صباح الخير
هكذا تدور عجلة الزمن وتتجدد أيام العام، وهاهو شهر رمضان المبارك يهل علينا بعد يوم أو يومين ببركاته ونفحاته الكريمة،إنه شهر القرآن الكريم.. شهر الدعاء.. شهر الجود والكرم.. وما أجمل أن يعيش الإنسان في كل لحظة من لحظات العمر في رحاب ربه ويريح نفسه بدعاء خالقه إنه مجيب الدعاء.وما أسعدك حين تجرد نفسك من كل شيء، وتتجه إلى الله رافعاً أكف الضراعة مبتهلاً إليه معترفاً بعجزك وتقصيرك داعياً إياه بقلب سليم ونفس صافية، لتشعر حينها بالراحة والاطمئنان والاستقرار النفسي والجسدي.. هذا هو شهر الخير والرحمة والتوبة والبركات، شهر تصوم فيه البطون والأنفس وكذلك الألسن عن أذى الآخرين ورميهم بالكلمات التي تخدش ليس الإنسان وكرامته فحسب، بل تخدش الحياة التي نحيا فيها نعمة من الله.أقول ذلك كمدخل لحديث قصير الكلمات ومركز المعاني ولكنني أعتقد أنه يحمل الكثير والكثير من الدلائل التي نعيشها اليوم، وأبرزها الغلاء غير المبرر الذي جعل الإنسان في هذا الوطن المعطاء يمشي وكأنه عالم حسابات يضرب ويقسم يمارس كل أنواع الحساب ظناً منه أنه سيضع معادلة مناسبة بين راتبه واحتياجات منزله المتضمن أولاده وأسرته، من القوت الضروري.. ناهيك عن أن متطلبات الشهر الكريم مضاعفة عن بقية الأشهر.. وقولنا أن هذا الغلاء غير مبرر نابع من حقيقة لمعايشتنا اليومية لحركة السوق (البيع والشراء)، فبالأمس القريب قالوا إن ارتفاع الأسعار خاصة لمادتي (القمح) و(الدقيق) ناتج عالمي، ولكننا مع كل يوم نجد الأسعار في تصاعد مستمر حتى وصل سعر الدقيق،(خمسين كيلو) إلى قرابة الستة الأف ريال (يابلاش) بعد أن كان عند الإعلان عن الارتفاع العالمي بحدود أربعة الأف ريال.. إذن اين الخلل؟! من المسؤول؟! من الضحية؟!.الخلل في نشاطنا الاقتصادي والتجاري والحكومي الذي فتح الباب واسعاً للتجارة الحرة (القطاع الخاص) على حساب القطاع العام، ولا أقصد هنا أنني ضد القطاع الخاص خاصة وأننا نعيش في عالم العولمة، بل أقصد غياب الرقابة والنظم والقوانين التي تراقب وتنظم وتحاسب هذا القطاع إذا مس المواطنين بأذى وغالى في التعامل السعري معهم.. فالمسؤولية هنا تقع على الدولة والتي كان عليها أن لاتنهى القطاع العام خاصة في مسألة التموين الغذائي للمواطنين الذين هم الضحية الأول والأخير من هذه الحكاية العجيبة والتي بأيدينا حلها وبيد الدولة لو حرصت على حماية المواطنين من جشع بعض التجار عديمي الضمير، فهي قادرة. نقول إن هذا الغلاء الذي جعل المواطنين لايعرفون رأسهم من أرجلهم، سوف يعكر الأجواء الروحانية في هذا الشهر الكريم. وهناك مسألة أخرى باعتقادي واعتقاد الكثيرين أنها سوف تعكر الليالي الجميلة لشهر رمضان المبارك، وهي أفعال إخواننا في (اللقاء المشترك) أحزاب الخلطة العجيبة، أفعال لاترتقي إلى الفعل والنشاط الديمقراطي الحقيقي، فالدعوات المستمرة إلى الشغب في الشوارع وترديد الشعارات المعادية للجمهورية والوحدة والديمقراطية وهي شعارات صيغت بعناية من قبل دوائر استخباراتية خارجية تتعامل معها قيادات انفصالية متواجدة في الخارج كلها تأتي في وقت ينطلق الوطن إلى آفاق واسعة من التنمية والمشاريع الاستثمارية وإلى تنفيذ البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ/ علي عبدالله صالح مرشح المؤتمر الشعبي العام الذي نال ثقة غالبية أبناء الوطن في الانتخابات الرئاسية في سبتمبر العام الماضي 2006م لقيادة الوطن والشعب استمراراً لقيادته الحكيمة التي حققت الوحدة وفتحت باب الديمقراطية لتصون الوحدة.من نافل القول إن هذه الدعوات الخارجة عن القانون والدستور لاتخدم المعارضة التي يتوجب عليها انتهاج منهجية عقلانية تخاطب الناس لاتعاديهم.وللحديث بقية وشهر مبارك ورمضان كريم.
