في هذه (المعمعة) التي اختلط فيها الحابل بالنابل أصبح الفاعل ضميراً مستتراً وزادت معاناة وآلام وأنين المواطن الغلبان الذي يُقحم فيها وهو لا ناقة له فيها ولا جمل ، وأصبح يتجرع ذلك كضريبة عليه أن يتحملها.لابد أن يدرك اللاعبون من أصحاب المصلحة في هذه المعمعة أن المواطن يبكي منهم ومن أعمالهم الشريرة الشيطانية التي أصبحت تكويه ليلاً ونهاراً ويمسه العذاب جراء إتباعهم اغواءات الشيطان .. وما ان يبدأ المواطن بالاسترخاء والهدوء والاطمئنان عندما تهدأ المشاحنات والشطط الإعلامي ويخف التراشق بالعبارات القوية الجارحة التي تحمل في طياتها الكثير من معاني التهديد والوعيد بالتأزم والتفجير للوضع الذي يكون في بداية الطريق نحو التسوية وإصلاح ذات البين، حتى ينبري البعض من هنا أو هناك للإثارة وإشعال حروب كلامية تمهيداً لمشروع صغير يقضي على آمال وأحلام المواطن في الأمن والاستقرار والسكينة وراحة البال ويجره إلى حالة القلق ودوامة الشطحات السياسية التي تقود البلاد والعباد إلى صراعات جانبية يكون الخاسر الوحيد فيها كما جرت العادة هو الوطن والمواطن حيث يرتفع ترمومتر الصراع ليتجاوز الحدود الطبيعية بصورة مفاجئة وغير متوقعة بعد أن يكون الوضع قد اتجه نحو الهدوء والاستقرار ليتفرغ الجميع للبناء والنماء وتحسين الظروف العامة والمستوى المعيشي للشعب خاصة وتصفو القلوب والأجواء، ولكن يظل العابثون بين ثنايا السطور وخلف الظهور يتربصون حتى أنه كلما تبددت الغيوم وصفت الأجواء عادوا بالغيوم التي تكدر القلوب والنفوس وأمثال هؤلاء لا يبكي عليهم المواطن العادي بل يبكي منهم ومن تصرفاتهم الرعناء. فمتى تكون صحوة الضمير والإحساس بعذابات واحتياجات المواطن “الغلبان” الذي أصبح لا يستسيغ التصرفات الهوجاء والكدر السياسي والمماحكات التي تضر أكثر مما تنفع والتي تعيث في الأرض فساداً بعد ما كان الإصلاح والتغيير قد بدأ مع إطلالة الفجر الجديد بإعلان قيام المشروع النهضوي الحديث في 22 مايو 1990م المجيد يوم الوحدة المباركة تحت قيادة ابن اليمن البار قائد المسيرة المظفرة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الداعي والساعي للحوار دوماً من أجل الخروج من هذه “المعمعة” التي تحتاج إلى الشرفاء العقلاء الشركاء الحقيقيين في العملية السياسية الذين تهمهم المصلحة العليا للوطن والمواطن.فهل يكون الجميع عند مستوى المسؤولية الوطنية للمشاركة الإيجابية؟.
أخبار متعلقة