الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يلقى خطابه في مؤتمر العنصرية أمس
جنيف/14 أكتوبر/لورا ماك إينيس: انسحب عدد من المندوبين من مؤتمر تعقده الأمم المتحدة عن العنصرية أمس الاثنين عندما اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إسرائيل بأنها تفرض “حكما قاسيا وقمعيا وعنصريا” على الفلسطينيين. واضيرت القمة بشدة بسبب مقاطعة الولايات المتحدة وبعض حلفائها الرئيسيين للاجتماع بسبب مخاوف من استغلاله كمنبر لانتقاد إسرائيل. وجعلت المقاطعة من احمدي نجاد الذي ألقى بشكوك في الماضي حول المحرقة النازية رئيس الدولة الوحيد الموجود. وأفاد احمدي نجاد للمؤتمر في اليوم الذي تحيي فيه الطوائف اليهودية ذكرى المحرقة “بعد الحرب العالمية الثانية لجؤوا إلى الاعتداءات العسكرية لكي يجعلوا أمة بأكملها بلا مأوى تحت ذريعة المعاناة اليهودية.” وأضاف وفقا للترجمة الرسمية “وأرسلوا بمهاجرين من أوروبا والولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم من اجل إقامة حكومة عنصرية تماما في فلسطين المحتلة.” وتابع “وفي الحقيقة فإنه تعويضا عن العواقب الوخيمة للعنصرية في أوروبا ساعدوا في أن يأتي إلى السلطة أكثر النظم العنصرية قسوة وقمعا في فلسطين.” ونهض عشرات الدبلوماسيين من بين الحضور في الحال وغادروا القاعة طوال كلمة احمدي نجاد. وأشار السفير البريطاني بيتر جودرهام الذي فضلت بلاده عدم إرسال وزير إلى جنيف “مثل تلك الملاحظات المروعة المعادية للسامية لايجب أن يكون لها مكان في منتدى مناوئ للعنصرية في الأمم المتحدة.” وقال يوناس جار شتور وزير الخارجية النرويجي للمؤتمر بعد أن تحدث احمدي نجاد أن كلماته ترقى إلى حد التحريض على الكراهية. وقال أن إيران جعلت من نفسها دولة شاذة بتقويضها الاتفاق على إعلان للمؤتمر. وقال “النرويج لاتقبل أن يعصف طرف شاذ بالجهود الدولية لعديدين.” ولم تحضر ثماني دول غربية من بينها الولايات المتحدة الاجتماع خشية أن يهيمن عليه ما وصفه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه عداء لإسرائيل ينطوي على “نفاق وسيأتي بأثر عكسي”. غير أن عددا من الوفود التي لم تغادر القاعة صفقت لكلمة احمدي نجاد. ودفعت محاولات الدول العربية والإسلامية لخص إسرائيل بالانتقادات الولايات المتحدة للانسحاب من أول قمة للأمم المتحدة حول العنصرية والتي عقدت في ديربان بجنوب إفريقيا عام 2001. ورغم أن الإعلان الذي اعد للمؤتمر التالي لم يشر صراحة إلى إسرائيل أو الشرق الأوسط إلا أن فقرته الأولى “تعيد التأكيد” على نص تم تبنيه في اجتماع عام 2001 يضم ست فقرات حول تلك القضايا الحساسة. وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما وهو أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي للولايات المتحدة يوم السبت أن واشنطن تريد “بداية نظيفة” للمشاركة مع الأمم المتحدة في القضايا التي ستتم معالجتها في الاجتماع. وأوضح روبرت كولفيل المتحدث باسم نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان التي نظمت المؤتمر أنها تأسف للغة التي استخدمها احمدي نجاد. وقال “كانت هذه الكلمة غير مناسبة بالمرة في مؤتمر يهدف إلى تعزيز التنوع والتسامح.” وفي وقت سابق حثت بيلايي الدول المشاركة أن تفعل كل ما في وسعها لضمان تبني الإعلان في مطلع الأسبوع. وقالت إن هذا ضروري لاستعادة الثقة في الأمم المتحدة كمنبر لمعالجة الخلافات التي يمكن أن تتحول إلى هجمات نتيجة كراهية الأجانب كما حدث في بلدها جنوب إفريقيا في العام الماضي عندما قتل 62 أجنبيا. وأضافت لدى افتتاح الاجتماع “يجب أن نضع في اعتبارنا جميعا أن عدم الاتفاق على الطريقة التي نمضي بها قدما سيكون له أثر سلبي على أهداف حقوق الإنسان لعدة سنوات مقبلة.”