ايطاليا كلها تنتظر اليوم الثلاثاء "الحاسم" لمعرفة القرار النهائي
تسيطر على الشارع الإيطالي بكافة شرائحه ووسائل إعلامه تداعيات الفضيحة التي تحيط بمسؤولي حامل اللقب الإيطالي الـ (29) لكرة القدم فريق يوفنتوس.وسرعة الأحداث في اليومين الأخيرين دفعت إلى سحب الحكم الإيطالي ماسيمو دي سانتيس من المشاركة في قائمة حكام المونديال بطلب من الاتحاد الكروي الإيطالي لكل من الاتحاد الدولي والاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد أن ثبتت جوانب سلبية في عملية التلاعب في بعض نتائج فريق يوفنتوس.وكانت هناك دلائل مدعومة بتسجيل صوتي بين الرئيس التنفيذي موجي وأطراف أخرى منها ماسيمو دي سانتيس.وسينتظر العالم أجمع وليس الإيطاليون القرار التاريخي الذي ستدلي به اللجنة التي تقوم بالتحقيق في الموضوع مساء الثلاثاء المقبل.يذكر أن القرار سيفضي إما: لتجريم أطراف من الجانب الإداري لنادي يوفنتوس وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي للنادي موجي واستبعادهم من العمل الإداري للأبد، وإما لتجريم هؤلاء المسؤولين مع إيقاع عقوبة قاسية جداً بحق النادي بإنزاله إلى مصاف أندية الدرجة الثانية كما فعل الاتحاد الفرنسي بحق عملاق الكرة الفرنسية مارسيليا عندما ثبتت مثل هذه الجرائم اللاأخلاقية في الرياضة من قبل الرئيس الأسبق لمارسيليا برنار تابي والذي أودع السجن زيادة على ذلك وكان حينها مرشحاً لحمل حقيبة وزارية.ولفظاعة المشكلة وتأثيرها على الإيطاليين عامة، فقد سيطرت الفضيحة بكل تفاصيلها على الوسائل الإعلامية الإيطالية من صحافية وتلفزيونية على الأخص, فأينما تجول على القنوات الإيطالية الموجهة نحو الشرق الأوسط ستجد أن فضيحة يوفنتوس تتردد على هذه القنوات, وانقسمت الأطروحات حول مصير القضية بين من يرى عدم سلامة إسقاط يوفنتوس بجرم عناصر إدارية متعصبة غير نزيهة ممثلة في الرئيس التنفيذي موجي وفريق عمله، أو بسبب تعاطف بعض الحكام معه في بعض المباريات، على أن توقع العقوبة بحزم على هؤلاء وأن لا تطال الكيان الذي سيخسر من جراء إسقاطه للدرجة الثانية ما لا يقل عن (320) مليون يورو من خلال خسارته الرعاية والإعلانات والعقود التي يرتبط بها مع كبريات الشركات المحلية والعالمية. أما الطرف الآخر فهو ممن يصر على إقامة النظام ولو كان بحق نادياً كبيراً كيوفنتوس مع الاقتداء في هذه القضية بالفرنسيين عندما لم تأخذهم رحمة بعميد الأندية وعلامتها الفارقة جماهيرياً وإنجازات وتم إسقاطه لمصاف أندية الدرجة الثانية.ويرون أهمية المبادئ والأخلاقيات في المنافسة الكروية وعندما تخلو من ذلك لا يجب أن تكون تحت مسمى الرياضة النظيفة والنزيهة، ويدلون بهذه القسوة رغم إبدائهم التعاطف مع يوفنتوس كناد كبير في خريطة الكرة الإيطالية إلا أن النظام لم يوضع إلا لمثل هذه الحالات والتجاوزات الخطيرة، وحتى يعي من يقدمون على مثل هذه الأمور حجم العقوبة وتأثيراتها على كافة المستويات.سيكون مساء الثلاثاء المقبل موعداً آخر تثبت من خلاله الكرة الأوروبية تقدمها وشفافية القرار تجاه قضاياها الرياضية .فهل يصبح يوفنتوس الإيطالي النادي الثاني من العيار الثقيل الذي ينال عقوبة صارمة بهبوطه لمصاف أندية الدرجة الثانية، ويكون مثالاً حياً لمعاني الموضوعية في التعامل مع الأندية بمنظار واحد وتحت مظلة النظام والتنظيم الحازم. إنه درس من دروس التربية الإدارية للكوادر الرياضية على أنديتنا واتحاداتنا الرياضية العربية أن تحذو حذوه متى ما أرادت الوصول يوماً من الأيام لما وصلت إليه هذه الأندية العالمية، فالفساد كما حدث من طرف يوفنتوس آفة خطيرة جداً يجب اجتثاثها.