عواصم/ وكالات:أعربت واشنطن عن قلقها من دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقادة حماس زيارة موسكو، في حين تواصلت أصداء هذه الدعوة المفاجأة في أكثر من مكان.وذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك أن واشنطن طلبت توضيحات من الروس حول الموضوع "لمعرفة نواياهم الحقيقية وما يخططون له". وقال إن السفير الأميركي في موسكو وليم بيرنز اتصل بالخارجية الروسية للحصول على مزيد من المعلومات عن الدعوة.وذكر مكورماك موسكو بعضويتها في اللجنة الرباعية الدولية المسؤولة عن عملية السلام في الشرق الأوسط، مشددا على أن هذه اللجنة "دعت الأسبوع الماضي حركة حماس إلى الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود".وكان بوتين وجه الدعوة لقادة حماس بزيارة روسيا أمس الاول من مدريد، ورد عليها القيادي في حماس إسماعيل هنية بأن قادة الحركة سيزورون روسيا إذا تلقوا دعوة رسمية، وهو موقف أكده من الدوحة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الذي يزور قطر على رأس وفد يمثل الحركة ضمن جولة تشمل عددا من الدول العربية والإسلامية.وعبر المسؤولون الإسرائيليون عن دهشتهم للدعوة الروسية، إذ اعتبرها وزير التربية مائير شتريت "طعنة فعلية في ظهر" إسرائيل. وقال الوزير في تصريح إذاعي "إن الهدف من هذه المبادرة إعطاء شرعية دولية لمجموعة إرهابية, وعلينا أن نعارضها بكل الوسائل".في هذه الأثناء صدرت تفسيرات روسية لدوافع دعوة بوتين، وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن موسكو تنوي أن تحض مسؤولي حماس على اتخاذ "قرارات مسؤولة" وإبرام السلام مع إسرائيل.وقال المبعوث الروسي إلى الشرق الأوسط ألكسندر كالوغين إن موسكو ستطلب من حماس الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وأضاف أنها تأمل في الوصول بحماس إلى "مستوى المتطلبات الدولية وإقناعها بالحوار مع إسرائيل".ولكن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة أندريه دنيسوف اقترب من الموقف الأميركي تجاه حماس، وأكد أن الموضوع الأساسي في برنامج المحادثات مع حماس سيتركز على ضرورة التوقف التام عن عمليات المقاومة المسلحة التي وصفها بـ "الأنشطة الإرهابية"، وأضاف أن موسكو ستدعو حماس إلى الحفاظ على عملية السلام والتعاون مع دول المنطقة بما فيها إسرائيل.في غضون ذلك جدد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفد ولش هجوم واشنطن الكلامي على حماس والحكومة التي تعتزم تشكيلها.وقال في مؤتمر صحفي أمس الاول إن إعادة النظر في المساعدة الأميركية إلى الفلسطينيين إذا شكلت حماس الحكومة الجديدة ستتم "سريعا"، مضيفا "أن مساعداتنا ستتأثر وهذا لا يمكن تجنبه".واعتبر ولش أن موافقة حماس على هدنة طويلة مع إسرائيل لن يكون كافيا بالنسبة للجنة الرباعية التي تريد من حماس إعلانا بالتخلي عن الإرهاب.من جانبه اعتبر السفير الإسرائيلي لدى واشنطن دانييل أيالون خلال ندوة أن الحكومة الفلسطينية التي ستشكلها حماس ستستلهم النموذج الإيراني.وأضاف أيالون إذا ما اعترفت الحكومة التي تترأسها حماس بوجود إسرائيل وقبلت بالشروط التي حددتها الرباعية الدولية "فسنعيد النظر في التعامل معها".وطالبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية بالوكالة تسيبي ليفني من جانبها خلال غداء عمل مع سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بدعم إسرائيل للضغط على الحكومة التي ستترأسها حماس "للاعتراف بإسرائيل والقبول بمبدأ قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان بسلام".من جانبه حض أنان حماس على أن "تصغي إلى مناشدة، ليس فقط الرباعية وإنما أيضا حكومات أخرى في المنطقة، تطلب منها أن تحول نفسها إلى حزب سياسي ". وقال إن قادة حماس "يحتاجون إلى الوقت لينظموا أنفسهم".على صعيد آخر أعلنت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الخميس نهاية عملية "الرعد" التي اغتيل خلالها عشرة فلسطينيين في غارات جوية بقطاع غزة منذ فجر الأحد الفارط.وقال قائد منطقة جنوب إسرائيل الجنرال يواف غالانت إن الجيش مستعد لتوجيه ضربات أقوى في حال تنفيذ هجمات فلسطينية جديدة, في إشارة إلى إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة على إسرائيل.على صعيد آخر أعلن المبعوث الخاص للجنة الرباعية جيمس ولفنسون إثر لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية، أنه سيعمل على مساعدة السلطة في تخطي الأزمة الاقتصادية التي تمر بها.