مقديشو/14 أكتوبر/عبدي شيخ: دمرت سفينة حربية هندية سفينة للقراصنة في خليج عدن وخطف مسلحون من الصومال سفنا أخرى بالرغم من تواجد قوة بحرية دولية كبيرة قبالة الصومال. ومنذ خطف ناقلة نفط سعودية عملاقة يوم السبت تحمل شحنة نفط قيمتها 100 مليون دولار في واحدة من أكبر جرائم الخطف في التاريخ خطف قراصنة سفينة صيد تايلاندية وسفينة يونانية لنقل البضائع وسفينة ترفع علم هونج كونج كانت متجهة إلى إيران. وتزايد جرائم القرصنة قبالة الصومال هذا العام أدى إلى زيادة تكاليف التأمين ودفع بعض شركات الشحن إلى تحويل مسار سفنها بحيث تدور حول جنوب إفريقيا كما أدى إلى رد عسكري غير مسبوق من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وآخرين. وقال أندرو موانجورا منسق برنامج مساعدة ملاحي شرق إفريقيا في مومباسا «القراصنة يرسلون رسالة إلى العالم مفادها.. يمكننا أن نفعل ما نريد ونفكر فيما لا يمكن أن يفكر فيه أحد ونقوم بما هو غير متوقع». وذكر مكتب الملاحة الدولي أن قراصنة من الصومال خطفوا سفينة صيد تايلاندية وعلى متنها طاقم من 16 شخصا. وحدث ذلك بعد خطف سفينة ترفع علم هونج كونج تحمل شحنة قمح لإيران. وقال برنامج مساعدة ملاحي شرق إفريقيا إن سفينة يونانية لنقل البضائع خطفت أيضا إلا أن وزارة التجارة البحرية اليونانية قالت في أثينا إنه لم ترد تقارير تفيد بوقوع مثل هذا الحادث. والزيادة الحادة في الهجمات في البحر هذا العام قبالة الصومال الفقيرة والتي تسودها الفوضى يؤججها تزايد التمرد الإسلامي في البلاد وقد اندلعت ثانية أمس الأربعاء معارك بالأسلحة في مقديشو كما يؤججها إغراء ملايين الدولارات التي تدفع كفدية. ولم تطلب فدية حتى الآن من أجل الإفراج عن ناقلة النفط السعودية العملاقة سيريوس ستار. وقال متحدث باسم شركة أرامكو السعودية المالكة للسفينة إن الشركة تأمل أن يتصل بها الخاطفون في وقت لاحق من اليوم (أمس). وذكر موقع صومالي على الانترنت أن المهاجمين يطالبون بفدية 250 مليون دولار. وكانت الناقلة سيريوس ستار خطفت على بعد نحو 450 ميلا بحريا (نحو 833 كيلومترا) جنوب شرقي مومباسا وهي منطقة بعيدة عن منطقة العمليات المعتادة للعصابات. ومن المعتقد أنها رست قرب إيل. وقال عويس علي رئيس منطقة جالكايو الصومالية في حديث هاتفي إن سكان إيل أبلغوه إنهم يرون أضواء سفينة كبيرة على مسافة في البحر ويبدو أنها الناقلة. وذكر مسئولون محليون إن الناقلة رصدت إلى الجنوب الثلاثاء قرب هاراديري. وتحمل الناقلة سيريوس ستار ما يصل إلى مليوني برميل من النفط أي أكثر من ربع صادرات السعودية اليومية وكانت متجهة إلى الولايات المتحدة عبر طريق رأس الرجاء الصالح. ويقول خبراء إن المزيد من شركات الشحن الكبيرة في العالم تحول مسار سفنها بحيث تدور الآن حول طريق رأس الرجاء الصالح. إلا أنه ليست هناك أدلة تذكر على أن شركات ناقلات النفط الكبيرة التي تحمل معظم شحنات النفط في العالم تتفادى قناة السويس بالرغم من أن كثيرا منها أبدى انزعاجا تجاه أعمال القرصنة الصومالية. ومن المعتقد أن مسلحين صوماليين يحتجزون نحو 12 سفينة في منطقة إيل وأكثر من 200 رهينة. ومن بين هذه السفن سفينة أوكرانية تحمل 33 دبابة وأسلحة أخرى. وخطفت الناقلة سيريوس ستار بالرغم من جهود بحرية دولية بما في ذلك حلف شمال الأطلسي لحراسة أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم. وتتمركز سفن حربية أمريكية وفرنسية وروسية وهندية قبالة الصومال. ولأن القراصنة مسلحون بشكل جيد بقنابل وأسلحة آلية وقاذفات صواريخ تبقى معظم السفن الأجنبية بعيدا عن أي مواجهة مباشرة بمجرد خطف السفن خشية تعرض الرهائن للخطر. وفي معظم الحالات يحاول ملاك السفن المخطوفة التفاوض على دفع فدية. وقال الكومودور بالبحرية الملكية البريطانية كيث وينستانلي نائب قائد قوات البحرية المشتركة في الشرق الأوسط إن القوات المشتركة لا يمكن أن تكون في كل مكان. وتابع «إذا قمنا بدوريات في خليج عدن يذهبون (القراصنة) لمقديشو. إذا ذهبنا إلى مقديشو يذهبون إلى خليج عدن.» وأظهرت الشرطة الكينية ثمانية يشتبه في أنهم من القراصنة أمام محكمة في مومباسا أمس الأربعاء كانت البحرية الملكية ألقت القبض عليهم وقتلت اثنين آخرين في خليج عدن الأسبوع الماضي.