لقاهرة / متابعات :بعد 180 عاما على رحلة الكاتب المصري رفاعة الطهطاوي الى فرنسا ينطلق الروائي العراقي علي بدر هذا الاسبوع في رحلة نفسها متتبعا خطى الطهطاوي من مصر الى باريس. وقال منظم الرحلة (المركز العربي للادب الجغرافي-ارتياد الافاق) في أبوظبي في بيان ان رحلة الكاتب العراقي الحائز على جائزة ابن بطوطة للادب الجغرافي عام 2005 تأتي ضمن برنامج خاص بالفائزين يرعاه الشاعر الاماراتي محمد أحمد السويدي بهدف اعادة قراءة مشروع النهضة العربية.وقال الشاعر السوري نوري الجراح المشرف على مشروع (ارتياد الافاق) ان رحلة الكاتب العراقي ستبدأ يوم الاثنين المقبل ويتتبع فيها مسار رحلة "الرحالة العربي الشهير" الطهطاوي (1801 - 1873) في القرن التاسع عشر من مدينة طهطا الى باريس مرورا بخمس مدن هي " الاسكندرية ومارسيليا وليون وارل وايكس برفونس."ويرى مفكرون عرب أن رفاعة رافع الطهطاوي الذي ولد بمدينة طهطا في صعيد مصر هو أبرز طلائع التنويريين العرب وأحد بناة النهضة الثقافية العربية الحديثة. وكان يعمل بالازهر في القاهرة ثم أتيحت له عام 1826 فرصة السفر الى باريس مع بعثة ضمت 40 شابا لكنه نبغ بينهم وتعلم الفرنسية وترجم عنها كتبا منها (قلائد المفاخر في غريب عوائد الاوائل والاواخر) اضافة الى تأليف كتب منها (تخليص الابريز في تلخيص باريز) و/مناهج الالباب المصرية في مباهج الاداب العصرية/ و/المرشد الامين للبنات والبنين/.وعاد الطهطاوي عام 1831 وأنشأ بتشجيع من والي مصر محمد علي مدرسة الالسن عام 1835 كما حرر صحيفة (الوقائع المصرية) ومجلة (روضة المدارس).وتأسست جوائز ابن بطوطة للادب الجغرافي عام 2003 بهدف تشجيع أعمال التحقيق والبحث في تراث أدب الرحلات اضافة الى تشجيع الادباء العرب المعاصرين على تدوين يومياتهم في السفر وحث الدارسين على الاهتمام بأدب الرحلة.وتقيم دار السويدي ندوة سنوية عن أدب الرحلة في احدى العواصم العربية أو الاجنبية.وفاز بدر العام الماضي بجائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة عن كتابه (خرائط منتصف الليل) وهو رحلات الى اسطنبول وأثينا والجزائر وطهران.وقال الجراح ان رحلة الروائي العراقي تعتمد على قراءة المتغيرات البيئية والحضارية من خلال "مساءلة حلم الطهطاوي في تأسيس المدينة العربية على نموذج باريس وقراءة المتغيرات البنيوية من الناحية الثقافية والاجتماعية والعرقية والسياسية للمدينة التي شكلت حلما للنخبة العربية في القرن التاسع عشر ومن ثم قراءة واقع نقل الثقافة الغربية الى العالم العربي أي قراءة المشروع العربي في بناء الدولة الحديثة والكيفية التي تم فيها طرح أسئلة الحداثة."وأضاف أن هذه الرحلات تهدف الى بناء جسور الحوار بين الثقافة العربية والثقافات الاخرى.وأشار الى أن رحلة العراقي بدر ستستمر شهرا ثم يسجلها في كتاب استنادا الى يومياته وملاحظاته ومشاهداته ولقاءاته مع شخصيات أدبية وفكرية فرنسية وعربية مهاجرة. وسيصدر الكتاب عن (دار السويدي) ضمن برنامج نشر خاص بهذه الرحلات على خطى الرحالة السابقين كما تترجم هذه الكتب الى لغات أخرى.وقال ان الرحلة تهدف الى قراءة معاصرة للمدينة الغربية ومقارنتها برؤية الطهطاوي مع تقديم وجهة نظر معاصرة للقضايا التي طرحها الطهطاوي ومنها (واقع المرأة الغربية) و/الصحافة العربية في باريس/ و/الخريطة السياسية/ كما تشمل الرحلة بعض اللقاءات مع الشعراء الفرنسيين وقراءة أثر الشعر الفرنسي على العربي وزيارة المقاهي الادبية وروادها العرب وزيارة شارع هوش في باريس الذي أقام فيه الطهطاوي أثناء رحلته.وأضاف أن الرحلة تشمل أيضا قراءة أثر رحلة الطهطاوي في الكتابات الادبية اللاحقة والتي أصبحت باريس ميدانا لها ومنها (ذكريات باريس) لزكي مبارك و/الرحلة الباريسية/ لمحمد المويلحي و/عصفور من الشرق/ لتوفيق الحكيم و/أديب/ لطه حسين و/الحي اللاتيني/ للبناني سهيل ادريس و/عودة الذئب الى العرتوق/ للبناني الياس الديري و/هابيل/ للجزائري محمد ديب و/السيد ومراته في باريس/ لبيرم التونسي.
|
ثقافة
على خطى رفاعة الطهطاوي
أخبار متعلقة