مدن ومعالم
إعداد/ العقيد عبدالكريم علي المهدي مدينة حمام علي هي مدينة تاريخية قديمة حيث صارت في عصرنا الحاضر عاصمة لمديرية المنارانس توجد فيها إدارة الأمن والمكاتب التنفيذية الأخرى والمدارس الأساسية والثانوية وتمتاز هذه المدينة بمسجدها التاريخي الذي يتسع لعشرين ألف مصل وبها دار النعيم الحصن الرفيع الذي يطل على المدينة من كل الجهات، ومستشفى الوحدة الذي بني قريباً كما تمتاز هذه المدينة بمركزها التجاري الهام وواديها الزراعي الخصب، المعروف بمنتجاته الزراعية كالذرة والشام والقمح، والفواكه كالبرتقال واليوسفي وعنب العظام (المنجو) وعنب الفلفل وغيرها من المنتجات الزراعية كالخضروات بأنواعها والبطاط، حيث الماء فيه جارياً متدفقاً دون حاجة إلى الآبار الارتوازية وان وجدت بئر ارتوازية فهي للضرورة عند قلة الأمطار.هذه المدينة التي يوجد فيها الحمام الساخن ماؤه والذي يتوافد إليه اليمنيون من كل حدب وصوب للاستحمام حيث يكون الماء فيه ساخناً طبيعياً ونقياً على مدار الأيام والسنين، والاستحمام به يعالج الكثير من الأمراض كبعض الأورام والروماتيزم ويبعث في الجسم نشاطاً وحيوية.يسمى هذا الحمام (بحمام العليل) نسبة كما يقال إلى رجل اسمه علي كان مريضاً بالروماتيزم وهو ما يسمى في الماضي وجع المفاصل فحفر حوضاً ليجمع الماء فيه واغتسل وشفي من مرضه وقد اتسعت شهرة هذا الحمام وعد تاريخياً من الحمامات الطبيعية في اليمن كحمام السخنة وحمام دمث وغيرها من الحمامات الطبيعية الشهيرة في اليمن، وفي هذا المكان بنيت الحمامات منذ زمن طويل بناءً أثرياً رائعاً بسقوف جميلة وأحواض رائعة لهذا الأحواض سواقٍ يمر فيها الماء إلى الحوض ليتسع الماء الساخن الطبيعي النقي لمن أراد أن يغتسل ويغطس بجسده كاملاً في هذا الحوض أو ذاك دون ان يستخدم الصابون وبعد ان يصعد من الحوض إلى مكان مصفوف بالحجارة بني بناءً جيداً ومستوياً وفيه يستخدم الصابون ويصب الماء الساخن على الجسد مع الدلك، ومن هذا المكان يخرج الماء المستخدم في ساقية أخرى إلى خارج الحمام دون أن يلوث الحوض بالماء المستخدم، كما يبدل ماء الحوض بماء ساخن آخر إذا ظهر عليه أثر التلوث، أما المياه الصالحة للشرب فهي في مكان يسمى بالموردة حيث يكون الماء فيها بارداً صافياً نقياً، وقد وصف الزائرون هذه المنطقة المسماة بحمام علي التي تبهر الناظر وتسر الخاطر لمناظرها الزراعية الخلابة وماءها الدافئ النقي والمياه الصالحة للشرب ومأثرها التاريخية كمباني الحمامات القديمة كحمام القرهمي وحمام الحسيني وحمام علي، وهي تمتاز بطابع معماري أصيل ومسجدها التاريخي العظيم ودار النعيم الحصن الذي تغنى به الشعراء الشعبيون في الكثير من القصائد الشعبية، لعل الذاكرة تسعفني هنا ببعض الأبيات هي:[c1]دار النعيم عمارته وقاصه لا يدخله مدفع ولا رصاصةدار النعيم ديوان فوق ديوانوالمفرج العالي بسبع طبقات[/c]وقد حرصت الدولة في عهد الزعيم الرمز علي عبدالله صالح على تطوير هذه المنطقة وتنظيمها وسفلتة شوارعها وبناية أكثر من أربعين حماماً للوضوء والاستحمام بتنسيق من المجلس المحلي مع الجهة المعنية وهي وزارة الأوقاف ببناء هذه الحمامامات.