إشراقة
الأصل .. كانت الأنثى .. وكانت البدء .. والأنثى المرأة .. هي أس الحياة وقوامها .. بها يكون الرجل .. وبدونها لا يكون .. فقد كانت الأنثى منذ السفر الأول للتكون البشري هي الأساس الذي استند إليه وعليه الرجل كي يتخلق في مراحل نموه وتطوره بدءاً بالمضغة ثم العلقة ثم جنيناً،وكان رحم الأم الأمن و الأمان والدفء والحنان وكان مولوداً .. كائناً . وكان له ثدي الأم وحضنها .. برداً وسلاماً .. فاكهة وأبا لينشأ بعد ذلك رجلاً .. وحتى في وصول الذكر إلى مرحلة “ الرجل” تظل حاجته للأنثى المرأة لا غنى عنها .. أما.. واختاً .. وزوجة..و رفيقة وبنتاً .. وونيساً في ظلمة الحياة.وحتى ما يوصف بلعنة الخروج .. خروج آدم من الجنة من أنه كانت وراءه امرأة “ حواء” فذلك ليس بالشيء الذي يؤخذ عليها كوصمة عار في جبين المرأة تطاردها منذ نشأة الخلق الأولى إلى الزوال .. إذ أن هذا الأمر الفعلة ما كان مقدراً له أن يكون لولا حكمة إلهية أرادها الله سبحانه وتعالى.. بسم الله الرحمن الرحيم “ .. وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين” صدق الله العظيم البقرة - 36- . ولذلك فإن تخصيص يوم الثامن من مارس كل عام يوماً للمرأة يحتفى به.. أمر أقل ما يوصف به إنه هين .. لا تتجاوز مكانة المرأة عند “ مبتدعيه” أركان غرفة النوم فهم بهذا يمتهنون آدمية وكرامة المرأة .. إذ يتجلى ذلك من خلال طريقة الاحتفاء التي أخذت تتناقص عاماً بعد عام .. لتبقى في الآخر مجرد ذكرى وحتى قرار الأمم المتحدة “ بالتنصيب “ يوم 8 مارس فهو أكثر إذلالاً وكأن المرأة غير قادرة على قيادة دفة هذا المرفق أو ذلك أو الإبداع في هذا المجال سوى ليوم واحد لأن قدرتها ناقصة.. وهم بذلك يلتقون مع الرعاة الجدد “ بأن المرأة ناقصة عقل ودين.وشاهد آخر .. ترى لماذا لا يتم تخصيص يوم للرجل يحتفى به كل عام.. بل يومين .. أليس هو بقائم على المرأة .. وله مثل حظها مرتين..كلا .. إن لفي الأمر رؤية أخرى من زاوية ضيقة.إن الله سبحانه وتعالى قد كرم المرأة وقدرها حق قدرها ليس في أحكام الإسلام و لكن في سائر الأديان السماوية .. ويكفينا أن نتذكر حديث خاتم الأنبياء وإمام المرسلين حين سأله أعرابي من أحق الناس بحسن صحابتي فقال صلى الله عليه وسلم : أمك .. قال الأعرابي ثم من .. قال : أمك .. قال ثم من قال أمك”وأيضاً ألا ندرك ما هي حكمة المولى عز وجل في أن ينادى الرجل يوم القيامة باسم أمه.إن “الابتداع “الجديد في أن “ المرأة” “ عورة” جسماً .. وصوتاً .. ونفساً .. لهو أفك مبين ويرمي إلى مقاصد ذات أبعاد عميقة تهدف إلى تجذير “ دونية المرأة” وتخصيصها لتحقيق متعة الرجل في الفراش وإعداد الطعام وغسل الملابس .. حيث لا يرون في المرأة عنصراً فاعلاً ذا شأن يسهم في صنع التحولات وبناء المجتمعات مثلها مثل أخيها الرجل ..وقد أحسن الشاعر حين عبر بلسانه عن حال الناس: “ الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق”.إن من حق المرأة علينا ..كأم .. وكزوجة وكزميلة.. وكابنة .. أن ننحني لها إجلالاً وتقديراً .. فهي نعمة الحياة .. والعنصر الرئيسي في وجودنا وتواجدنا .. قال تعالى في محكم آياته “ ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن”وأن لا يتقيد احتفاؤنا واحتفالنا بها بيوم “يتيم” من قوام ثلاثمائة وخمسة وستين يومأً بل أن يكون في كل لحظة وحين.ومع ما تحقق للمرأة في بلادنا من مكاسب ومنها قانون تحديد سن الزواج للفتيات المقر مؤخراً من البرلمان رغم ما يلقى من معارضة من قوى الظلام ، وكذلك مشروع التمكين السياسي للمرأة وغير ذلك إلا أن طموح المرأة ما زال متسع الأفق ومن حقها علينا تلبية ذلك .وكل يوم و” هي “ بخير وألف قبلة وقبلة نطبعها على جبينها مع إطلالة شمس كل نهار.