أضواء
عبد العزيز المحمد الذكير بعد الحديث المتكرر عن قيادة المرأة للمركبات أحاول أن أجد مدخلا آخر غير الطريق الذي اعتاد الكتاب سلوكه . فالكتابات تناولت مسألة احتمال كشف وجه الأنثى وأيضا تناولت احتمال تعطل المركبة وحيرة المرأة يتقدم لمساعدتها وتناولت أيضا علاقة المرأة في من بسلطات السير والأمن وكيف يمكن محادثتها في أمر ذي علاقة بالمرور وأيضا جاءت كتابات تناولت التحرش والمطاردة من قبل شباب يطاردون الفتيات وهن بصحبة الأهل والسائق . ثم - أو كانت الأولى - وردت نصائح وعظات تحرّم الموضوع جملة وتفصيلا ، لأنه مدعاة فساد وإهمال لشؤون المنزل والأسرة والأطفال . وجاء المؤيدون بتفاصيل وأدلة كون المرأة استعملت وسيلة مواصلات قديمة كالجمال والحمير . وآخر ماسمعنا أن الفتاة السعودية حصلت على إجازة طيران مدني . والصوت القوي كان أن الفتاة السعودية حصلت على رخص القيادة - بعد امتحان - من دول تحكم السير فيها أنظمة وتحفظات دقيقة إن لم نقل صعبة جدا ، مثل بريطانيا وأمريكا وبعض دول الجوار . ومن ضمن ماجاء من اقتراحات تحديد سن المرأة ، ثم الانتقال إلى مرحلة أخرى ، أو تحديد الوقت الذي يمكن للمرأة أن تقود فيه سيارتها . أو عمل المرأة مثل ذوات المهن الطبية . وهناك من قال إن السلطات الحكومية تنتظر قبولا - شبه جماعي - من المجتمع (معنى هذا أن التحريم غير موجود) . الموضوع الذي في ذهني الآن ، ولا أرى أحدا تحمّس له هو البنية الأساسية لطرقنا ، وانعدام أولويات الدوارات والتقاطعات والدوران إلى الخلف (اليو تيرن) ففي البلدان التي أخذت منها الفتاة رخصتها ، كل شيء مقنن ومعروف عند مرتادي الطرق ، مشاة وركبانا ، وسنن الواقف ومعاني الإشارات . وماذا يفعل قائد أو قائدة المركبة عند التوقف المفاجئ ، ومدى استجابات الإخلاء ، وربما الإسعاف في الموقع . فأين هذه الإمكانات البدهية لقيادة أيّ كان رجلا أو امرأة؟! ما أدرجته إلاليس محاولة لرصد بعض النقاط التي أراها مهمة وليس طغيان ضجيج المعركة الدائرة. مع أن المرأة - كما لاحظنا - غائبة عن هذه القضية، رغم أنها هي محور النقاش، صحيح أنه يوجد بعض النساء شاركن على استحياء، إلا أن أغلب متعاطي القضية كانوا من الرجال. ونعترف أن المرأة ليست غائبة عن قضية القيادة فقط، بل عن أغلب قضاياها إن لم نقل كل قضاياها مع أن المجتمع يزخر بنساء عالمات وأكاديميات ومثقفات .*عن صحيفة ( الرياض) السعودية