عالم الصحافة
ما زالت تداعيات أنفلونزا الخنازير تهيمن على جل الصحافة البريطانية، حيث أوردت تحذيرات بأنه يصيب الشباب والأطفال أكثر من الكبار، وقواعد جديدة في المكسيك للحد من انتشاره، والنقد المتزايد الموجه لمنظمة الصحة العالمية لرفعها درجة التحذير إلى مستوى غير مسبوق رغم عدم وصوله إلى وباء.فقد أشارت صحيفة( ذي إندبندنت )إلى تحذير كبير المسئولين الطبيين بالخدمات الصحية البريطانية السير ليام دونالدسون من أن الشباب والأطفال هم الأكثر عرضة لوباء أنفلونزا الخنازير إذا ما تفشى في الشتاء القادم، بعد تأكد حالتين جديدتين أمس لطفل ورجل في الثلاثين من العمر، ما يجعل إجمالي الحالات 34، وأشار دونالدسون إلى تحليل سابق بأن فيروس «إتش1أن1» المسبب لأنفلونزا الخنازير يؤكد أن كبار السن قد يكون لديهم بعض الحصانة إذا كانوا قد تعرضوا للفيروس في السابق، وإذا صحت التكهنات فمن الممكن أن يتركز الفيروس بين الفئات العمرية الأصغر سنا ويقف انتشاره عند هذا الحد، وهذا ما تشير إليه الأدلة من المكسيك بأن الفيروس يستهدف البالغين من سن 20 إلى 40، وقال دونالدسون إن هناك مؤشرات على أن الفيروس يمكن أن يصيب من 25 إلى 30% من سكان العالم، ما يجعله يكون أكثر من خمسة إلى عشرة أضعاف إصابات الأنفلونزا الموسمية في عام.ونقلت (ذي غارديان) نصيحة هيئة الوقاية الصحية ببريطانيا بأن الأشخاص القريبين من شخص مصاب في محيط متر واحد ولأكثر من ساعة عرضة لخطر الإصابة بالمرض، وهذا ما حذر منه أيضا دونالدسون وأكد أن المخاوف تزداد بشأن الذين يعملون في أماكن مغلقة ومتقاربة في المكاتب وأثناء السفر معا في المواصلات العامة والقطارات والحافلات.أما (ديلي تلغراف) فقد أوردت أن المكسيك فرضت قواعد جديدة صارمة بعد تفشي أنفلونزا الخنازير في البلاد، فقد أجبر عمال المكاتب هناك على الجلوس بعيدا عن بعضهم لمسافة نحو المترين، ويجب على مرتادي دور السينما أن يكون على يمين ويسار وأمام وخلف الواحد منهم كرسي فارغ، في حين يسمح للمطاعم باستقبال 50% فقط من الزبائن بما في ذلك أطقم العاملين ويجب عليهم أن يرتدوا أقنعة. أما الشركات فقد تم حثها على عدم عقد اجتماعات.وأشارت الصحيفة إلى أن بعض القواعد الجديدة أتت ثمارها، فقد أخذ عمال النظافة يسارعون في تنظيف كل شيء في محطات قطار الأنفاق بدءا من مقاعد القطارات إلى آلات التذاكر وتقديم سوائل التطهير للزبائن.[c1]نقتل المدنيين ونلوم غيرنا :[/c]قالت صحيفة (ذي إندبندنت) «بالطبع سيفتح تحقيق, ثم يقال لنا إن المدنيين الأفغانيين الذين قتلهم القصف الأميركي كانوا يستخدمون دروعا بشرية من طرف طالبان وسنعبر عن أسفنا العميق لقتل أناس أبرياء, لكننا سنحرص على أن نؤكد أن ذلك كله خطأ الإرهابيين وليس خطأ طيارينا الشجعان ولا قوات البحرية الأميركية الخاصة التي استهدفت بينما كانت في مهمة استكشافية في بالا بولوك وغنجاباد.».بهذه الكلمات بدأ روبرت فيسك مقاله بصحيفة (ذي إندبندنت )البريطانية تعليقا على الغارات الأميركية الأخيرة بأفغانستان وما خلفته من قتلى بين المدنيين, مستهجنا تشابه التكتيكات الإسرائيلية والغربية في مثل هذه العمليات.وبنبرة لا تخلو من التهكم, يقول إنه «عندما تدمر القوات الأميركية بيوت العراقيين, تفتح تحقيقا. آه! وكم يحب الإسرائيليون التحقيقات رغم أنها نادرا ما تكشف عن أي شيء».ويؤكد أن ذلك إنما هو تاريخ الشرق الأوسط الحديث, «فنحن دائما على صواب وإن لم نكن كذلك, فإننا (أحيانا) نعتذر ثم نلقي اللوم كله على الإرهابيين».وتعليقا على ردة فعل الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على ما حل بمواطنيه, يقول الكاتب إن كرزاي المغلوب على أمره بدا وهو يعلق على ذبح الأفغانيين كما لو كان مصدر إلهام للخير عندما دعا إلى «مستوى أسمى من الأخلاق» عند شن الحروب وإلى أن نكون «بشرا أفضل» وقت تنفيذنا للعمليات العسكرية.وعن مبرر القوات الغربية لما تقوم به يرى فيسك أن «المبرر بسيط للغاية» وهو أن «نحيا نحن ويموتون هم».وهو ما قال إنه ينبني على منطق مفاده أننا «لن نعرض أبطالنا الشجعان للخطر على الأرض لمجرد تفادي استهداف المدنيين, لن نفعل ذلك تحت أي ظرف, ولذلك نطلق نيران القذائف الفوسفورية على الفلوجة, ونمطر النجف بقذائف الدبابات, رغم معرفتنا المسبقة بأننا نقتل مدنيين»، وهذا هو بالضبط ما تفعله إسرائيل كما يقول فيسك وهو يبرز تطابق التكتيكات الإسرائيلية والتكتيكات الغربية في هذا الشأن ويضرب كأمثلة على ذلك ذبح حلفاء إسرائيل 1700 فلسطيني في مخيمات اللاجئين بصبرا وشاتيلا عام 1982, وقتل إسرائيل نفسها أكثر من ألف مدني لبناني في حربها على هذا البلد عام 2006, ثم قتلها أكثر من ألف فلسطيني في عدوانها على غزة هذا العام، فالسياسة التي يتبعها الغرب وإسرائيل واحدة وهي, حسب الكاتب أنه «كلما قتلنا مسلحين -إرهابيين بالطبع- فذلك تكتيك الدروع البشرية كما هو معهود».