الهرمونات ليست المتهم الوحيد في أمراض السمنة
القاهرة/ 14 أكتوبر / وكالة الصحافة العربية: جاء التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية مؤخراً، والذي وضع السمنة المفرطة في المركز الثاني بعد التدخين مباشرة، من حيث الأمراض الناتجة عنهما، وأهمها أمراض السرطانات، التي قد تؤدي إلي الوفاة، لتثير الكثير من علامات الفزع والتساؤل عن الحل الأمثل للوقاية من السمنة وتجنب أعراضها.التقينا د. خالد جودت، أستاذ الجراحة ورئيس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة ليضع لنا الحل الأمثل للتخلص من السمنة.* هناك اتهام للهرمونات والغدد بأنها السبب المباشر في مرض السمنة.. فما تعليقك؟- هذا الاتهام شائع جداً، علي الرغم من أنه اتهام خاطئ تماماً، لأن الهرمونات والغدد لاتتسبب إلا في %1 فقط من حالات السمنة..والغريب أن نري شخصاً يلتهم أربعة أرغفة من العيش في وجهة واحدة، وينعي بعد ذلك حظه لأن بدانته سببها ضعف في الغدد، مع أن غدد هذا المريض تكون بريئة تماماً.* وماهي الأسباب الحقيقية للسمنة؟- السمنة قد تكون أسبابها وراثية، ولذلك نري السمنة تنتشر في عائلة بجميع أفرادها، والسبب في مثل هذه الحالات هو اشتراك جميع أفراد الأسرة في نفس العادات الغذائية السيئة والتي أدت لسمنتهم، ويرجع السبب الأول في تزايد أعداد المصابين بالسمنة إلي أسلوب الحياة العصرية الذي يمتاز بقلة الحركة والسعرات العالية جداً في الطعام سواء بالمنازل، أو بالمطاعم، والتي تتباري في زيادة حجم سعرات وجباتها لجذب العملاء.* وماهي الأمراض الناتجة عن الإصابة بالسمنة؟- السمنة وباء خطير تفشي في جميع أنحاء العالم وأعداد المصابين به في تزايد مستمر، والسمنة المرضية هي مرحلة متقدمة جداً، تبدأ عندما يزيد الون بـ40 كيلو جرام فوق الوزن المثالي، وعندما تبدأ الأمراض المصاحبة للسمنة في الظهور مثل أمراض القلب وقصور الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة لمرض السكر بمضاعفاته المعروفة علي جميع أجهزة الجسم، وأمراض التنفس بداية بالشخير المزعج إلي فشل التنفس وآلام الظهر وتآكل المفاصل والتي قد تؤدي إلي عدم القدرة علي الحركة، بل وثبت أيضاً أن السمنة تسبب الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي والقولون والرحم، وقد أرسلت مؤخراً جمعية القلب الأمريكية رسالة عبر الإنترنت مفادها.. أن السمنة المرضية تقتل نظراً لأن السمنة المفرطة مصحوبة بالإصابة بجلطات متعددة في القلب في سن مبكرة.* وهل هناك أمراض غير عضوية تسببها السمنة؟- بالفعل، وأخطر هذه الأمراض النفسية الناجمة عن السمنة وهي أخطر من الأمراض العضوية، حيث يصبح الشخص البدين الذي يفشل في التخلص من بدانته منطوياً ومنعزلاً اجتماعياً حتي يصاب بالاكتئاب، والفتيات البدينات تقل فرص زواجهن، وإذا تزوجن فإن فرص الإنجاب لديهم تضعف جداً نتيجة لخلل الهرمونات الذي تحدثه السمنة.[c1]روشتة العلاج[/c]* وماهي روشتة العلاج للوقاية من هذه الأمراض؟- الجراحات هي الحل الأمثل للتخلص من السمنة، حيث إن الجراحات تعطي المريض العلاج الشامل والنهائي للسمنة بدءًا بفقدان الوزن الزائد، حيث يصل المريض إلي الوزن المثالي في خلال عام من الجراحة، ولايعود بعد ذلك للوزن الذي كان عليه قبل الجراحة، وهذا مما يكون مصحوباً بالشفاء من كل الأمراض المصاحبة للسمنة، حيث يتوقف الإنسان عن تناول أدوية الضغط، ويتوقف عن حقن الأنسولين المؤلمة للسكر، وتتحسن حالة القلب، أما عن التنفس فيختفي الشخير المزعج، وكذلك العقم وضعف الخصوبة تختفي بل وتصبح المريضة أكثر خصوبة، وقد واجهتنا مشكلة طريفة مع إحدي مريضاتنا، حيث فقدت 80 كيلو جراماً من الوزن الزائد، واكتشفت أنها حامل رغم أن سنها تعدي الـ40 عاماً، هذا بالإضافة إلي زوال المشاكل النفسية والاجتماعية تماماً بمجرد نزول الوزن.* وماهي أنواع جراحات السمنة؟