بكين / 14 اكتوبر / رويترز : خيم الصمت على إستاد عش الطائر وانخرط المشجعون الصينيون في البكاء بعد أن أرغمت الإصابة العداء ليو شيانج أبرز رياضي في البلاد على الانسحاب من منافسات سباق 110 أمتار حواجز ضمن منافسات ألعاب القوى بدورة بكين الاولمبية أمس الاثنين .وألقى انسحاب العداء ليو أمل الصين الرئيسي في إحراز ميدالية ذهبية في ألعاب القوى بالاولمبياد بظلال قاتمة على دورة رائعة للبلد المضيف فيما عدا ذلك. وتتصدر الصين جدول الميداليات برصيد 39 ذهبية بفارق كبير عن الولايات المتحدة صاحبة المركز الثاني برصيد 22 ميدالية ذهبية. وانتزعت بريطانيا التي ستنظم الدورة الاولمبية المقبلة عام 2012 المركز الثالث في قائمة الميداليات بعد أن أحرزت ميدالية ذهبية في منافسات الدراجات وهي الذهبية رقم 12 لها حتى الآن فيما يعد أقوى ظهور للمملكة المتحدة في الاولمبياد منذ عام 1920. لكن أنباء الانسحاب الحزين للعداء ليو هي التي اجتذبت كل الاهتمام. وبعد بداية خاطئة للسباق توقف ليو الذي تحول وجهه إلي صورة تزين اللوحات الإعلانية عبر كافة أنحاء البلاد قبل الحاجز الأول وأمسك بساقه اليمنى ثم خرج من الإستاد الذي امتلأ عن أخره بالمتفرجين وسط صمت رهيب. وبدا الذهول على المشجعين الصينيين وانخرط بعضهم في البكاء. وقال مدرب الفريق الصيني لألعاب القوى فينج شويونج متحدثا عن إصابة ليو في وتر العرقوب وأربطة الركبة «ليو في غاية الحزن.. لم يكن ليو لينسحب لولا أن ا لألم كان شديدا ولم يكن هناك سبيل غير ذلك.» وكان ليو (25 عاما) أكثر من مجرد أمل الصين في إحراز ميدالية ذهبية في ألعاب القوى لكنه أيضا أشهر رياضي في البلاد وشعبيته أكبر حتى من نجم كرة السلة العملاق ياو مينج الذي يلعب في الدوري الأمريكي للمحترفين. وبكى سون هايبينج مدرب ليو الشخصي لأكثر من 12 عاما وسار بعض الصحفيين الصينيين على خطاه. وأصبح ليو أول بطل اولمبي صيني في ألعاب القوى في دورة أثينا 2004 وكان أبرز أمل للصين في إحراز ذهبية في ألعاب القوى في بكين رغم المنافسة القوية من الكوبي دايرون روبلز. وقد اتخذت كل الاحتياطات لضمان أن يكون ليو في كامل لياقته البدنية في الاولمبياد. وقال مصدر مقرب من ليو فضل عدم الكشف عن اسمه لـ ( رويترز) قبل الاولمبياد «يملك ليو عددا كبيرا من السيارات لكن لا يسمح له بالقيادة خشية تعرضه للإصابة. لا يطلب منه أحد الخروج لتناول الطعام خشية أن يحتوي الطعام على شيء ضار. وهناك مجموعة من الناس تتبعه طوال 24 ساعة. لا يمكنه حتى الشرب من زجاجة مياه إن لم يكن يعرف على وجه الدقة مصدرها.»
وفي سن السابعة وقع الاختيار على ليو ليتدرب على الوثب الطويل في إطار مشروع خضع فيه الصغار لقياس لطول العظام لإرشادهم لممارسة رياضات معينة استنادا إلى مستويات نموهم المتوقعة لكن في وقت لاحق تحول إلى سباقات الحواجز وأصبح نجما ثريا في الصين بعد فوزه بميدالية ذهبية في دورة أثينا 2004. وأكد مدرب ليو أن المسؤولين الرياضيين حذروه من أن الإخفاق في إحراز الذهبية في بكين سيجعل الانتصار الذي حققه في أثينا «لا معنى له» وجاء رد فعل بعض الصينيين غاضبا. وقال تعليق في موقع سينا على الانترنت «هل كان خائفا من روبلز لذا ادعى الاصابة..» لكن بمرور الوقت بدا الغضب يتنحى جانبا ليفسح المجال للتعاطف مع ليو والضغط الرهيب الذي كان واقعا عليه. وقال أحد التعليقات في مدونة (رويترز) على الانترنت «الكل كان يبكي.. أمي.. أبي.. أقاربي وكل أصدقائي الذين كانوا حولي. ليو شيانج أصبح رمزا للصين الجديدة.. الفوز بعشرة ميداليات ذهبية أخرى لن يعوضنا عن فقدان هذه الذهبية.» وقبل الأحداث الدرامية التي صاحبت إخفاق ليو ظهر بولت الملقب باسم «البرق» أمام الكاميرات التلفزيونية بينما خاض أول جولة في مسابقته المفضلة وهي سباق 200 متر وهو يرتدي حذاء كتب عليه «سباق 200 متر بكين». ولم يبذل بولت جهدا كبيرا في الدورين الأول والثاني واحتفظ ببعض طاقته للدور النهائي غد الأربعاء.وكان بولت أحرز ذهبية سباق 100 متر أبرز سباقات ألعاب القوى يوم السبت الماضي بعد أن كسر الرقم القياسي العالمي الذي سجله بنفسه في مايو أيار ليفوز بالسباق في 9.69 ثانية وينضم إلى الأمريكي مايكل فيلبس في قائمة أبرز الرياضيين في دورة بكين الاولمبية. والصين على ما يبدو هي القوة الرياضية الجديدة في العالم وهو أمر محتم بالنظر إلى تعداد البلاد البالغ 1.3 مليار نسمة وهو ما يمثل خمس عدد سكان العالم والنظام الرياضي المشابه للنظام السوفيتي الأمر الذي زاد عدد الميداليات إلى الحد الأقصى. وبعد مرور عشرة أيام من المنافسات تبدو الصين أنها ضمنت صدارة جدول الميداليات وانه لن تستطيع أي دولة اللحاق بها حتى الولايات المتحدة المتصدرة الدائمة لجدول الميداليات بالألعاب الاولمبية. وكانت الصين احتلت المركز الثاني في اولمبياد أثينا برصيد 32 ذهبية في مقابل 36 ذهبية للولايات المتحدة المتصدرة. وخلد فيلبس ظاهرة السباحة في العالم للراحة أمس الاثنين ويتطلع إلى العودة إلى محل إقامته في بالتيمور بالولايات المتحدة ليلتقي مع عائلته وأصدقائه بعد أن أحرز ثماني ميداليات ذهبية وهو رقم قياسي في عدد الذهبيات في دورة اولمبية واحدة. وسيشعر السباحون الآخرون بالإحباط بعد أن قال فيلبس إنه يريد مواصلة ممارسة السباحة لأربع سنوات قادمة من أجل المشاركة في دورة لندن 2012 ولم يستبعد محاولة إحراز تسع ميداليات ذهبية حينئذ. وقال فيلبس في مقابلة مع ( رويترز ) : «حقيقة لا أعلم كيف سيكون برنامجي في الفترة المقبلة.. لكن لا يوجد شيء مستبعد.»