كتب / إقبال علي عبد اللّهتـ/ علي الدرب- أمس - السابع من مايو - احتفل الزملاء في صحيفة ومؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر بمرور عام على العافية التي سرت في جسد المؤسسة والصحيفة بعد أن كان الحال قد وصل بدخول هذه المؤسسة العريقة وصحيفة "14أكتوبر" إلى غرفة الإنعاش في انتظار إصدار شهادة وفاتها.- عام على صدور قرار فخامة رئيس الجمهورية بتعيين قيادة جديدة للمؤسسة والصحيفة برئاسة الزميل الصحفي المتميز مهنياً وإدارياً / أحمد محمد الحبيشي/ وهو بالمناسبة أحد أبناء صحيفة "14 أكتوبر" عشق فيها الحرف وأمتهن الكتابة وظل وفياً لها خلال سنوات تنقله في العديد من المواقع القيادية الصحافية والإعلامية، حتى عاد إليها العام الماضي حاملاً مشروع حلم كبير كاد أن يموت منذ اليوم الأول لوصول / الحبيشي/ إلى قيادة المؤسسة والصحيفة، نتيجة الصدمة القاتلة التي واجهته بسبب الأوضاع المزرية التي كانت تسود المؤسسة والصحيفة ولولا لطف الله ومده للحبيشي بالقوة التي جعلته مواجهاً شرساً ومتحدياً صلباً لهذه الأوضاع ورموزها ومخلفاتها لكان الرجل إمّا فرّ هارباً غير نادمٍ أو بقي مستسلماً يقبل الانكسار أمام الواقع المثير للشفقة لينضم بعد ذلك إلى سجل الفاشلين الذين عجزوا عن تحقيق شيء يذكر سوى نهب المؤسسة وطمس تاريخها الجميل.. غير أن /الحبيشي/ كما قال في أول لقاءٍ مع كوادر وموظفي المؤسسة والصحيفة : ""أنا أحمل أمانة الرئيس القائد في تصحيح الأوضاع وإعادة (14أكتوبر) إلى سابق مجدها«.. مدرسة تخرج منها أعلام شامخة تزين أسماؤهم صدر الوطن .. رحمهم الله لو كانوا على قيد الحياة وشاهدوا ما وصلت إ ليه المؤسسة قبل يونيو العام المنصرم، لماتوا من الصدمة.- لا نتحدث اليوم ونحن في انبهار لما نشاهده من تطور وإنجازات في المؤسسة والصحيفة وصل حد المعجزة قياساً للزمن الذي حدث خلاله هذا التغيير والتطور.. نقول لا نتحدث عن الماضي الذي سرق أعمارنا وجعلنا بمعزلٍ عن التطور التقني لعالم الصحافة والطباعة وكادت به أوضاعنا المعيشية المزرية توصلنا إلى "الشحاتة".. نتيجة الاحتقان الذي وصلنا إليه.. بل نتحدث عن مسيرة التحديث والصبر ومقاومة الفساد والفاسدين والمسطولين.. مسيرة عام (مايو 2005 - مايو 2006م).. الذي في منتصفه الثاني خرجت أكتوبر الصحيفة من غرفة الإنعاش لتعود العافية إلى جسدها، بل ويتجدد في روحها الشباب.. لتكون اليوم وبشهادة الجميع، حتى اعداء النجاح وإن كان ذلك في دواخلهم، في مقدمة الصحف الصادرة في بلادنا.. اتسعت جغرافية توزيعها وارتفع عدد قرائها الذين يشكون نفاذها في الأسواق رغم الزيادة في طباعة أعدادها اليومية.- خلال أقل من سبعة أشهر شهدت المؤسسة والصحيفة بالذات ثورة قلبت الصورة القاتمة السابقة إلى صورة جميلة لا ينكر جمالها، إلا الأعين السوداء التي لا ترى في الجديد المنظور إلا شهادة تؤكد بفقدانها البصر والبصيرة، وانضمت إلى طابور متسولي الصحافة في دكاكينها الصفراء.. لتنفث سمومها وقبحها النتن الذي لا يصدر إلا من أشخاص بقدر ما تترنح أجسادهم «سكارى» تترنح كلماتهم الصفراء بين أنصاف الصحف التي لا تجد سوى القدح والردح طريقاً للتعامل مع أصحاب المشاريع الكبيرة من أمثال الأستاذ/ أحمد محمد الحبيشي/.