الأستاذ حسين خذابخش خان
[c1]زار فريد الأطرش ( عدن ) ومضغ القات .. بدعوة مني[/c]إسكندر عبده قاسم من منا لايعرف الشخصية العدنية اليمنية الاجتماعية والسياسية والفنية المتميزة الاستاذ " حسين خذابخش خان" أول وزير عدني للمواصلات والمالية في حكومة الاتحاد قبل الاستقلال وكل من عاصره سيعرفه جيداً ولكن لتعرف أجيالنا الحاضرة واللاحقة الكثير عنه وعن زيارة فريد الاطرش لمدينة عدن عام 1945م .. أجرينا معه هذا اللقاء الساخن هذا اللقاء في عقر داره الكائن في خورمكسر وكان سعيداً ومسروراً جداً بقدومي من صحيفة (14 أكتوبر) لاجراء هذا الحوار معه حيث قال :أهلاً وسهلاً بصحيفة (14 أكتوبر) .. هذه الصحيفة التي اصبحت بالنسبة لي الصديق المؤنس في وحدتي .. فهذه الصحيفة تستحق الثناء والشكر لما تقوم به من أدوار أمينة وصادقة لتوثيق الحركة الفنية والثقافية والرياضية والمسرحية إنني وبرغم مشاغلي السياسية وإنشغالي بقضايا الوطن والشعب لم أستطع أن أترك الفن والطرب وليالي الأنس والسلا عندما كانت عدن بندر تحملت جاهداً علي توثيق أعمالي الفنية وأعمال العديد من الشخصيات العدنية اليمنية اللامعة كالاستاذ " علي محمد لقمان" وغيرهم وعملنا على إرساء صرح قوي ومتين للفن في بلادنا وبالاخص (الاغنية) فكان لابد أن نحدد هوية الفن اليمني من خلال أغنية يمنية أصيلة نابعة من أعماق الانسان اليمني ونابعة من أصالته العريقة في كل المناحي .[c1]الرابطة الموسيقية العدنية [/c]إجتمعنا أنا والاستاذ القدير " محمد عبده غانم " والاستاذ " علي محمد لقمان" ذات يوم من أيام عام 1951م .. وكان معنا الاستاذ " علوي السقاف" والاستاذ " محمد معتوق مكاوي وأحمد محمد الدبيش والفنان الكبير محمد سعد عبدالله واحمد عبدالكريم والفنان الكبير" سالم بامدهف " وفكرنا في إنشاء رابطة فنية موسيقية في مدينة عدن وذلك للإعتناء بالحركة الفنية وخصوصاً الموسيقى وتحقق هذا الحلم .وأقمنا هذه الرابطة وبجهودنا وامكانياتنا الخاصة والمتواضعة وحققت هذه الرابطة الاهداف التي قامت من أجلها .وقاطعته مبتسماً .. يعني كانت رابطتكم أشبه باتحاد الفنانين اليوم فرد عليّ ساخراً .. أيش من اتحاد فنانين وأيش من وجع رأس " الإسم كبير والعشاء قليه" .. رابطتنا كانت متميزة وتربطها بالفن والفنانين رابطة قوية مش مثل اتحادكم اليوم ..ياأستاذ إسكندر ( عدن) كانت أيام زمان مدينة متميزة في كل شيء وأهلها طيبون وهادئون يحبون السلا والطرب .. ونعتز كثيراً بما قاله فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله حفظه الله والذي نكن له أهل عدن كل حب وتقدير وإحترام .. لأنه فعلاً أكد كل ما قلت " بأن أهل عدن .. ناس طيبون وهادئون ومسالمون يكرهون العنف وينبذون السلاح .. وفي أول زيارة لفخامته لمدينة عدن .