مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة في ذكرى يوبيلها الأولى
[c1]* البحث العلمي سمة من سمات العصر وأحد معالم ازدهار أي دولة[/c]تعز / أجرى اللقاء / نبيل علي أنعم مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة مركز يرعى العلم والعلماء والفكر والمفكرين والأدب والأدباء والفن والفنانين ويعمل على نشر الثقافة بين جميع أفراد الشعب اليمني بل تخطى ذلك الاهتمام ليشمل العالم العربي كله ويتجسد ذلك من خلال دعوة المؤسسة إلى المثقفين العرب للمشاركة في فعاليات المهرجان سنوياً . فالتوسع الكبير الذي يشمل النشاطات الفكرية وتنوعه والذي تتبناه المؤسسة في مختلف هذه الإبداعات ورعايتها الدائمة للشباب المبدع دليل حقيقي وصادق على التوجه الذي اخطته هذه المؤسسة لتؤكد مصداقية رسالتها والذي تعكس على ارض الواقع في الثقافة والتنمية .ومن هذا المنطلق كان لابد أن نلتقي بالأستاذ/ فيصل سعيد فارع مدير عام هذا الصرح الثقافي العلمي في محافظة تعز الحالمة ونضع عليه أسئلتنا التي أجاب عليها مشكوراً.[c1]مستوى الحضور والمشاركة في فعاليات مهرجان السعيد الثقافي العاشر 2007م هل ينم عن وعي ثقافي أم رابط كبير أحدثه هذا الصرح العلمي الثقافي مع هذه الشريحة المثقفة والمبدعة ؟[/c]ـ أ . فيصل سعيد فارع : بالطبع الحضور النوعي الدائم من المثقفين والباحثين والمبدعين والإعلاميين والشخصيات العامة يمنيين وعرب وأجانب ومشاركتهم الفعالة والمستمرة في فعاليات مهرجانات السعيد وما شهدناه في فعاليات مهرجان السعيد الثقافي العاشر يؤكد حقيقة هذا التفاعل الجاد والمتواصل من قبل هذه الشريحة المثقفة والمبدعة مع هذه المؤسسة العلمية والثقافية العريقة وما تلعبه من دور علمي وثقافي في المجتمع .فالأيام القليلة القادمة تقربنا كثيراً من الذكرى اليوبيلية الأولى لمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة وبدء حضورها الفعلي في المشهد الثقافي اليمني لتحقيق الأهداف النبيلة التي أناطها الأفاضل آل سعيد انعم ومجموعة شركات هائل سعيد انعم وشركاه بها لتهتم بمختلف جوانب المعرفة الإنسانية وتشجيع البحث العلمي ، تكريماً لذكرى المرحوم الحاج هائل سعيد انعم لما قدمه من خدمات لمجتمعه في الميدان التنموي بصورة عامة ، وفي المجال الخيري بصورة خاصة انطلاقاً من حسه الوطني وتجسيداً لأمانيه في تطوير العلوم والتكنولوجيا في بلادنا .[c1]مؤسسة السعيد لعبت ومازالت تلعب الدور الريادي في تشجيع أبناء الوطن في البحث العلمي هل دورها محصور في هذا الاتجاه أم بدأت تتعداه ؟[/c]- أ . فيصل فارع : لقد عنيت مؤسسة السعيد خلال العقد الذي انصرم منذ تأسيسها في سماء يمن اليوم ... يمن المستقبل المشرق المتطور بإذنه تعالى وعزيمة الرجال وفي ظل المناخات الديمقراطية المواتية وطنياً لمثل هكذا فعل وفعالية بالعمل على تحقيق الأهداف التي انيطت بها ومن بينها تشجيع أبناء اليمن على البحث العلمي الجاد وتنشطه وبما يؤدي إلى زيادة المعرفة وان يكون ذا فائدة علمية وعملية لليمن ، والإسهام في تخريج وتطوير جيل من العلماء والخبراء والمتخصصين في ميادين العلوم الأساسية والتطبيقية والتكنولوجية والتنموية والسعي الدؤوب إلى تنظيم المسابقات للعلماء وعلى إجراء تجارب علمية مبتكرة ومطورة وتقديم جوائز للبحوث والأعمال الإبداعية وتنشيط الحركة الثقافية والمساهمة في ترسيخ المفاهيم الثقافية السامية .