أمين عام الاتحاد التعاوني الزراعي يتحدث لـ ( 14اكتوبر ) :
أجرى اللقاء / بشير الحزمي :يعتبر القطاع الزراعي في اليمن القطاع الإنتاجي الأول بين مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى ويشتغل به أكثر من نصف البلاد ويعتبر هذا القطاع عامل استقرار نسبي للسكان وعاملاً يحد من الهجرة الداخلية بالإضافة إلى الحد من معدلات المشاكل الاجتماعية والاقتصادية كما يعمل على الحد من نسبة الفقر والعوز لكونه مرتبطاً بشريحة كبيرة في المجتمعات الريفية ويساهم بجزء كبير من الصادرات المحلية غير النفطية معظم المنتجات الزراعية تدخل كمواد أساسية في الصناعات الغذائية وبالتالي فإن هذا القطاع يعتبر قطاعاً تنموياً أساسياً.صحيفة (14 أكتوبر) ومن هذا المنطلق ونظراً للارتباط الوثيق والكبير بين هذا القطاع والغالبية العظمى من السكان في اليمن أجرت لقاء مع الأخ علي الهيثمي عبدالله أمين عام الاتحاد التعاوني الزراعي وبحثث معه أهمية ودور هذا القطاع في دعم جهود التنمية والعلاقة بين السكان والتنمية الزراعية وعدداً من الجوانب المرتبطة بنشاطه وتطويره كل ذلك في نص اللقاء التالي.* بداية نرحب بكم في هذا اللقاء وحبذا لو تطلعونا على قراءتكم التقييمية لمسار التنمية الزراعية في اليمن وعلاقة السكان بالتنمية الزراعية؟- أولاً أشكر صحيفة (14 أكتوبر) لاهتمامها المتواصل بمختلف القضايا الوطنية والتنموية وبخاصة القضية الزراعية في اليمن والحقيقة أن موضوع السكان يرتبط أساساً بالموضوع الزراعي كون بلادنا من البلدان الزراعية لهذا فالتنمية الزراعية هي الأساس في موضوع بناء الإنسان اليمني ولهذا أعتقد أن الارتباط عضوي بين الزراعة والإنسان اليمني لأن معظم أبناء الشعب اليمني هم مزارعون.ورغم كل الاهتمام الذي يحظى به الجانب الزراعي من قيادتنا السياسية والحكومة اليمنية إلا أننا نفتقر للكثير من الجوانب في مجال التنمية الزراعية.حيث أن البرامج الاستثمارية وخطط الدولة لا تنفذ بالشكل الصحيح في هذا المجال فرغم الجهد الذي بذل ويبذل في بناء السدود والحواجز المائية ودعم الثروة الحيوانية ودعم الجانب النباتي إلا أننا لا نزال بحاجة إلى الكثير من الجهود في هذه الجوانب.[c1]مساهمة القطاع الزراعي في التنمية [/c]* برأيكم أين يقع دور التنمية الزراعية ومساهمة القطاع الزراعي في دعم الاقتصاد الوطني وعملية التنمية؟- معروف أن الحضارة اليمنية لم تبن إلا على الزراعة لكن عدة عوامل ومنها التغيرات المناخية التي حدثت في القرون السابقة حتى الآن أو جدت الكثير من عدم الاهتمام بالعملية الزراعية من قبل المواطن اليمني أو المزارع اليمني وأصبح الجانب الزراعي في اليمن يشكل قرابة 15% من الدخل القومي إلى جانب الثروة السمكية التي تشكل 10% ونتيجة هذه العوامل المناخية والجغرافية أصبحنا بحاجة كبيرة إلى الاهتمام بجانب المياه أولاً ومن ثم التوسع في الزراعة في الأراضي الزراعية المطرية أكثر من الأراضي الزراعية المروية وذلك نتيجة قلة المياه ومازال 70% من سكان اليمن يعتمدون على النشاط الزراعي ومطالب من الجهات ذات الاختصاص وبالذات من الإخوة في وزارة الزراعة بإستراتيجية واضحة للاهتمام بالجانب الزراعي حتى يتم الوصول إلى معايير معينة من سد الحاجة أو سد الاحتياج الغذائي.[c1]توسيع قدرات القطاع الزراعي[/c]* هل تزال هناك قيود تواجه فرص توسيع قدرات القطاع الزراعي للوفاء باحتياجات السكان من السلع والمنتجات الغذائية؟