للتقليل من معاناة المريض
مرض السكري أو “Diabetes mellitus” هو أحد الأمراض الشائعة التي تتطلب في المقام الأول طبيباً متمرساً يكون ملماً بتفاصيل العلاج وأسباب ظهور المرض، والإحتمالات وأبعاد المرض ومضاعفاته ونوعه، لأن ألية ظهور هذا المرض لا تنحصر في قلة إفراز الأنسولين بالدم أو القصور في إفرازه من البنكرياس فقط، فقد يكون سبب هذا المرض عدة أمراض وأعراض أخرى تؤثر علي نسبة السكر بالدم.وفي سياق البحث عن سبل جديدة لاكتشاف المرض، تمكن علماء من تطوير طريقة مبتكرة لقياس مستوى السكر في الدم لا تحتاج إلى الإبر التقليدية، إذ تعتمد على ضوء “الفلورسنت” الليزر.وأشار العلماء في كلية دوايت لوك التابعة لجامعة تكساس، إلى أن الطريقة الجديدة تتمثل في وضع خرزات بوليميرية منمنمة أسفل الجلد في التجاويف المليئة بالماء وجزيئات سكر جلوكوز، وعند تعريض هذه الخرزات “لفلورسنت” الليزر فإن التغير في لونها يدل على مستوى السكر في الدم.وأوضح العلماء أن هناك العديد من المميزات لأجهزة قياس سكر الدم، غير أنها تتطلب معرفتها للتمكن من استخدام الجهاز وتفسير نتائجه، وهذه الميزات تختلف باختلاف الأجهزة، فمعظم أجهزة قياس سكر الدم قادرة على قراءة مستوى الجلوكوز فوق معدل عريض من القيم من أقل قيمة كالصفر إلى أعلى قيمة كالـ mg/dl600، وحتى هذا المعدل يختلف باختلاف الأجهزة ؛ لذا يجب تفسير القيم العالية والقيم المتدنية بشكل دقيق وبعناية، فقراءات مستوى الجلوكوز غير محددة بالمعدل العام، وفي حالة الحصول على قيم أو قراءات عالية جداً أو متدنية جداً من جهاز قياس سكر الدم فيجب مقارنتها بقراءات أخرى.أما مستوى الجلوكوز في بلازما الدم “أحد مكونات الدم” فهو 10 - 15 % أعلى من قياسات الجلوكوز في الدم الكلي، وهذه المعلومة مهمة لأن أجهزة قياس سكر الدم تقيس الجلوكوز في الدم الكلي، لكن معظم المختبرات أو الاختبارات تقيس الجلوكوز في بلازما الدم، وهذا سيعين المصاب بداء السكر أن يقارن بسهولة نتائج الاختبارات مع النتائج المقاسة بواسطة هذه الأجهزة.والمعروف أن جميع أجهزة القياس تقوم بقياس كمية الجلوكوز في الدم الكلي أي كمية الجلوكوز في الدم وليس في مصل الدم، كما أن الأجهزة التي تعطي قراءات لكمية الجلوكوز متطابقة مع كمية الجلوكوز الموجود في مصل الدم تعتمد في حساباتها على اللوغاريتم الذي يحول قياسات مستوى الجلوكوز في الدم ككل ليصبح مشابهاً ومساوياً في قراءاته للقراءات التي يتم الحصول عليها من قياس الجلوكوز في مصل الدم، لذا من الضروي معرفة فيما إذا كان الجهاز يقوم بقياس كمية الجلوكوز في الدم ككل أم في مصل الدم.[c1]اختبار طبي يرصد السكري قبل الإصابة به[/c]طورت شركة أمريكية طريقة لرصد العلامات الأولى لمرض السكري قبل وقوعه، وذلك بكشف أنواع من البروتينات في عينات من دم الإنسان، ويتم التعرف حالياً على المرضى بعد إصابتهم بالسكري، برصد معدلات السكر المرتفعة في دمهم.وتتيح الطريقة الجديدة -التي طورتها شركة “تيثيس بايوساينس”- للأطباء التعرف على احتمال إصابة أى شخص بمرض السكري مستقبلاً، بعد أن نجحت في عزل 10 أنواع من البروتينات في عينة صغيرة من الدم.