[c1]جميل عبدالوهاب[/c]اليوم الجمعة 9/ يونيو /2006م.. ستتحرج المستديرة على الارض الالمانية معلنة عن انطلاقة بطولة كأس العالم في نسخته الـ (18)، لتجبرنا على ملاحقة العطر وهاجس الامساك باللون الجميل في طلعه الشفقي، ولن نحبس الشجن المتناثر في الزمان والمكان.. شهراً كاملاً سنعيشه في بحبوحة من الرغد الكروي، وسعة العيش الكروية، حياة ترف كروية (مونديالية) ستنسينا بعضاً من الهموم والغموم.. شهراً كاملاً سنحطم قيود الرتابة الكروية (المحلية)، سنحطم قوارير وصحون واقداح تخلفنا الكروي.. انه المونديال، زحف كروي تقني, علمي, ثورة معرفية جديدة في عالم كروي لايعترف بآلية للتخلف... انه (المونديال)، حيث يتصارع فيه أباطرة العالم الكروي والجميع يقرع لهم طبول الفرح.. انه (المونديال)، مستودع الهوية الكروية بكل عظمتها، وأمتن أسوارها، هز عنيف لاركان العالم الاحتفالية في المدن الالمانية تحكي تاريخ الكرة العالمية بقصيدة طويلة لايفهم معناها إلا اصحاب الموروث الكروي بصورته الالقية الرهيبة.. انه (المونديال)، تحتضنه المدن الألمانية، وهناك سترتفع التماثيل المهيبة من الرخام تحكي مجد الامم الكروية، في هذا المجد الحافل بالمهابة سيبدأ اليوم الاحتفال، وستشتعل النيران وسينطلق النشيد يرف في الفضاء.. انه (المونديال)، حيث تندلع حرب العقول بين المدربين، ومعها سنرى الفتوحات والحروب، سنرى من المنتصر ومن المهزوم، سنرى من الراكض في قلب الزمن المتغير (كروياً)، سنرى البرازيل والارجنتين، وفرنسا، وايطاليا, وانجلترا وتونس والسعودية.. الخ، سنرى كرة قدم (عاصفة) (هائجة) بغزارة تطورها, هي نتاج تراثات عديدة في الزمان، وتراثات متنوعة في المكان، وان كان التراث في المدى ليس ابن عصر واحد.(المونديال) ستحتضنه المدن الألمانية، ولي في المانيا ذكريات جميلة، هي ذكريات ارتبطت بدارستي الاكاديمية في العاصمة الرائعة العاشقة (برلين).. ست سنوات هي مدة دراستي الاكاديمية.. أحيا (المونديال) ونبش في ذاكرتي عشقاً لاينسى لفترة من شباب وربيع العمر, ومع كل عشقي هذا للأرض الألمانية الجميلة حد الدهشة.. ولكني لا استطيع ايقاف تلك الموجة الملتهبة عشقاً (للبرازيل)، وهي موجة جارفة عنيفة تلف كياني, وان بدت ملتفة بالصخب المكتوم بألف معنى، انها أشبه بثورة البراكين الصامتة نهاية المطاف:(مونديال) المانيا سيحطم كل القيود، وسيرفض كل اشكال الجمود، وسيقول (لا) للحدود!!.(مونديال) المانيا.. سيكون الفرح وحده سلاح الجمال، وسنضرب الحزن بكل اشكاله، سنغلق كل النوافذ، وسنكتم حتى الانفاس، سنوقف الساعات.. ولكن لن نغمض الأعين!! .
أخبار متعلقة