- في الحقيقة لا توجد هناك قيود على المزارعين أو قيود على الإنتاج الزراعي أو قيود على الصادرات الزراعية اليمنية بل تلقى الاهتمام والتشجيع من قبل الدولة والاتحاد والجمعيات والجهات ذات الاختصاص لكن نتيجة ظروفنا وما تم الحديث عنه سابقاً تم الاستغناء عن الكثير من المنتجات الزراعية مثل الفواكه والخضروات ومعظم احتياجات المواطنين في عدة جوانب التي هي فواكه، بن، عسل والكثير من الأشياء التي تنتج زراعياً إلا أنه لا يزال هناك فجوة كبيرة في إنتاج الحبوب ولهذا فالدولة ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وجه العام الماضي باعتماد مليار لدعم إنتاج الحبوب بشكل عام إلا أن الإلية مازالت غير واضحة ولم يتم الاستفادة منها بالشكل الصحيح نتيجة عدم إعطاء الفرصة أو إيصال هذا الدعم إلى المنتجين بسبب عدة عوامل إلا أنه يمكن القول أننا قد حققنا في الأعوام 2008/ 2009م إنتاجية مرتفعة نتيجة هذا الدعم الموجه نأمل أن يستمر الدعم وأن يستمر الاهتمام وأن نصل إلى آليات واضحة لاستفادة المزارعين وبالذات في مجال الإقراض الزراعي.[c1]أهمية البحوث الزراعية[/c]* ما هي أهمية البحوث والدراسات الزراعية وما هي اسهاهاتها في تحقيق التنمية الزراعية المنشودة في بلادنا وكيف تقيمون أداء هذا الجانب في بلادنا؟- لا يمكن لنا ولا يمكن لأي بلد في العالم أن يصل إلى زيادة الإنتاج الزراعي من دون الإرشاد الزراعي والبحوث الزراعية ولهذا الأساس في هذا الموضوع كلها هي إدارة البحوث أو الهيئة العامة للبحوث الزراعية التي هي تقدم خدماتها للمزارعين وتقدم خدماتها للجهات العاملة في مجال الزراعة وأعتقد انه ما لم نصل إلى إيجاد البذرة الجيدة والبذرة الممتازة لا يمكن لنا أن نصل إلى سد الفجوة في الأمن الغذائي وهناك تجارب لبلدان كثيرة وصلت إلى إنتاجية في الفدان الواحد إلى أكثر من أربعين ألف طن ونحن طبعاً في هذا المجال نبذل جهوداً لكنها ليست بالشكل المطلوب ونحن من هنا نشدد على هذه المسألة كونها مسألة البحوث والإرشاد الزراعي هي الأساس في زيادة إنتاجنا في الجانب الزراعي.[c1]الثقافة الزراعية[/c]* ما من شك في أن نشر الوعي الزراعي في أوساط المزارعين وبخاصة في المناطق الريفية سيكون له الأثر الكبير في إنجاح جهود تحقيق التنمية الزراعية على اعتبار أن الغالبية العظمى من السكان هم من المزارعين ويتواجدون في المناطق الريفية برأيكم إلى أي مدى يمكن أن نعول على هذا الجانب وكيف تقرؤن الجهود التي تبذل في هذا الجانب؟- لا يوجد إرشاد زراعي بشكل صحيح الإرشاد الزراعي الموجود لدينا هو موروثنا الثقافي الزراعي القديم الذي كان يتداوله الأباء والأجداد ومن ثم نحن لا توجد لدينا ثقافة زراعية صحيحة أو شكل ثقافي زراعي حديث ولهذا الموضوع يعتبر موضوعاً مهما جداً وعندما تصبح الثقافة الزراعية ثقافة يومية يتناولها المزارعون والمرشدون والباحثون سنصل إلى ما نطمح إليه إن شاء الله.[c1]الحركة التعاونية[/c]* إلى أي مدى يمكن أن نعول على دور ومساهمة الحركة التعاونية لتحقيق التنمية الزراعية في بلادنا وأين يقع دور الإتحاد التعاوني الزراعي في هذا الجانب؟- الإتحاد التعاوني الزراعي وجمعياته هو جزء من المجتمع اليمني بسلبياته وإيجابياته نحن لا يمكن أن نكون قطاعاً شاذاً عن المجتمع وعن ما يدور في المجتمع سواء كانت الجهات المسؤولة أو كان المزارعين العاديين لكن نحن نسعى من خلال جمعياتنا إلى تجميع المزارعين في جمعيات زراعية معنية أو تخصصات في مجال التسويق أو مجال النحل أو مجال الثروة الحيوانية أو في عدة مجالات حتى نتمكن والمزارعون بالجهد الجماعي من الوصول إلى الهدف المنشود وسيسعى الإتحاد إلى جانب الوزارة وإلى جانب الجهات العاملة في المجال الزراعي إلى أحداث نقلة نوعية في حياتنا الزراعية.