بيروت/14 أكتوبر/رويترز: قدم الزعيم المسيحي اللبناني سمير جعجع اعتذاره للمرة الأولى عن دوره في الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 . وقال جعجع «لم نكن مهيئين للدفاع عن البلاد بأفضل ما يكون... وعندما سقطت الدولة حاولنا إنقاذ ما يمكن إنقاذه بكل صدق والتزام وحمية وجل من لا يخطئ.» وأضاف في قداس «شهداء» القوات اللبنانية الذي شارك فيه الآلاف من أنصار جعجع في شرق بيروت «لقد أخطأنا في بعض الأوقات كما قام أفراد منا بمخالفات لم نكن لنرتضيها لو كان بإمكاننا تداركها. بعض هذه المخالفات والارتكابات كانت وللأسف الكبير شنيعة مؤذية.» ومضى يقول وسط تصفيق من الحضور «في هذه المناسبة الجليلة وبقلب متواضع صاف وبكل صدق وشفافية أمام الله والناس أتقدم باسمي وباسم أجيال المقاومين جميعا شهداء وأحياء باعتذار عميق صادق وكامل عن كل جرح أو أذية أو خسارة أو ضرر غير مبرر تسببنا به خلال أدائنا لواجباتنا الوطنية طوال مرحلة الحرب الماضية. «واطلب من الله عز وجل السماح وممن أسأنا إليهم السماح والتعالي والمحبة.» وسمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الذي قاد واحدة من أقوى الميليشيات اللبنانية إبان الحرب الأهلية هو الوحيد بين زعماء الحرب اللبنانيين الذي مثل أمام العدالة وقضى 11 عاما في السجن الانفرادي من أصل أربعة أحكام مؤبدة في قضايا اغتيال سياسي. لكن ميليشيا القوات اللبنانية تحولت إلى حزب سياسي يمثله وزراء في الحكومة. وهاجم جعجع خصومه المسيحيين حلفاء حزب الله وتساءل هل استبدلوا شعار « وطني دائما على حق بشعار حزب الله دائما وأبدا على حق». ودعا المسيحيين إلى الوحدة لكنه قال هازئا «هل نتوحد حول الإقرار بمبدأ بقاء حزب الله مسلحا على حساب الدولة ...أم نتوحد حول صوابية حرب (يوليو) تموز 2006 المدمرة وحول مفهوم الحرب المفتوحة ...أم حول اعتماد سوريا كأم حنون جديدة لنا أو محاربة الامبريالية الأمريكية.» وحث جعجع المسيحيين على الاقتراع لحزبه في الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل قائلا «مصير لبنان بين أيديكم من خلال الانتخابات النيابية المقبلة فإما أن تتخلوا عن الاعتبارات الضيقة وتقترعوا على أسس وطنية وإما تتسببون بمزيد من الفرقة المسيحية. إن لبنان الذي تريدون اليوم في خطر لكن خلاصه في أيديكم فلا تتأخروا.»