مكة المكرمة/ سبأ بدأت مساء أمس في الأراضي المقدسة فعاليات مؤتمر مكة المكرمة السابع تحت شعار" نصرة نبي الأمة صلى الله عليه وسلم" بمشاركة أكثر من مائتي عالم وباحث من مختلف دول العالم .ويهدف المؤتمر الذي حضر جلسته الافتتاحية الأخ حمود عباد وزير الأوقاف والإرشاد رئيس بعثة الحج اليمنية إلى البحث في أنجع الوسائل وأفضل الأساليب المعاصرة لنصرة نبي الأمة ووضع آلية جديدة على المستوى الدولي لنصرته وإشعار المنظمات الدولية والمجتمع الدولي بالمكانة العظيمة للنبي محمد عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم لدى المسلمين واستماتتهم في سبيل الدفاع عنه والإسهام في توعية المسلمين بالكيفية المناسبة لنصرته صلى الله عليه وسلم ومحاولة توحيد جهود نصرته بغية إيجاد صيغة عمل مشترك للدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف وعن نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم ،إضافة إلى ترشيد سلوك المسلمين إزاء الحملات الاستفزازية.وفي افتتاح فعاليات المؤتمر الذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام رابطة العالم الإسلامي تحدث سماحة المفتى العام للمملكة العربية السعودية رئيس المجلس التأسيسي لرابطة دول العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ بكلمة تناول فيها الشمائل المحمدية وواجب الأمة قادة وإفراداً ومجتمعات في التصدي لهذه الحملات الظالمة ضد الإسلام ونبي الأمة وبذل الجهد للتعريف بالإسلام وبالرسول صلى الله عليه وسلم .. من جانبه اعتبر السيد الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي أمين عام الرابطة التطاول على النبي الكريم امتحانا صعبا للأمة كلها علماء وعوام وقادة وشعوب وحكومات ومؤسسات،وتطاول على الدين في حد ذاته وجوهره وقال :"أن حملة التطاول كانت سببا في حملة مضادة انطلقت في صفوف إتباع سيد الخلق وأحبائه حيث أصبح الحديث عن التعريف بشخصيته الكريمة والبحث في سيرته الهادية وشمائله السامية يملأ حيزا واسعا من الاهتمام الإعلامي الإسلامي من خلال المؤتمرات والندوات والمحاضرات والبحوث والدراسات".واستعرض التركي جهود الرابطة في مواجهة هذه الحملات ،مشيرا إلى أن الهدف من وراء حملات العدوان السافر على رموز الإسلام ،نشر التخويف من الإسلام أو "الإسلام وفوبيا"،ومحاولة إحداث قطيعة بين العالم الإسلامي والعالم الغربي بإذكاء روح الصراع الحضاري بين الطرفين وإحلال الخصام والصدام محل الحوار والبحث في سبل التعايش السلمي في ظل الاحترام المتبادل للتنوع الحضاري في العالم.
ودعا أمين عام رابطة العالم الإسلامي مختلف الجهات المسؤولية عن النظم والتشريعات في الدول الغربية إلى مراعاة حقوق الإنسان الجماعية والأممية في تشريعاتها وعدم إهدارها من اجل الحقوق الفردية والحرية الشخصية، ورأى بان ذلك يقتضي ضرورة اعتماد تشريعات تتصدى لمعالجة ظاهرة التخويف من الإسلام في الدول الأوروبية ،فضلا عن وضع مدونة خاصة بالسلوك الإعلامي يضع حدودا لحرية التعبير بما يمنع من جعل الدين الذي تمثله رسالات الله وأنبياؤه وكتبه ومقدساته غرضا للقذف والتجديف والسخرية ويجرم فاعله بوضع العقوبات الرادعة لهم.. وحث المسلمين على الشعور بالانتماء الحضاري وما يمليه من واجب الاتحاد والتعاون وتغليب المصلحة الجماعية العامة على المصلحة الفردية الخاصة وتناول قضايا الأمة الإسلامية بالقدر اللازم من الجدية والاهتمام والتفكير في الحلول العملية الواقعية والموضوعية التي تستمد مشروعيتها من عدالتها وضرورتها وصلتها الوثيقة بجلب الأمن والاستقرار للعالم كله .. كما ألقيت في المؤتمر كلمتان من قبل الدكتور جمال بدوى عن المشاركين الأخ والدكتور احمد بن نافع المورعي مقرر المؤتمر حذرا فيها من أن الحملة على الإسلام ونبي الأمة لن تتوقف في ظل هذه الظروف بل ستزداد حدة لأنها صارت مرتبطة بوضع دولي معاد للمسلمين نتج عن إحداث الحادي عشر من سبتمبر.وأشارا إلى أن حملات الإساءة المتعاقبة تركز جهودها في إظهار ما يسيء غالى دين الإسلام والرسول الكريم في محاولة لتنفير الآخرين من الإسلام للحد من الإقبال عليه عن طريق ربطه بالإرهاب والعنف والكراهية وتحت ذريعة حرية الرأي والتعبير. وأكدا أنه في ظل الوضع الدولي المشحون بالعداوة على الإسلام ورموزه لم يعد يجدي الاستنكار وصيحات المحتجين ونداءات المطالبة بوقف الإساءات ،ما يتعين التفكير في وسائل فعالة للنصرة واعتماد مشروعات عملية متنوعة لنصرة النبي الكريم والدفاع عن الدين .. هذا ويناقش المؤتمر ثلاثة محاور رئيسية تتناول أهداف الحملات العدائية على الإسلام ورموزه وتداعياتها وإبعادها السياسية وحكم وآليات نصرة النبي والحملات العدائية تاريخيا.