سورة الشورى، من الآية (44) الى الآية (46) بسم الله الرحمن الرحيم'ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده، وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل الى مرد من سبيل. وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي، وقال الذين آمنوا ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة، الا ان الظالمين في عذاب مقيم. وما كان لهم من اولياء ينصرونهم من دون الله ومن يضلل الله فما له من سبيل'.اعداد / نصر صالحكل شيء في الكون لايحدث الا بامر الله ومشيئته، فمن هداه الله سبحانه، فلا مضل له .. لايمكن لاحد ان يقوده الى الضلال، ومن يضلل الله فلا هادي له. قال تعالى : 'ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده' ومن خذله الله عن طريق الهداية والرشاد فليس له من ناصر يتولاه، بعد اضلال الله اياه .. ليس له من يهديه الى طريق الصواب.ثم يخبر الله تعالى عن الظالمين، وهم المشركون بالله سبحانه .. قال تعالى 'وترى الظالمين' .. يقول الله لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : وترى الكافرين بالله يا محمد 'لما رأوا العذاب' وذلك يوم القيامة، لما رأوا عذاب الله 'يقولون' .. يقولون لربهم 'هل الى مرد من سبيل'؟ هل لنا يا رب سبيل للرجوع الى الدنيا، بسبب ما يشاههدون من العذاب العظيم.'وتراهم يعرضون عليها' اي يعرضون على النار 'خاشعين من الذل' خاشعين مهانين، بسبب ما لحقهم من الذل، وما اصابهم من الهوان، لانهم عصوا الله سبحانه، وخالفوا امره في الدنيا 'ينظرون من طرف خفي' انهم ينظرون الى النار مسارقة خوفا منها، مثل الذي تم الحكم عليه بالقتل، فجاءه السياف ووقف امامه بالسيف، فانه من شدة الخوف، لايستطيع ان يملأ عينيه من السيف، بل يسترق النظر اليه. فالطرف هو تحريك الجفن، ويعبر عن النظر.'وقال الذين آمنوا' اي يقولون يوم القيامة 'ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليلهم يوم القيامة' ان الخاسرين، الذين كان مصيرهم النار، فحرموا اللذة في دار الآخرة وخسروا انفسهم، وفرق بينهم وبين احبابهم واصحابهم واهاليهم وقراباتهم فخسروهم.لاء الا ان الظالمين في عذاب مقيم' الا ان الكافرين يوم القيامة في عذاب دائم ثابت، مقيم عليهم، لايزول عنهم ولايخف ولاينتهي. 'وما كان لهم من اولياء ينصرونهم من دون الله' ولم يكن لهؤلاء الكافرين اولياء ينقذونهم مما هم فيه من العذاب.'ومن يضلل الله فما له من سبيل' ومن يخذله الله عن طريق الحق، فما له من طريق للوصول اليه.