احتفل العالم الغربي يوم الاربعاء الموافق 14/2/2007م بعيد الحب فهل نحن العرب والمسلمين في حاجة ماسة لاحياء هذه الفضيلة الغائبة في حياتنا والتي يسمونها الحب ..؟! وهل تطرق ميراثنا العربي والاسلامي لهذه القيمة الانسانية الرفيعة والتسامية قبل الاجانب؟ وهل هي ضرورة ام نافلة من النواقل الزائدة عن الحاجة والكلام الفارغ الذي لاجدوى منه كما يعتقد البعض؟ هذا ماسنتناوله في هذه المقالة القصيرة والمختصرة فكلمة 0حب) تتكون من حرفي الحاء والباء وعند التقاء هذين الحرفين يتحقق الالتصاف والالتحام وتلك هي حقيقة الحب فالحاء حرف يخرج من الحلق والباء حرف يدل على الالصاق والمصاحبة ولايمكن النطق به الا اذا التصقت الشفة العليا من الفم بالشفة السفلي ومن معاني الحب الدنو والاقتراب واللزوام والاقامة والتوقف وعدم الحركة ومما يؤكد ذلك اننا لو نطقنا مقلوب كلمة حب وضدها (بح) لوجدنا ان الشفتين تبتعدان وتفترقان وتتمددان في اتساع وانفساح فالباحة والبحبوحة هي وسط الدار المتسعة.والميراث العربي والاسلامي يعتبر فضيلة الحب اعمق واشمل واكمل من معنى الحب عند الغرب الذي يختزل هذه العلاقة بين رجل وامرأة اوفي شهوة دنيوية آنية زائلة قال تعالي\ى: " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة.." إلخ الآية .. والحب الاسلامي الحقيقي يتسامي ليشمل الكون باكملة دنيا واخرة فيصل ويرتفع ويسموا الى اعلى مرتبة تقترب من الخالق العظيم واهب الحب كله والخير كلة قال تعالى: " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه" وقوله :" ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وداً" واذا كان الغرب يحتفل بعيد الحب في هذا اليوم ويتمظهر بسلوكيات وعادات منافية للقيم العربية والاسلامية السامية فما علينا الان ان نثبت ان في ديننا فسحة لاتحجر فيه ونخالفه بان نستثمر هذه المناسبة التي نحن في حاجة ماسة لها في الوقت الراهن لابراز فضيلة الحب التي هي اكبر وارفع واشمل واكمل من نظرة الغرب القاصرة للحب وانها قيمة انسانية واسلامية اصيلة والاسلام دين عالمي فما احوجنا لإحياء خصلة الحب الغائبة في حياتنا وانفسنا وتجاه الاخرين وتجاه خالقنا اولاً وآخراً وتجاه العالم والكون باسرة وما احوجنا لهذه القيمة السامية الرفيعة في الوقت الذي كثرت فيه الاحقاد والعداوات والضغائن والانشقاقات والتنازع والتناحر والتحاسد والهجر والبعد والقتل والدمار والارهاب والحروب واهلاك الحرث والنسل والفساد في الارض وانتهاك حقوق الانسان والفتن ماظهر منها وما بطن والدليل على افتقارنا لصفة الحب انعدام العطف على الفقراء والمساكين والمحتاجين والبعد عن الله فانتزعت الرحمة من قلوبنا التي اصبحت قاسية كالحجارة وان من الحجارة لما يتفجر منه الماء، ودليل افتقارنا للحب كثرة الاغاني العاطفية والوجدانية التي ملأت الدنيا ضجيجاً عبر وسائل الاعلام المختلفة والتي تضرب وتعزف على وتر الحب والعشق والغرام كتعويض نفسي عما افتقدناه بالفعل في حياتنا من اشاعة المحبة والرحمة والمودة والالفة بل الروحانية الداخلة في باب التعارف والتآلف والاصل الانساني الواحد: كلكم لآدم وآدم من تراب واستلهاماً من قوله تعالى: " وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا..." مع احتفاظنا بخصوصيتنا وقيمنا في زمن تحدى العولمة ...!!
|
ابواب
فلنسأل الرحمن ان يجعل لنا وداً ومحبة
أخبار متعلقة