- في سبعة أشهر أنشأ مركزاً للمعلومات مزوداً بأحدث أجهزة الكمبيوتر مزودة بنظام الإنتر نت العامل على مدار الساعة.. كما أنشأ إدارة التجهيزات الفنية قبل الطباعة إدارة لـ «الإنترنت» يقودها شبابٌ أجادوا التعامل مع العالم.. يسهرون الليل ليصحو العالم ليرى وجه صحيفة "14 أكتوبر" على موقعها الإليكتروني المتميز.. مساحة لهذا المنجز الذي ظل الزملاء في الصحيفة يحلمون به أعواماً طويلة ولم يتحقق حلمهم، لأنّ الباسطين على المؤسسة كان همهم ليس التطوير بل "النهب" ـ والعياذ باللّه ـ.. وتحقق اليوم وصارت "14أكتوبر" كحلاً للعيون كل صباح..- لم يبذّر /الحبيشي/ الأموال من أجل تحقيق هذا الحلم، كما أشاع المسطولون، ذلك في دكاكين صحفهم.. بل حوّل غرفة كانت مسكناً للثعابين إلى صالة زجاجية متعددة الأجنحة والغرف وخلال وقت قياسي تم إغلاق المقر القديم للصحيفة الذي كان عبارة عن شقة خارج المؤسسة وأصدر الحبيشي قراراً حازماً بنقل الأجهزة الفنية وكانت قليلة جداً لاتزيد عن جهازين إلى هذه الصالات الحديثة وضاعف عدد الأجهزة حتى أصبحت تزيد عن العشرين جهازاً .. وتم فعلاً إغلاق ذلك المقر ما أدى الإضرار بمصالح الفاسدين والفاشلين والمساطيل الذين شنوا على الحبيشي حملة شعواء فور بدء ظهور نتائج الإصلاحات بعد شهرين من تحمله المسؤولية.. وأصبح الفنيون وسكرتارية التحرير يعملون في هذه الصالات التي أذهلت كلَّ من زارها - وفي مقدمتهم - وزير الإعلام الأستاذ حسن اللّوزي ، ووكيل وزارة الإعلام الأستاد محمد شاهر.- هذه الصالات الزجاجية تتوافر فيها أجهزه »كمبيوتر« حديثة واجهزة تكييف راقية ونظام حديث للإضاءة ، وكانت قبل ذالك مستودعاً ضخماً للحديد الخردة والعقارب والأفاعي !!.- ولم يُخطئ أحد الزملاء عندما قال بصوتٍ عالٍ للأستاذ حسن اللّوزي :"هنا كان يسكن الحنش !!". - في جانب آخر تغيرت الأوضاع المعيشية للصحافيين والعاملين في الصحيفة والمؤسسة، عادت حقوقهم من علاوة العمل الإضافي والإنتاج الفكري والمكافآت بشكل منتظم شهرياً.. بعد أن كانت ما قبل مايو 2005م.. تصرف فصلياً وأحياناً كل نصف عام.. وتحقيق ذلك جاء كما يقول الأستاذ/ الحبيشي: "بإيقاف صنبور النهب والابتزاز والصرف العشوائي غير القانوني على "الأحبة والأصدقاء " وطابور المسطولين الذين يبتزون المؤسسة بمناسبة أو غيرها".- الفنييون والمخرجون في التجهيزات الفنية كانوا يستلمون خمسمئة ريال مقابل عملهم أيام الخميس والجمعة ، فاصبحت بعد إغلاق الصنابير عن جيوب الفاسدين والمساطيل ستة آلاف ريال ، بواقع ثلاثة آلاف عن أيام الخميس وثلاثة آلاف عن أيام الجمع ، وكذالك الحال زادت مستحقات العامليين في مختلف الأقسام .. ولكن والحق يقال فقد نشفت وافلست جيوب لصوص الإعلانات وروّاد الحانات الذين تضرروا من هده الإصلاحات .. ولا لوم عليهم إن نهقوا وزعقوا ارسلوا (الفاكسات) الى المنظمات الدولية وكوفي عنان وعمرو موسى للمطالبة بإنقاذ (14أكتوبر) من هذا (الحبيشي) الذي اخرجها من غرفة الإنعاش.- لا إطالة.. اليوم وبعد أن خرجت الصحيفة والمؤسسة من غرفة الإنعاش وعادت العافية إلى الجسد "الأكتوبري"وتجدّد الشباب فيه.. يحق لنا أن نفتخر بكل ما تحقق والقول بصوتٍ عالٍ: "شكراً فخامة رئيس الجمهورية"، لقد أتيت بالزهر وأبعدت عنّا الأشواك".. وننتظر نتائج ماتبقّى من تنفيذ خطة تطوير الصحيفة والمؤسسة بإدخال أول وحدة متكاملة لفرز الألون وأول مطبعة مسطحة متعددة الرؤوس لطباعة الملاحق الملونة والصحف "التابلويد" هذا العام 2006م وصولاً إلى حلم عدن وأبناء وسكان عدن والصحفيين في مؤسسة 14أكتوبر لإدخال مطبعة حديثة ملونة تليق بتاريخ هذه المؤسسة ومكانتها ونتمنى أن نراها في 2007م حقيقةً ساطعة بفضل رعاية واهتمام فخامة الرئيس القائد علي عبداللّه صالح ودولة رئيس الوزراء الأستاذ عبدالقادر باجمّال ومعالي وزير الإعلام الأستاذ حسن اللوزي .