الحماس وحده لايكفي
على عكس ما كان مأمولا خرج منتخبنا الوطني لكرة القدم من مباراته الافتتاحية الأولى في كأس الخليج خاسرا أمام الإمارات ( حاملة اللقب ) ليفقد أهم مقومات الرهان وهو الذي ذهب إلى( مسقط ) مراهنا بدرجة رئيسية على ( الضربة الأولى) كدأبه السابق حيث كان دائما مايستفيد من غموض البداية ليظهر بحلته الأجمل قبل أن تتكشف الأوراق ويشرع الآخرون في السير نحو الألقاب ونعود نحن على الأعقاب أو نكتفي بجوائز الترضية كما حدث في البطولة الثامنة عشرة حين عدنا من ابوظبي بكاس الفريق المثالي الذي يمنح لأقل المنتخبات حصولا على الإنذارات وحالات الطرد.وإذا كانت الخسارة بشقها المادي المتمثل بالنقاط الثلاث والأهداف الثلاثة لم تبتعد كثير عن المألوف وفقا لقراءات أهل الخبرة والدراية فان الذي بدا مستفزا هو حالة (الخلل التكتيكي) التي برزت في كثير من أوقات اللقاء بدءا بالاندفاع الحماسي غير المحسوب مرورا بحالات الارتجال التي ظهرت أحيانا( فرديا وجماعيا) وانتهاء بالمجازفة بحثا عن ( المفاجأة ) دونما ضوابط تؤمن ذلك الاندفاع أو المجازفة.وحتى لا نذهب بعيدا في انتقاد الأخطاء الفنية البحتة فأننا سنكتفي بذكر خطأ الاعتماد على الحماس دون غيره واعتقاد المدرب أن هذا الحماس هو الذي سيصنع المفاجأة التي وعد بها متناسيا أن المنافس له عيون وسيسعى بالمقابل لاستثمار اندفاعنا وضربنا من خلاله تماما مثلما حدث عندما أحرز الإماراتيون هدفين في زمن قياسي أنهوا من خلاله المباراة تقريبا من منطلق أننا منتخب غير متمرس على العودة في النتيجة ونغرق في شبر ماء إذا ما تأخرنا بهدف ناهيك عن هدفين تقسم الظهر. ما نود قوله هنا إن منتخبنا كان يجب أن يستثمر الحماس في امتصاص خبرة الإماراتيين وتطلعهم إلى تحقيق الفوز ومن ثم ممارسة الارتداد المحسوب لتحصيل هدف أن أمكننا الوصول إلى خشباتهم الثلاث ، ولم يكن مطلوبا أو مقبولا أن نجازف أو نترك للمنتخب المنافس ـ وهو الأقوى ـ مساحات خالية ليلعب فيها ويسجل مرتين حتى وان كانت الغاية نبيلة والهدف سام كما يقولون!.قد يجد البعض العذر للمدرب من خلال رغبته في تحقيق شيء يسجل به البداية الطيبة ويرعب من خلاله المنافسين وربما يتفق آخرون معه من باب أن الهجوم خير وسيلة للدفاع ولكننا ومن وحي معرفتنا بقيمة السنين التي قضاها ( صالح ) في الملاعب كنا نتوقع أن يكون أكثر دهاء في البحث عن المفاجأة من موضعها الصحيح، وكم تمنينا أن ينجح في تطويع حماس لاعبيه وبلورته في إطار وعاء تكتيكي مناسب يمنحنا البشارة الأولى .. ولكن.نعم تمنينا ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه فقد خابت أمانينا في لحظة اندفاع غير مبرر ـ للأسف ـ كان بطلها بحسب ما نزعم المدرب محسن صالح. وخيرها في غيرها كما يقولون.