صبـاح الخـير
كنا نشكو في وقت سابق من ذلك النوع من المستثمرين (سارقي المهرة) الذين كانوا (يضربون ضربتهم) ويهربون بعد ضربتهم السريعة ويتركون الكل في حيرة من أمرهم؟!.. حتى الجهات الرسمية كانت تقف باستغراب شديد لهذه الأساليب التي كان يتبعها البعض ممن دخل هذا المجال ليخرج منه بالسرعة التي دخلها.. وهذا النوع طبعاً ليس من أهل (الكار) أو من أهل الصنعة الذين حبوا عملهم التجاري/ الاستثماري وقابلين بنتائجه الحلوة منها والمرة!.. والتاجر أو المستثمر الحقيقي هو الذي يقف على قدميه بثبات في أرضيته التجارية الاستثمارية.. عكس ذلك النوع من المستثمرين الذين دخلوا المجال التجاري الاستثماري على قاعدة اضرب ضربتك.. واهرب؟!.. وهذا الأسلوب قد أضر كثيراً بالحركة التجارية وسبب لأهل الصنعة الارتباك والشك في ما هم فيه؟!.. ووجدت أحدهم يسأل.. هل هذا هو النمط الجديد لتجارة بلادنا واستثماراتها؟!.. والحيرة التي تولدت عند أهل الصنعة سببها النجاح الذي حققه أصحاب الاستثمار على قاعدة (اضرب واهرب) ويقابل هذا النجاح المغشوش صمت عجيب من قبل الأجهزة المختصة؟!..قيل لي أن هناك حركة جديدة بدأت تظهر في السوق هذه الأيام.. وأن هناك رجال أعمال بدأوا في النزول إلى الأسواق والتعرف على حاجة السوق من السلع الضرورية لحياة الناس.. فأعاد لي ذلك النبأ شيئاً من الطمأنينة.. وعودة الروح الاستثمارية من جديد.. خاصة وأن بعض هؤلاء هم من الدول الشقيقة والقريبة جداً منا، لكن ومن أول وهلة وأول وقفة للتعرف على جديد هؤلاء في العمل وجدنا أنهم شديدو الحذر والتخوف من الانزلاق.. لان هناك من تبرع في زرع بذور الشك عند المستثمر القادم ورسم له خرائط حلزونية تخيفه وتفزعه من الدخول إلى هذا المجال؟تساءلت.. لماذا تقف الأجهزة المختصة موقف المتفرج مما يحدث أمامها وأمامنا.. ولا تحرك ساكناً؟ لماذا لا يتم طمأنة المستثمر القادم الذي أجبرته الظروف المستجدة في المنطقة للبحث عن موطن قدم جديد له ولنشاطه الاستثماري.. ودائماً ما يقال "اليمن بلد واعد".. فإل متى تظل بلدنا واعدة.. ووعدها يطول.. ويطول؟!أخذت أحد هؤلاء الذين قدموا إلى بلدنا الواعد ونزلنا إلى بعض المحلات التجارية.. الغريب في الأمر انه كان يبحث عن بضاعته.. بضاعته المصنعة في بلده الشقيق فوجد العجب.. هنا تباع بسعر وهناك تباع بسعر مختلف!.. وسأل السؤال الاعتيادي كيف تصل لكم هذه البضاعة فرد الأول.. عبر المصدر.. ولكن الآخر ابتسم وقال "لا أستطيع أن أقول لكم" وعرفنا من رده انها مهربة!.. أذكر انني قد أثرت هذا الأمر في صحيفة (22 مايو) عندما كان يرأسها الأستاذ احمد الحبيشي.. وفي ثلاث حلقات تناولنا قصة ظهور معلبات في أحد محلات البيع بصورة مثيرة للعجب.. ومن خلال متابعاتنا للجهات المعنية وعكس ما نصل إليه من معلومات في حلقات العمود الذي كنت أكتب مواضيعه في ذلك الوقت فكانت النتيجة اختفاء هذا النوع من العصائر في محلات البيع.. وحمدنا الله لهذه النتيجة، فهل نجد نفس الاهتمام من قبل الجهات المعنية لوضع حد للتلاعب بالأسعار والضخ المخيف للسوق بالبضائع التي تصل إليه بطرق غير مشروعة؟!.. وهل ـ وهو الأهم ـ سيجد المستثمر الحقيقي الوقوف الجاد إلى جانبه والحد من أساليب المستثمر السريع والكاذب الذي مازال يعمل بطريقة .. "اضرب واهرب"؟!