في تقرير إقليمي هو الأمثل من نوعه للأمانة العامة لجامعة الدول العربية
[c1]* 14 بليون دولار إجمالي التحويلات السنوية [/c]كتب / أمين عبد الله قدر العدد الإجمالي للمهاجرين العرب مابين 15و20 مليون مهاجر , منهم خمسة ملايين فلسطيني و7ر2 مليون مصري , وحوالي 3 ملايين مغربي ومليونين لكل من المهاجرين اليمنيين والجزائريين وفيهم 800 الف تونسي ومثلهم من لبنان و السودان , فيما يبلغ عدد المتجنسين أكثر من ذلك مع الأخذ في الاعتبار ان التقديرات تختلف كليه بين جهة واخرى خصوصاً بين الدول المستقبلة والدول المرسلة , وذلك حسب التقرير الاقليمي لهجرة العمل العربية 2006م , والذي يعد الاول من نوعه تم اصداره ضمن سلسلة الدراسات والتقارير حول السكان والتنمية في المنطقة العربية الصادرة عن الامانة العامة لجامعة الدول العربية ممثلة بادارة السياسات السكانية والهجرة "القطاع الاجتماعي " ويسعى هذا التقرير الى اقرار عرف علمي في مجال البحث حول الهجرة الدولية في الاقليم العربي , كما يقدم التقرير عرضا توضيحيا لابرز معالم حراك قوة العمل العربية بين البلدان العربية والى خارجها , وكذلك لاهم التحولات التي طرأت على تيارات الهجرة وخصائصها خلال الحقبة الاخيرة . وقد اشار هذا التقرير الى ان العدد الاجمالي للمهاجرين العرب يقدر ما بين 15 و20 مليون فرد , منهم حوالي خمسة ملايين فلسطيني, و2.7 ملايين مصري , وحوالي 3 ملايين مغربي , ومليون جزائري , ومليون يمني , و800 الف تونسي , وما يزيد على 600 الف لبناني , وحوالي 600 الف سوداني . وان تقدير عدد السوريين واللبنانيين المقيمين او المتجنسين بامريكا الجنوبية يبلغ عدة ملايين , وتقدر بعض الجهات عدد المهاجرين السوادنيين كذلك بعدة ملايين , هذا مع الاخذ في الاعتبار ان التقديرات قد تختلف كليا بين جهة واخرى خصوصاً بين الدول المستقبلة والدول المرسلة .واوضح التقرير ان الهجرة العربية مقارنة بالهجرة من اقاليم وقارات العالم الاخرى تتميز بتنوع شديد في اشكالها وانماطها , حيث تشمل :الهجرة الخارجية , سواء الى البلدان العربية الاخرى او الى بلدان اجنبية والهجرة الوافدة من البلدان العربية الاخرى او من بلدان العالم الاخرى , والهجرة العابرة القادمة عادة من بلدان افريقيا جنوب الصحراء والتي عادة ما تكون مقاصدها احدى البلدان الاوروبية والهجرة القسرية نتاح الاحتلال الاسرائيلي او نتاج الحروب والنزاعات التي اجتاحت العديد من الدول العربية .ويضيف التقرير بان البلدان العربية تتوزع ما بين بلدان مرسلة اساسا للعمالة مثل بلدان المغرب العربي عدا ليبيا , واخرى مستقبلة اساسا للعمالة مثل بلدان مجلس التعاون الخليجي وليبيا , وثالثة مستقبلة ومرسلة في الوقت مثل نفس الاردن , ولهذه الاسباب فان ظاهرة الهجرة العربية تعتبر من اكثر الظواهر الاجتماعية تعقيدا وصعوبة في الدراسة والرصد والتشخيص .ويفيد التقرير ان من المستجدات في تيارات تنقل هجرة العمل كتوجه عام وبخاصة نحو بلدان الخليج العربية خلال السنوات الاخيرة هو انحسار فرص هجرة العمل العربية حيث انخفضت نسبة المهاجرين العرب في بلدان مجلس التعاون الخليجي من 72% من اجمالي المهاجرين عام 1975م الى 31% عام 1990م , ووصلت بعض التقديرات الى ما بين 25% ـ 29% فقط في عام 2002م , في الوقت الذي تزايدت فيه نسبة العمالة الاسيوية الى قرابة ثلثي العمالة الوافدة الى الخليج وتذهب بعض التقديرات الى ان مجموع الهنود وحدهم في الخليج يقارب مجموع المهاجرين من مصر و اليمن وسوريا والاردن .