[c1]نعلم أن جائزة المرحوم الحاج هائل سعيد انعم للعلوم والأدب بدأت بخمسه علوم في 1997م ما هي القفزة النوعية التي حققتها الآن وهل ازدادت مجالات البحث العلمية حالياً؟[/c]- أ . فيصل سعيد: بالطبع تجلى ذلك من خلال مسارات عملها متعددة الأوجه ما لدور الثقافة والعلوم من أهمية في إرساء قاعدة صلبة مضافة لعملية التنمية في الجمهورية اليمنية .. أقول هذا وقد اشتد ساعد المؤسسة وحنكتها في التجارب التي تكتسب مع كل عمل بعيد المدى عميق الغور ، وهو ما تأتى عن طريق تحويل حلم الآباء المؤسسين إلى حقيقة , وهو حلم خلاق لأنه أضحى موئلاً لاشراقة المعرفة التي لم تدرك إلا عبر دروب ومسارات أفضت إلى ما نحن عليه من فضاءات للانجاز .فقد عملت مؤسسة السعيد على جعل البحث العلمي جزءا من نسيج بل وفي مقدمة تعبيرات حضورها انطلاقاً من إدراكها لحقيقة أن البحث العلمي أصبح سمة واضحة من سمات العصر وأحد معالم تطور وازدهار أي دولة من دول العالم , ولكون أن عدد الباحثين والمؤهلين يزداد , وبقدر ما يعنى بهم وبمراكز البحوث ويقدم لهم ولها من إسهام مادي ومعنوي وبقدر ما يعكس ذلك نفسه على تطور وازدهار المجتمع ونمو قدراته وإمكاناته في جميع المجالات , من هنا أتى إنشاء جائزة المرحوم الحاج هائل سعيد انعم للعلوم والآداب التي بدأت بخمسة علوم هي الطبية , والبيئية والزراعية , والاقتصادية , والإنسانية والاجتماعية والتربوية , الإسلامية في عام 1997م لتتسع في عام 1999م إلى ستة مجالات بإضافة مجال الابداع ثم لتحقق قفزة نوعية في الدورة العاشرة بإضافة مجالي الهندسة والتكنولوجيا ,والآثار والعمارة لمجالاتها التي أصبحت ثمان خرجت بها إلى الفضاء العربي بعد أن كانت قصراً على اليمنيين والعرب المقيمين في اليمن .وقد حققت الجائزة خلال دوراتها العشر المنصرمة رصيداً ايجابياً ومهما على المستوى الوطني بما أرسته من تقاليد رصينة وجادة في البحث العلمي وما يتطلبه من مهارات وقدرات كالإبداع والكشف والتفكير الناقد وحل المشكلات وفي التحليل النهائي الإضافة إلى المعرفة جديداً , وبما خلقته من حوافز أمام الباحثين والمبدعين الذين بلغ العدد الإجمالي لمن تقدم منهم للتنافس عليها خلال كامل الفترة (362) باحثاً ومبدعاً , نال شرف الفوز منهم (منفردين ومناصفة) (31) مرشحاً استناداً إلى معايير وأسس عادلة في التحكيم والتقويم .[c1]ما هو دعم ومساهمة مؤسسة السعيد الحقيقي للبحوث العلمية الأصيلة؟[/c]- أ . فيصل فارع : المؤسسة أنشأت صندوق السعيد لدعم البحوث العلمية الأصيلة للباحثين والمتخصصين والأكاديميين في الجامعات والمؤسسات والمراكز التعليمية , وهو عمل يرتقي بسبل التعامل مع البحث العلمي بشكل صامت وخارج نطاق ومنطق التباهي إلى مصاف جديد , وخلال الفترة (15) شهراً (2006 إلى مارس 2007) قدم الصندوق مبالغ نقدية بلغت ما قرابته (39) الف دولار لعدد (8) بحوث .