دبي / 14 أكتوبر / رويترز :قال مسؤولون قطريون وسودانيون يوم أمس الخميس إن السودان وتشاد سيواصلان المحادثات في الدوحة اليوم الجمعة بهدف التوصل إلى اتفاق سلام دائم. وفي هذا الصدد استأنفت تشاد والسودان علاقات دبلوماسية غير مستقرة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي بعد قطعها في مايو أيار. واتهمت الخرطوم الرئيس التشادي إدريس ديبي بالتورط في هجوم شنه متمردو دارفور على العاصمة السودانية في 11 مايو أيار العام الماضي، ويتبادل البلدان الاتهامات منذ فترة طويلة بدعم المسلحين وهجمات المتمردين داخل أراضي كل منهما. ومن جانبه صرح أحمد المحمود وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أن مهمة بلاده هي توفير آليات تجعل أي صفقة أو اتفاق قابلاً للتنفيذ على الأرض وهذا هو ما يعملون بشأنه الآن. وقال التيجاني صالح فضيل وزير التعاون الدولي السوداني لوكالة الأنباء القطرية ان وسيلة الخروج من الدائرة المفرغة لاتفاقات السلام الفاشلة في الماضي هي الاتفاق على كيفية تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه. وأكد فضيل أن المحادثات التي جرت يوم أمس الخميس في الدوحة ساعدت في توضيح بعض الحقائق بشأن الموقف في البلدين وعلى امتداد حدودهما المشتركة وهو ما سيساعد الجهود لحل الصراعات.
الرئيس التشادي إدريس ديبي
وفي السياق نفسه صرح مطرف الصديق وكيل وزارة الخارجية السودانية لوكالة الأنباء القطرية بأنه خلال المحادثات التي بدأت أمس الأول الأربعاء في الدوحة تحت رعاية قطرية وليبية ستجري مراجعة الجوانب الإيجابية والسلبية في الاتفاقيات السابقة للوصول إلى حل دائم، مضيفا «سنعمل مع الأجهزة في تشاد لإيجاد حلول سلمية دائمة لقضايا تشاد حتى لا تنعكس سلبا على السودان.» ويرى خبراء دوليون إن الحدود التي يسهل اختراقها بين السودان وتشاد ساهمت في عدة صراعات بما في ذلك حرب أهلية في منطقة دارفور السودانية التي أسفرت عن سقوط نحو 200 ألف قتيل ونزوح 2.5 مليون آخرين منذ اندلاعها عام 2003 . ومن ناحيته قال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء القطري إن الاجتماع الذي تستضيفه الدوحة يسعى للمساعدة على تحسين العلاقات بين البلدين لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وتحاول قطر تعزيز دورها كوسيط للسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال رعاية محادثات السلام بين الأطراف المتناحرة في السودان واليمن ولبنان وتستضيف اجتماعات بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين. وساعدت قطر على التوسط في اتفاق سلام بين فصائل لبنانية أدى إلى انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وترأس ليبيا التي تشارك قطر في رعاية المحادثات السودانية التشادية الاتحاد الأفريقي الذي يضم البلدين. وأشار جبريل باسول وسيط الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بشأن دارفور لوكالة الأنباء القطرية إلى أن محادثات المصالحة في الدوحة لابد وان تجلب السلام إلى إقليم دارفور. وأضاف أنه يتوقع أن تستأنف محادثات السلام بين حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور وبين الحكومة السودانية في اقرب وقت ممكن في الدوحة.