واعتمد باحثو الشركة في تطويرهم للطريقة على استخلاص البيانات من عدد من الناس الذين اصيب بعضهم لاحقاً بمرض السكري، ورصدوا البروتينات لديهم ثم وضعوا نموذجاً رياضياً يجمع كل تلك البروتينات في عامل واحد يحدد خطر الإصابة بالمرض، وتسمى طريقة اختبار التنبؤ بالسكري الجديدة “تيثيس دايابيتيس بري دكس تي أم”.[c1]حـبة الأنسولين بـديل للحقن[/c]تمكن أطباء بريطانيون من أن يستبدلوا هذه الحقن بـ”حبوب دواء” بدلاً من تكرار الحقن.فقد نجح خبراء بريطانيون، من شركة تغذية وجامعة كارديف، في حل مشكلة كانت مستعصية تتعلق بتناول الانسولين عن طريق الفم، وستكون هذه الحبوب مغلفة لحماية العقار من الأحماض في المعدة والسماح له بالمرور إلى الأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاصها.وسيعرض الباحثون نتيجة دراستهم على 16 مريضاً في الاتحاد الأمريكي لمرض السكري، ولن يتم التعرف على النتائج الكاملة للبحث الذي سيعرضه الدكتور ستيف لوزيو حتى يقوم بذلك.ويرجح الخبراء أن العقار الجديد سيؤخذ مرتين قبل الإفطار والعشاء للسيطرة على معدلات الجلوكوز، على الأقل بالنسبة للمرضى الذين يعانون من النوع الثاني من السكري.وقد رحبت الجمعية البريطانية لمرضى السكري بهذه النتائج، ولكنها قالت إنه يجب التعامل معها بحذر.[c1]لا حاجة للأنسولين بعد اليوم[/c]وفي نفس الصدد، تمكن عدد من المرضى المصابين بداء السكري من النوع الاول “السكري الشبابي” - الذين يحتاجون إلى حقن أجسامهم بحقن علاجية من الانسولين - لأول مرة في تاريخ الطب من التوقف عن تناوله، بعد نجاح العلماء في وقف تطور المرض لديهم، بعد زرع خلايا جذعية استخلصت من داخل أجسامهم مرة أخرى، الأمر الذى يمثل نقطة تحول في تاريخ الطب. وقد بدأت اجسامهم تفرز الأنسولين طبيعياً مرة اخرى، ولم يكن أغلبهم بحاجة إلى استعمال حقن الأنسولين العلاجية لفترات مختلفة، امتدت أحداها إلى ثلاث سنوات.ويعتبر داء السكري من النوع الأول، أحد أمراض المناعة الذاتية، التي يقوم فيها جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة خلايا بيتا المفرزة للأنسولين داخل البنكرياس، وتدميرها. وبحسب الأطباء، فإن المرض لا يكتشف عادة إلا بعد أن تنضب نسبة كبيرة من هذه الخلايا، ولعلاج المرض، يحقن المريض نفسه يوميا بحقن الأنسولين لتنظيم سكر الدم لديه. أما النوع الثاني من السكري “السكري الكهلي” فيصيب الكبار عادة، ولا يحتاج غالباً إلى حقن الأنسولين، بل إلى خفض الوزن والغذاء الصحي والرياضة.وقد أشرف على البحث - الذي شكل اكتشافاً علميا مثيراً، علماء في جامعة ساو باولو في البرازيل برئاسة البروفيسور جوليو فولتاريلي وباحثون أمريكيون في شيكاغو، ودرس العلماء 15 متطوعا من المرضى البرازيليين، تتراوح أعمارهم بين 14 و31 عاماً، من الذين اكتشفت اصابتهم بالسكري قبل فترة وجيزة، أي الذين لم تنضب لديهم بعد، وبشكل كبير، قدرات الخلايا المفرزة للأنسولين.َ