كنت في سيئون ومازلت في سيئون . استمتع بإجازتي . وافرح مع أسرتي . وأتجول في مدينتي الآمنة المطمئنة .وكنت اقطع شوارعها ذهابا وإيابا. في رؤية منظر النخيل والمزارع. واكتشف كل جديد استجد بعد سنتين من الغياب.وكان الناس وزوار المدينة يمارسون حياتهم المعتادة بأمن وأمان واستقرار وكل في خلاه كما نقول هنا في سيئون .وفجأة وفي يوم العيد الأسبوعي للمسلمين في كل بقاع الدنيا أراد بعض المرضى والمأجورين والمتخلفين والذين لايمتون للدين بأي صلة أو علاقة أن يقلب علينا وعلى من هم في سيئون والوادي بل واليمن عامة الفرح إلى ترح .أرسلوا طرودهم المأجورة للتفجير . وأرسلوا من غيبوا عقولهم بأفكارهم الشاذة ليقتلوا الأبرياء ويذهبوا هم إلى الجحيم .هكذا أرادوا هؤلاء القتلة المجرمون وهكذا نفذوا إرادتهم علينا وعلى مستقبلنا. وهكذا هم يريدوننا أن تكون. معهم أو ضدهمهكذا كما أعلنها جورج بوش عندما غزا العراق . من لم يكن معنا فهو ضدنا .وهؤلاء هذا هو تفكيرهم إن لم تكن معنا فأنت عدونا . في يوم عيد المسلمين الجمعة أرادوا ( خيبهم الله ) أن تكون جمعتنا حزن وألم وقتل ودماء ودمار .فأي انجاز هذا الذي حققتموه أيها الضالون عن الدين والحق والإنسانية وكل الشرائع السماوية وغير السماوية.لقد قتلتم أرواحاً بريئة وأنفساً كانت تسهر لحمايتنا وراحتنا وراحتكم وأسلتم دماء زكية غالية نعتبرها ازكى الدماء .ودمرتم منشآت لايملكها شخص أو قبيلة أو قائد أو عميد في الأمن . بل يملكها الوطن بكامله وانتم كنتم منه .إن من سمع بخبر جريمتكم الشنيعة هذه ولم تحرك في وجدانه وشعوره ذرة الم واستنكار فهو مغيب ومجرم مثلكم .انه يجهل أن هذا الطريق من العنف الذي سلكتموه سيكون هو أول ضحاياه بشكل مباشر أو غير مباشر .مهما كانت نواياكم وأهدافكم وأسبابكم فإنها لن تجيز إطلاقا لكم تنفيذ هذا العمل الإجرامي الشنيع .إن المسحورين والمغيبين منكم ومن مثالكم ومن لاييعر لأفعالكم الاستنكار المطلوب جاهل وغير واع بما يدور حوله .إنكم بأفعالكم المجرمة هذه تؤسسون لمبدأ العنف الذي يرفضه المجتمع الواعي والذي لن يخلف إلا العنف ذاته .وما العنف والقتل والدمار إلا مقدمة لحروب واقتتال بين أفراد المجتمع الواحد في الكيلو متر الواحد .فهل تعي هذه الفئات الضالة ومن لم يفهم اللعبة الخطرة ان ذلك سيؤدي إلى حروب أهليه واقتتال في كل مكان ؟ما ذا عساه سيحصل بعد انتشار الحروب وانتشار من يسيطر على كل منطقة ببضع مئات من أعوانه مدججين بالسلاح ؟هل ستستمر الحياة على ما تعودناها بأمان !هل ستبقى مدارسنا مفتوحة لطلب العلم آم ستكون الأولوية لطلب الأمان ؟هل سيبقى أهل التجارة يمارسون أعمالهم بحرية ونمو ! أم أنهم لن يجدوا من يشتري بضائعهم ؟هل ستبقى الفنادق مفتوحة والسياح وزوار البلاد في ازدياد والعاملين فيها يعيشون ويقتاتون من تلك الفنادق ؟ام نتيجة كل ذلك سيهرب كل من يبحث عن الأمن و الأمان إلى الدول المجاورة أفراد وجماعات مثلما يحصل في الصومال ؟هل تريدون ان يذهب من يذهب وتبقون انتم تسيطرون على الأرض وتنقلب الصورة التي نراها من أشقائنا الصوماليين وتريدون من شبابنا ان يقوموا بغسيل السيارات في الدول المجاورة لأنهم لاجئون ويريدون فقط ان يبقوا أحياء ؟ان عملكم هذا مرفوض ومدان ومستنكر مهما كانت الأسباب والمبررات فنحن لا نريد ان نصبح وأولادنا وأهلنا لاجئين نعيش في معسكرات في الصحراء في دول الجوار نتيجة أفعالكم وأفكاركم الضالة .