أما مكتبة السعيد فقد نمت مقتنياتها من الكتب وأوعية المعلومات المختلفة من زهاء (25) الف عنوان عام 2000 لتصل في نهاية عام 2006 الى ما يتجاوز (64) الف عنوان محوسبة ومكثفة وفقاً لأحدث الطرق المعتد بها , استفاد منها أكثر من (300) الف خلال الفترة (2000 ـ 2006).وفيما يتصل بمعرض تعز الدولي للكتاب وتقنية المعلومات فقد بلغت عدد الدور المشاركة فيه خلال الدورات الأربع المنصرمة (273) دار نشر أكثر من 85 % منها دور نشر ومكتبات غير يمنية , واتسعت مساحته من (865م2) في دورة انعقاده الأولى لنصل الآن إلى ما قرابته (1190م2) .وساهم مركز السعيد للتراث في إقالة التراث المخطوط من بعض أوجه المعاناة التي تحيق به فتم اقتناء حوالي (240) مخطوطه في نهاية عام 2006 وعمل على خزنها وحفظها وفهرستها وتصنيفها وفقاً للأصول المتعارف عليها وضمن شروط مناسبة .وقد احتضن منتدى السعيد الثقافي الذي أنشئ ليكون فضاءً رحباً لتبادل المعارف والآراء والخبرات خلال الفترة (1998 ـ 2006) ما مجموعة (275) فعالية ثقافية تتوزع بين المؤتمرات والندوات والمحاضرات والصباحيات والمسائيات الابداعية إضافة إلى ورش العمل والاحتفائيات .ولم تغب عن انتباه المؤسسة المسائل الجمالية والفنون البصرية فأنشأت رواق السعيد للفنون الذي نظم (15) معرضاً تشكيلياً فردياً وجماعياً ومهرجاناً لرسوم الأطفال , إضافة إلى احتضانه وتنظيمه مهرجان للفيلم الأوربي وأسبوع الفلم المصري ، وتنظيمه أكثر من (9) معارض فوتوغرافية والمساهمة في دعم (3) مسرحيات , واسكتش , وعرض مسرحي لدمى الأطفال.[c1]ما مدى تواصل مؤسسة السعيد مع مؤسسات المجتمع المدني وكيف مستوى العلاقة معها ؟[/c]- أ . فيصل فارع : المؤسسة بذلت جهوداً طيبة وفي حدود الإمكانات المتاحة لتشجيع ا لمدارس ومؤسسات المجتمع المدني على إنشاء مكتبات في مختلف محافظات الجمهورية بلغ إجمالي ما قدمته بهذا الاتجاه حوالي (4700) كتاب , وأنشأت متحفاً للشاعر الكبير الراحل حسين أبو بكر المحضار بمدينة الشحر ـ محافظة حضرموت .وتساهم المؤسسة بفعالية في محو الأمية الحاسوبية وقد بلغ عدد المتدربين بمركز التدريب على الحاسوب خلال الفترة 2001 ـ 2006 (1066)متدرباً.وكجزء من اهتمامها بتكنولوجيا المعلومات والاستفادة مما أفرزته المنجزات العلمية والتكنولوجية من شبكات اتصالية ومعلوماتية , فقد أرست المؤسسة موقعها على الشبكة العنكبوتية التي بلغ عدد متصفحيها خلال عامي 2005 و 2006 ما قرابته (275) الف متصفح .وهذا يتضح إن قد خطت بعيداً صوب تحقيق أهدافها محاطة برعاية وعناية وانتباه الآباء المؤسسين وهي إلى ذلك في موقع القبول والحظ على المزيد من قبل الوسط الإبداعي والعلمي والإعلامي وكل من تعنيهم قضية المعرفة , ومسكونة بإرادة وجهد متزايدين يبذله كافة منتسبيها .[c1]هل من كلمة تريد قولها ؟ [/c]- أ . فيصل فارع : أريد أن أوجه شكري الجزيل إلى قيادة مؤسسة وصحيفة 14 أكتوبر العريقة وفرعها في تعز ومزيداً من التطور الخلاق لصحيفتنا الغراء 14اكتوبر.