدعو الاخر الى الاسلام!!؟ واذا كان المخبر مجنون فلازم المستخبر يقع بعقله، او ما رأيك ياشيخ؟!والمصادفة العجيبة انه لم يقع الا على السياح اليابانيين ولعله لايريد ان يعرف ان حضارتهم التقنية الحالية قد ملأت الدنيا وشغلت الناس، ورفعت من شأنهم بين امم الارض قاطبة .. ولذلك فانه لايخجل من القول بانهم جاءوا الينا يبحثون عن السعادة وهم الذين ما تركوا شيئا من وسائلها الا واوجدوه والرقي واي رقي فاتهم هنالك وجاءوا يطلبونه عند الشيخ، والهداية ولست ادري كيف غاب عنه قول الله تعالى : "ومن هو في هذه اعمى فهو في الآخرة اعمى واضل سبيل" والاستقرار .. اما هذه فلا تعليق!!.ورجاء يا شيخ قل للجماعة السياح لاعد يشتروا من اسواقنا السعادة والرقي والهداية والاستقرار التي تصنعها انت وجماعتك لنا ويغلوها علينا الا اذا كنتوا عتعرضونا وتصنعوا لنا مثلها وتغرقوا بها السوق السوداء حتى تصبح الواحدة منها بعشرة ريال!!.[c1]* نقلآ عن صحيفة (22مايو)[/c]