[c1]برنامج فخامة رئيس الجمهورية[/c]* إلى أين وصلتم في تنفيذ مضامين البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس حفظه الله فيما يتعلق بدوركم لتحقيق التنمية الزراعية المنشودة؟- نحن قطعنا شوط كبير في مجال تنفيذ برنامج فخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله في مجال الزراعة فيما يخصنا كإتحاد إن كان على المستوى الجماهيري أو على المستوى الثقافي والإعلامي أو على المستوى الاقتصادي ولدينا عدة مشاريع سيتم افتتاحها ضمن برنامج الأخ رئيس الجمهورية ونسعى جاهدين إلى أن نوفي بما هو علينا فيما يخص برنامج الأخ رئيس الجمهورية.[c1]الهجرة الداخلية [/c]* من الملاحظ أن قضية الهجرة الداخلية مازالت تلعب دوراً أساسياً في تردي وتدهور القطاع الزراعي كيف تنظرون في الإتحاد إلى خطورة هذه الظاهرة على الوضع الزراعي في اليمن وكيف يمكن تجاوزها أو الحد منها؟- هذه المشكلة هي مشكلة معروفة على مستوى البلدان النامية وبالذات اليمن أي إذا توفرت البنى التحتية على المستوى العام سيتم الحد من الهجرة من الريف إلى المدينة وهذا سيخفف من العبء الكبير على ازدحام المدن وبالتالي على حركة المرور وكذا الكثافة السكانية والخدمات التعليمية والصحية وخلافه ولهذا نحن في بلادنا نعاني من صعوبة كبيرة جداً في هذا المجال ومن خلال إيجاد المشاريع النموذجية الصغيرة التي توفر الغذاء للأسر الفقيرة في الريف مثل مزارع الثروة الحيوانية البسيطة ومزارع الدواجن والمزارع في مجال النحل أو الجمعيات الخدمية في مجال توفير الغذاء للمزارعين والمواطنين الريفيين سيتم الحد من هذه الظاهرة مالم فستظل المشكلة قائمة.[c1]أداء الاتحاد[/c]* هل أنتم راضون عن أداء الإتحاد وجمعياته في اليمن وما حققه حتى الآن وما هي أبرز خطواتكم وتوجهاتكم القادمة؟- نحن نشعر بأننا في الإتحاد نؤدي دورنا وفق الإمكانيات الموجودة وليس بالمستوى المطلوب ولا نستطيع القول أننا وصلنا إلى مستوى راقٍ نحن نعمل جهدنا أننا نواكب حركة التطور الموجودة في البلد وإنشاء الله نصل إلى ما نصبو إليه.[c1]مهمة مشتركة * إلى أي مدى يمكن للقطاع الزراعي والجهات العاملة فيه الحد من وطأة المشكلة السكانية في اليمن وتجاوز آثارها؟- نحن من الجهات التي تتحمل مسؤولية في التخطيط للقوى السكانية في البلد بحيث أننا نسهم في طرح المشاريع الصغيرة أو طرح المشاريع الاستثمارية في المجال الزراعي حتى يتم توزيع السكان توزيعاً عادلاً لكن هذه المسألة هي مسألة خارجة عن إرادتنا ونحن نعاني منها أكثر نتيجة تنامي ظاهرة الهجرة من الريف إلى المدينة وهجر للأراضي الزراعية وهذا طبعاً يتطلب جهداً حكومياً ودولياً لدعمنا في مجال التنمية الزراعية وأيضاً يتطلب جهداً محلياً ونحن طبعاً نبقى جزءاً من المشكلة.[c1]كلمة أخيرة[/c]* هل من كلمة أخيرة تودون قولها في ختام هذا اللقاء؟- نتمنى من قيادتنا السياسية ومن الحكومة إعطاء اهتمام كافٍ للتنمية الزراعية كونها الحلقة الأساسية لليمن وكونها الثروة التي لا تنضب كما قال رئيس الجمهورية لأن الزراعة هي ثروة لا تنضب ونأمل أن نصل إلى وجود طرق جديدة لإنتشال الوضع الزراعي سيما ونحن نواجه عدة صعوبات منها حيازة الأرض الصغيرة في اليمن وعدم الاستثمار في القطاع الزراعي من قبل القطاع الخاص نتيجة ضعف هذا القطاع لكن نأمل أن يتم الاستثمار في هذا المجال باعتباره هو المجال الأوسع والمجال الأهم.