لقد كان أهل عدن عبارة عن أسرة واحدة يحبون الخير لغيرهم كما يحبونه لأنفسهم وكانت مبارز القات تجمعهم .. مبارز زمان ياصاحبي كانت هي الاخرى أيضاً متميزة فيها الفائدة وفيها الأنس والسلا وليس مثل مبارز اليوم .. بالله قل لي أين الفن اليوم من الفن أمس ؟! وحتى أهل الفن اليوم أصيبوا باليأس وحالة من الاحباط فلا تقدير ولا عناية ولا إهتمام بالابداع والمبدعين فهل وجهت لنا جهات الاختصاص دعوة نحن الشخصيات العدنية ولو من باب المجاملة للاستفادة من آرائنا وما قدمناه من أعمال نعتبرها مفخرة للأجيال .. لم يحصل ذلك أبداً .. وهذا هو ما قتل في الانسان اليمني كل طموح وابداع .وحتى الاجهزة الاعلامية حفظها الله .. ما زالت مقصرة في هذا الجانب فأين التلفزيون والاذاعة اليوم من التلفزيون والاذاعة أمس ؟!.. لاأحد كان يقدر على مفارقة المشاهدة لشاشة التلفزيون .. برامج تشده إليها .. برامج فنية وثقافية ومسرحية .. فهناك كوكبة من المذيعين والمخرجين ومقدمي البرامج وكذا الفنانين والمسرحيين (متميزين) وما زالوا خالدي الذكر وحتى اليوم .فهل تظل حالة الفن والفنانين والمبدعين هكذا .. كلها هموم ومآسٍ .. وهل من لفتة كريمة من جهات الاختصاص لتفعيل دور اتحاد الفنانين ؟![c1]فريد في عدن [/c]وحول زيارة الموسيقار الكبير الراحل " فريد الاطرش" يمضي قائلاً : بحكم أعمالي المرتبطة بالفن والسينما ايضاً .. حيث كنت المالك للسينما الاهلية في عدن وهي من أقدم دور العرض .. وكنت أحب السفر الى القاهرة من أجل الافلام المصرية وخاصة أفلام الفنان الكبير فريد الاطرش والذي كان يحبه أهالي عدن حباً عظيماً لايمكن وصفه .. ففي عام 1945م .. كنت في القاهرة ووجهت دعوة لفريد الاطرش لزيارة عدن .. ورحب بهذه الدعوة ترحيباً عظيماً وفي عام 1955م .. جاء الفنان فريد الاطرش إلى عدن .. ومعه أخوه ( فؤاد الاطرش ) والفنانة " إيمان" زوجته .. والفنانة (ثريا حلمي) .. والراقصة نادية جمال وبصحبة الفرقة الماسية بقيادة المايسترو " أحمد فؤاد حسن"... وخرج آهالي عدن عن بكرة أبيهم .. رجالاً ونساءً .. وشباباً وشيوخاً .. فرحين وسعداء بزيارة الفنان فريد الاطرش لعدن .. وكان استقباله كبيراً ، لم نتصوره حتى نحن الذين أعددنا له !.. وأستمرت حفلاته في ميدان البلدية سابقاً ..الشهيد الحبيشي حالياً .. لمدة ثمانية أيام وبنجاح .. وبرغم أن ثمن التذاكر كان بالنسبة لآهالي عدن باهضاً جداً .. حيث بلغت ثمن التذكرة الواحدة (30 شلناً ) درجة أولى ودرجة ثانية (20 شلناً) .. ولهذا خسرنا الكثير من المال ..نفقات إقامة فريد الاطرش ومرافقيه وكذا فرقته الكبيرة .. حيث أقام في فندق ROCK HOTEL الصخرة بمدينة التواهي .[c1]فريد في ضيافة والي عدن [/c]أقام والي عدن السيد " هيكم بوثم" .. حفلة عشاء كبيرة لفريد الاطرش وحضرها الكثير من أعيان مدينة عدن .. وحينها وجدناها فرصة سانحة لأخبر فريد الاطرش عن حاجة عدن لمعهد موسيقي وطلبت منه إخبار والي عدن بذلك .ووافق فريد الاطرش وفعلاً أخبره ورحب الوالي بالطلب ولكن نظراً لانقضاء فترة إقامة فريد في عدن أهملت الفكرة ولم تنفذ .. وأيضاً وجه السلطان " علي عبدالكريم فضل" دعوة خاصة للفنان فريد الاطرش وفي قصره الكائن بكريتر ..