من المعلوم أنه ليس المراد من الصوم أن يدع الإنسان طعامه وشرابه ثم يدع جوارحه تسترسل في فعل ما حرمه عليها الشرع الشريف، ففي الحديث الشريف الذي يرويه كيسان المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".ويؤيد هذا الحديث الذي رواه أبو صالح رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل، فإن جهل عليه أحد فليقل إني إمرؤ صائم".والصائم في يومه يجب عليه أن يكف جوارحه عن كل القبائح ولا يفعل ما يشين صومه أبداً. والجوارح المأمور الصائم بصيانتها سبعة:الأولى : غض البصر عن النظر فيكفه عن هذه إلى مالا يشغله عن ذكر ربه قال تعالى "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم.." النور.وقال تعالى : "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا".والثانية : صون السمع عن الإصغاء لكل ما يحرم قوله أو يكره، لأن كل واحد منهما يترتب عليه ما يمنع وجود الكمال المطلوب في الأفعال من الرجال الأتقياء.وقد سوى الله بين القول والفعل في الذم فقال تعالى : "سماعون للكذب أكالون للسحت".ولما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "العالم والمتعلم شريكان في الأجر".(أخرجه ابن ماجه)قال القسطلاني رحمه الله: "كذلك قائل القبيح والمستمع له شريكان في الإثم" والله أعلم.الثالثة : حبس اللسان عن النطق بالفحش والبهتان. قال تعالى : "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".لذلك يجب على الصائم أن يتجنب الكذب والغيبة والنميمة، والمراء والفحش والخصومة والجفاء والغلظة مع الناس.قالت حفصة بن سيرين : " الصوم جنة مالم يغرقها صاحبها ويخرقها بالغيبة".الرابعة : البطن: وذلك بأن يحفظ بطنه أن يدخل فيها شيء من رزق حرام، فلا يتفق الصوم مع الغش في المعاملة، أو إنفاق السلعة بالأيمان الكاذبة، والكسب الحرام يتنافى مع الصيام، إذ أن الصائم يكف صاحبه طوال النهار عن أكل وشرب الحلال، فكيف يسوغ له أن يملأ بطنه عند الإفطار من الحرام.الخامسة : الفرج : قال تعالى : "والذين هم لفروجهم حافظون".السادسة والسابعة : اليد والرجل، فلا يمدهما الصائم لمنهي عنه ولا يتخذهما واسطة لمحرم، إذ يتنافى ذلك مع الطاعة التي عزم عليها في صومه.وهكذا يجب على المسلم أن يصون جوارحه عن الآثام حتى يكتمل صومه ويتضاعف أجره.المرجع : 1- كتاب الصيام في الإسلام لمحمد محمود الصواف2- كتاب مدارك المرام في مسالك الصيام للحافظ قطب الدين القسطلاني .
|
رمضانيات
الصيام.. وصيام الجوارح
أخبار متعلقة