ويضيف: ورغم انحسار فرص انتقال قوة العمل العربية بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي , ورغم استمرار وتدعيم سياسة غلق الحدود ومنع الهجرة بالنسبة للدول الاوروبية , فانه يلاحظ مع ذلك استمرار تيارات هجرة العمل العربية باحجام مهمة, وفي بعض الحالات باحجام اكبر كما هو الحال بالنسبة للهجرة المغربية التي تضاعف عددها خلال ألاثنتي عشر سنة الاخيرة (1993ـ 2004م) بنسبة نمو سنوي بلغت 6.3% وهو ما يعادل 5 مرات نسبة نمو سكان المملكة المغربية .ويبين التقرير ان حراك العمل المغربي يتوزع بالمناصفة تقريبا بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين المهاجرين الى البلدان الغربية المصنعة "كاوروبا" خصوصاً فرنساء والمانيا , وحديثا اسبانيا وايطاليا وهولندا , وامريكا وكندا, وتتميز الهجرة العربية الى امريكا وكندا بارتفاع المستوى التعليمي بين افرادها مقارنة بالهجرة العربية الى البلدان الاخرى .ويظهر التقرير ان ما يميز خصائص الهجرة العربية ـ خلال الحقبة الاخيرة ـ هو ارتفاع نسب المتعلمين بين المهاجرين الجدد وتنامي هجرة العقول والكفاءات واصحاب المهارات العليا, حيث ارتفعت على سبيل المثال نسبة المهاجرين من المغرب الحاصلين على الثانوية العامة من 20.2% مابين عام 1970و1984م لتصل الى 44.1 خلال التسعينات وارتفعت نسبة الجامعيين من 5.9% الى 15.8% خلال الفترة نفسها. كما تنامت هجرة الكفاءات المتخصصة من ذوي التحصيل العملي المرتفع سواء داخل الاقليم العربي او خارجه , حيث يقدر ان ما يزيد على مليون مهاجر عربي في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي للتنمية (OE,D) هم حاصلون على شهادات جامعية عليا, وهي اقل بكثير من الاعداد الحقيقية , كما يقدر عدد الاطباء الذين يهاجرون سنويا نحو البلدان الاوروبية بحوالي 5000 طبيب وعدد المهاجرين سنويا من الحاصلين على شهادات جامعية من الجامعات العربية بحوالي 70 الف جامعي من مجموع 300 الف متخرج سنويا من الكليات العربية .وحول حجم تحويلات المهاجرين ووقعها الايجابي ببلدان الارسال العربية , فقد اشار التقرير الى ان التحويلات السنوية للمهاجرين من بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا تبلغ حوالي 14 بليون دولار , وهو ما يعادل 2.3% من الناتج المحلي الاجمالي لهذه الدول وما يعادل 4 اضعاف المساعدات الحكومية التي تتلقاها دول المنطقة جمعاء . وتعتبر هذه التحويلات موردا رئيسيا لاقتصادات دول الارسال , حيث تمثل ـ على سبيل المثال ـ 31.8% من العجز في الميزان التجاري في تونس , و84.0% بالنسبة للمغرب , وتفوق مورد السياحة في هذه الاخيرة , كما ساهمت وفودات المهاجرين وتحويلاتهم في الحد من الفقر , حيث مكنت ـ على سبيل المثال ـ تحويلات المهاجرين في خفض نسبة الفقر في المغرب بحوالي 20% , كما اسهمت تحويلات المهاجرين بشكل عام في تحسين الاوضاع الصحية لاسر المهاجرين والاوضاع التعليمية للابناء , وفي خلق مواطن عمل وتنشيط عدة قطاعات انتاج على المستوى المحلي , وبخاصة الانشطة الاقتــــصادية ذات العلاقة بقطاع البناء .