حريرة وليست عانساً
14أكتوبر / متابعات :فيما تعد عنوسة المرأة ظاهرة غير مقبولة في مجتمعاتنا العربية بشكل عام رفضت النساء العازبات في الأردن تسمية “العوانس” السائدة في الثقافة الاجتماعية، في محاولة لتغيير نظرة المجتمع إليهن. وقالت زكية البوريني رئيسة جمعية “حرائر الأردن” لصحيفة “ذي ناشونال” التي تصدر في أبوظبي باللغة الانكليزية “أن النساء غير المتزوجات يرفضن كلمة عوانس مثلما لايطلبن الشفقة من أحد”. وقالت البوريني “أن فئة العازبات في مجتمعنا فئة مهمشة، على صعيد النظرة المجتمعية أو اهتمام الجمعيات والمؤسسات بها، وتسحب الضمانات لهذه الفئة من المجتمع حال تقاعدها وغياب السند الأسري المتمثل بوالديها بسبب الموت، وهذه الفئة في مجتمعنا لا تلقى أي نوع من الدعم رغم أن نسبة من العازبات قمن بتقديم العون المادي لأسرهن إلا أن المجتمع لا زال ينظر اليهن على أنه لا قيمة لهن ما لم يتتزوجن”. وحول أسم الجمعية الحرائر قالت البوريني “الحريرة: هي الرملة النقية الصافية التي لم تخالطها شائبة، والفرس الأصيلة التي تسبق الخيول، والغيمة كثيرة المطر غزيرة العطاء” مبينة أن في الاسم دعوة ضمنية لتغيير نظرة المجتمع للعز باء. وكشفت دراسة اجتماعية أعدتها وزارة التنمية الاجتماعية عن ارتفاع معدلات العنوسة والعزوبة في الأردن مشيرة إلى ارتفاع عتبة سن الزواج وانخفاض عقود الزواج من عشرة لكل ألف مواطن عام 1997 إلى 8 لكل ألف عام 2006. وأكدت الدراسة أن عدد اللواتي تزيد أعمارهن عن ثلاثين عاما من غير المتزوجات في الأردن وصل إلى 87 ألف فتاة، وكان عدد من الجمعيات الخيرية قد أطلق خلال السنوات الماضية حملات إنسانية واجتماعية للحد من ارتفاع نسب العنوسة والعزوف عن الزواج بين الشباب. وقالت المحامية فاتن دباس “36 عاما” لصحيفة “ذي ناشونال” المشكلة لاتكمن في طبيعة حياتي لأنني عزباء، بل في نظرة المجتمع وتكرار السؤال حول عدم زواجي، وكأن ثمة شيء خاطئ في ذلك!” ويعزى انتشار ظاهرة العنوسة في الأردن إلى الأسباب الاقتصادية، وما يترتب عليها من انتشار البطالة بين الشباب وعدم توفر فرص العمل أمام الكثيرين، وانخفاض وتدني مستوى الأجور والرواتب مقارنة مع متطلبات الحياة الأساسية من مأكل وملبس ومسكن، وعلاقات اجتماعية، ما يجعل الشاب غير قادر على التوفير والادخار والتهيئة للزواج. ويحتاج الشاب في الأردن إلى ما لا يقل عن 10 سنوات ليتمكن من ادخار مبلغ يمكنه من خلاله الإقدام على الزواج، على فرض أنه يستطيع أن يدخر سنوياً مبلغ 700- 1000 دينار، وهو أمر ثبت بالاستقراء صعوبته، بل استحالته عند الكثير من الشباب نظراً لتدني الرواتب.