وأقام له حفل استقبال كبير حضره الكثير من أعيان مدينة عدن .وكم كان فريد الاطرش سعيداً وهو يتجول في شوارع عدن وكان يقول لنا " مدينتكم جميلة ونظيفة وفيها نظام رائع .. ومدينتكم هادئة وأهلها ناس كرماء وهادئون وطيبون ، يحبون الطرب والسلا.. ناس لبقون ومثقفون .. يحسنون استقبال ضيوفهم .[c1]أحمد قاسم والزيدي وفريد [/c]أثناء وجود فريد الاطرش في عدن .. أقمنا له جلسة خاصة وفيها قدمت له الفنان الكبير " أحمد بن أحمد قاسم" والفنان (محمد عبده زيدي) .. حينها غنى الفنان أحمد قاسم أغنية " الفجر والغروب " .. وابدع فيهااإبداعاً عظيماً نالت استحسان الجميع .. وحينها سألت الفنان فريد لإبداء رأيه بالفنان أحمد قاسم ومحمد عبده زيدي . لا بأس فهم في البداية .. لكنهم مبدعون ويحتاجون لمزيد من العناية والاهتمام . وسوف يكون لهم مستقبل عظيم .وقال أيضاً بأن الفن اليمني أصيل ونابع من أعماق النفس .. ويعبر تعبيراً صادقاً عن حبه ومعاناته وتطلعاته وحضر هذه الجلسة أيضاً العديد من الفنانين ومنهم الفنان الكبير " محمد سعد عبدالله " وكانت أولى وأحلى أغانيه آنذاك ..[c1]محلا السمر جنبك بين الوثر والدَّانألا محلا السمر [/c]وأيضاً الفنان "خليل محمد خليل والفنان سالم بامدهف والاستاذ الدكتور محمد عبده غانم والاستاذ علي محمد لقمان وغيرهم من أعيان مدينة عدن .وقدمت للفنان فريد الاطرش بعضاً من أعشاب القات الهرري واستغرب فريد وسألني : ليه بتأكلوا هذه الاعشاب ؟!" فأجبته : هذه عادة وقد تعود عليها الناس في اليمن .. والقات يجمعنا في ( المبارز) وهي مجالس القات - ففيها نتجاذب أطراف الحديث ونستمع فيها الأغاني وهي مفيدة بعض الشيء .. لكن القات مضر بالصحة وهو آفة .. وهنا مضغ فريد بعضاً من أوراق القات وهو يبتسم .. وفي الليل إتصل بي من الفندق وقال لي : أيه ده ياحسين .. القات بتاعكم ما خلانيش أنام .. وضحك فريد ضحكة عالية وقال : الله يعينكم على القات .[c1]وردة الجزائرية في باريس [/c]أثناء وجودي في القاهرة سافرت أنا والفنان فريد الى باريس وألتقينا هناك بالفنانة ( وردة الجزائرية) ولم نتصور كيف كان استقبال فريد من قبل جمهوره في فرنسا وكأنه في عدن ،ورقصت وغنت الفنانة وردة في حفل استقبال كبير أقيم على شرفه هناك .. وكافأها فريد بمبلغ 500 فرانك وأنا مثله أيضاً حيث كان ذلك المبلغ كبيراً آنذاك .ويستمر الاخ / حسين خدابخش خان في الحديث قائلاً :في عام 1960م .. قمت بإصدار صحيفة (الشعب) وهي صحيفة وطنية سياسية تعتني بهموم الوطن والمواطنين وقد ساهم معي في اصدارها عدد من الشخصيات العدنية المرموقة كالاستاذ أحمد علي باشراحيل والاستاذ محمد شفيق والاستاذ جعفر مرشد والاخت صفية لقمان المذيعة العدنية المعروفة والتي كانت تقدم برنامج المرأة في إذاعة عدن وحقق نجاحاً باهراً .. واستمرت هذه الصحيفة لفترة من الزمان واحتجبت وذلك لكثرة الصحف في اليمن وأيضاً لشحة الموارد وهكذا أكملنا مشوارنا الوطني بروح وطنية عالية .
الفنان فريد الاطرش يضع حجر الاساس للسينما الاهلية -عدن