صورة باليد للمتهم إبراهيم القوصي برفقة أحد أعضاء فريق الدفاع عنه داخل المحكمة في معتقل جوانتانامو يوم 15 يوليو تموز 2009.
القاعدة البحرية الأمريكية في خليج جوانتانامو / 14 أكتوبر / رويترز:قضت محكمة عسكرية أمريكية يوم أمس الأول الأربعاء بالسجن 14 عاما على الطباخ السابق لأسامة بن لادن غير أنه من المتوقع أن يقضي فترة سجن أقل من ذلك كثيرا بمقتضى اتفاق إقراره بالذنب الذي لا يزال سرا. وكان المتهم إبراهيم القوصي أقر الشهر الماضي بأنه مذنب في محكمة جرائم الحرب في القاعدة البحرية الأمريكية في خليج جوانتانامو بتهم التآمر مع تنظيم القاعد وتقديم دعم مادي للإرهاب. ويبلغ القوصي من العمر 50 عاما وله لحية بيضاء وهو محتجز في جوانتانامو منذ أكثر من ثمانية أعوام. وأوضح مسؤولون عسكريون أنه قد تمر بضعة أشهر قبل أن تتكشف تفاصيل اتفاقه بالإقرار بالذنب. لكن قناة التلفزيون الفضائية (العربية) ومقرها دبي نقلت عن مصادر لم تكشف عن هويتها قولها إن الاتفاق يقصر فترة السجن على سنتين. وأثناء التحقيق معه اعترف القوصي في إقراره بالذنب بأنه كان يعلم أن القاعدة تنظيم إرهابي عندما كان يشرف على أحد المطابخ في مجمع نجم الجهاد التابع لابن لادن في أفغانستان. وأقر القوصي الذي التقى مع ابن لادن في السودان وسافر معه إلى أفغانستان بأنه ساعد زعيم القاعدة في الهرب من القوات الأمريكية في جبال تورا بورا بأفغانستان. وأشار إلى أنه لم يشارك في هجمات إرهابية ولم يكن لديه علم مسبق بها. والقوصي هو أول سجين في جوانتانامو يدان في عهد حكومة الرئيس باراك أوباما الذي عرقل الكونجرس جهوده لإغلاق هذا السجن العسكري. وكان الحكم على القوصي واجه عقبات لان الجيش الأمريكي كما تقول القاضية تجاهل أوامر بإعداد خطة تحدد طريقة قضاء السجناء أحكام السجن الصادرة عليهم بعد إدانتهم أمام المجالس العسكرية في جوانتانامو وأماكن سجنهم. وأراد القوصي تجنب قضاء مدة العقوبة رهن الحبس الانفرادي. ويقضي اتفاق إقراره بالذنب أن توصي الهيئة المشرفة على المحاكمة بأن يقضي مدة سجنه في معسكر أربعة حيث يعيش المحتجزون في مجموعة في ظل قيود أقل من المعسكرات الاخرى لكن قواعد الجيش تحظر إيواء مجرمين مدانين مع المحتجزين الآخرين. وأشارت القاضية اللفتنانت كولونيل بالقوات الجوية نانسي بول إلى أن مساعدا لوزير الدفاع أمر قبل عامين بأن تعد قيادة الجيش والقيادة العسكرية الجنوبية التي تشرف على قاعدة جوانتانامو خطة تفصيلية لإيواء السجناء بعد إدانتهم. وأضافت بنبرة حادة «وهذا لم يتم». وقالت إن غياب أي سياسة أو خطة مكتوبة «أمر يبعث على الانزعاج الشديد» لان محاكمة أخرى تجري لسجين كندي شاب قد تسفر عن إدانة أخرى. وقضت بأن اتفاق إقرار القوصي بالذنب ما زال نافذا لأنه لم يدع إلا إلى التوصية بإيداعه في معسكر الحبس الجماعي ولم يضمن له ذلك. وأصدرت القاضية توجيهات بأن يبقى القوصي في معسكر أربعة لمدة 60 يوما إلى أن يحدد الجيش أين سيقضي بقية مدة عقوبة السجن. والقوصي هو رابع سجين يدان أمام المجالس العسكرية التي شكلت لمحاكمة المشتبه في ضلوعهم في الإرهاب من غير الأمريكيين بعد هجمات القاعدة في 11 من سبتمبر أيلول عام 2001. وقضى اثنان حكمين قصيرين بالسجن وأعيدا الى بلديهما استراليا واليمن. والمدان الآخر الوحيد الباقي في جوانتانامو هو علي حمزة البهلول وهو يمني كان يعد رسوما لتسجيلات الفيديو للقاعدة. ويقضي حكما بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر مع القاعدة وتقديم دعم مادي للإرهاب. وقال ضابط البحرية الكوماندر براد فاجان المتحدث باسم جوانتانامو «هو معزول عن المحتجزين عموما.» وامتنع عن ذكر تفاصيل مكتفيا بالقول «إنه بمفرده». وقال محامو الدفاع عن القوصي انه عند عودته إلى السودان سيدخل برنامجا تديره المخابرات السودانية ويهدف إلى إعادة تأهيل الذين يعتنقون وجهات نظر متطرفة. وأشاروا في قولهم إلى أن تسعة سجناء سودانيين آخرين انضموا إلى البرنامج عند عودتهم للوطن من جوانتانامو. وأضافوا قولهم إنه بعد أن يكمل البرنامج سيعود القوصي إلى الحياة مع أسرته لكنه سيكون تحت الرقابة لضمان ألا يتصل مع متشددين.