- هناك عدة أنواع لهذه الجراحات وكلها تساعد المريض علي اتباع أسلوب الحياة السليم وبدون إحساس بالجوع والحرمان، فهناك جراحة بالمنظار ويتم ذلك عن طريق فتحات صغيرة جداً في جدار البطن مثل تحزيم المعدة بالمنظار.. وفيها يبقي المريض يوماً واحداً في المستشفي، وتمتاز هذه الجراحة بإمكان توسيع أو تضييق الجيب بعد ذلك بدون جراحة، وكذلك في حالة ما إذا طلب المريض إلغاء الجراحة بعد عدة أعوام، فإن الغاءها سهل، إلا أن تحزيم المعدة يعطي نزولاً أبطأ في الوزن، وكذلك النزول معه أقل من جراحات السمنة الأخري·[c1]أنواع الجراحات[/c]* وما رأيك في جراحة تدبيس المعدة والتي انتشرت في الفترة الأخيرة؟- جراحة تدبيس المعدة تجري إما بالمنظار أو بالجراحة المفتوحة عبر فتحة صغيرة جداً في جدار البطن ويقيم المريض في المستشفي من يومين لثلاثة وهي تعمل بطريقة مماثلة للحزام، حيث نكون جيباً صغيراً في مدخل المعدة يشعر المريض معه بالشبع بعد أن يملأه وبعدها لايستطيع أن يتناول المزيد من الطعام إلا بعد أن يفرغ الجيب بما فيه من طعام، ويمكن القول إن التدبيس من الجراحات البسيطة التي لا تحتاج إلي تغيير في الجهاز الهضمي، ولكن لها نقطة ضعف وحيدة وهي السكريات، حيث لا يوقف الجيب في أيهما تناول الحلويات والتي تكون في معظم الأحوال سائلة، وهنا نحتاج إلي تعاون المريض في الامتناع عن الحلويات بإرادته، وبهذا فإن المريض إذا كانت مشكلته أساساً في الحلويات فإن وزنه قد يعود إلي حالته ما قبل الولادة.* إذن ما هي الجراحات القادرة علي حل المشكلة لجميع المرضي سواء أكانت مشكلتهم مع الحلويات أو النشويات؟جراحة التدبيس مع التحويل وهي حالياً أكثر جراحة تجري لعلاج السمنة في العالم، وهي تجري بالمنظار ومن فتحة صغيرة جداً في جدار البطن، وهذه الجراحة تعطي نتيجة أفضل علي المدي الطويل للمرضي آكلي الحلويات أو المرضي ضعاف الإرادة أمام الغذاء، وهناك أيضاً جراحة للمرضي الذين لا يرغبون في تغيير أسلوب حياتهم بعد الجراحة ويرغبون في الاستمرار في أكل كميات كبيرة من الطعام وبدون مساعدة منهم.. هذه الجراحة هي جراحة تصغير المعدة مع تحويل للأمعاء.. وهي جراحة خطيرة ولكنها الحل الوحيد لهذه المجموعة من المرضي غير المتعاونين.العلاج المناسب- وماذا عن الجراحات المستخدمة في الدولة العربية؟للأسف الشديد في الدول العربية خاصة دول الخليج لا نستخدم إلا جراحة واحدة وهي جراحة التخريم، ولكن الوضع مختلف تماماً في مصر، حيث تطورت جراحات السمنة بصورة مدهشة، وتخلص الآن المرضي من شحومهم الزائدة، وقد أجريت جراحة لشخص وصل وزنه إلي 400 كيلو جرام وهو الوزن الأثقل علي مستوي العالم، وقد نجحنا مؤخراً من إجراء جراحات تدبيس المعدة مع التحويل حتي وصلنا لإجرائها لأول مرة في العالم من فتحة صغيرة جداً في جدار البطن لاتتعدي 6 سم، وبذلك جمعنا بين مميزات الجراحة المفتوحة والجراحة بالمنظار، وقد قدمت هذه الطريقة الجديدة في المؤتمر العالمي لجراحات السمنة بالمنظار نابولي بإيطاليا، وفي المؤتمر الدولي الثالث عشر لجراحات السمنة المفرطة والمؤتمر الرابع للاتحاد العالمي لجراحات السمنة بالسزبورج النمسا·- وهل جميع العمليات تناسب جميع المرضي؟أهم شيء في العلاج هو اختيار الجراحة التي تلائم حياة المريض، حيث إن بعض هذه الجراحات قد تنجح مع بعض المرضي بشكل كبير ولكنها قد تفشل فشلاً ذريعاً مع الآخرين، وذلك لأن نجاح هذه الجراحات ليس فقط في النزول بالوزن وهو ما ستعطيه جميع هذه الجراحات، بعد عام من إجرائها، لذا يجب علي المريض الحفاظ علي وزنه مدي الحياة، وهذا لن يحدث إلا بإجراء الجراحة التي تلائمه تماماً·- أيهما أكثر عرضة للسمنة الرجال أم السيدات؟السيدات، لأنهن الأقل حركة ونشاطاً، خاصة السيدات العربيات، لأن كثيرات منهن لا تعملن، وهن ربات بيوت فقط، وهذا ما يعرضهن للإصابة بالسمنة بنسبة كبيرة·