أول الكلام
هل اكتفينا من مشاهدة ما يجري في فلسطين ولبنان؟ أم أننا نريد أن نشاهد أكثر؟! أوليست تلك المشاهد التي تعرضها الفضائيات بكافية لتحريك مشاعرنا ومشاعر قادتنا العرب من قبلنا؟! أم تراها قد ماتت ضمائرنا ولم نعد نشعر بشيء مما يدور حولنا؟؟! ماهذا الذي يحدث لنا؟ ولماذا هذا الصمت في وقت ينبغي فيه الرد على آلة الدمار الاسرائيلية وهي تدك منازل الفلسطينيين واللبنانيين والآمنين وتنسف قرى وبلدات بأكملها هل حركة حماس بأسلحتها البدائية قادرة على وقف العدوان الاسرائيلي أو أن حزب الله سيكتفي بالدفاع عن لبنان وعنا ويعيد لنا كرامتنا المهدورة؟!.الحرب على لبنان لن تتوقف من تلقاء نفسها فمن غير المتوقع أن توقف اسرائيل حربها طالما رأتنا في مواقف متخاذلة فأكثر ما استطاعت الحكومات العربية أن تفعله هو ترديد ذات العبارت المستهلكة نشجب ونندد ونستنكر أما أكثر من ذلك فالهلع يتملكنا إن قلنا أو فعلنا شيئاً يغضب صاحبة السيادة الولايات المتحدة الامريكية والتي ما تلبث في كل أزمة تجتاح الشرق الأوسط أن تبعث لنا بوزيرة خارجيتها تلك وهي تحمل في جعبتها المفاهيم الجديدة كالفوضى الخلاقة مثلاً والآن في زيارتها الأخيرة جاءت بمفهوم الشرق الأوسط الجديد وكأن الولايات المتحدة تريد إعادة تقسيم العالم وفق رغباتها ومصالحها وإلا لماذا لم تتحدث رايس عن وقف لإطلاق النار في لبنان بل علاوة على ذلك اعطت الضوء الأخضر لاسرائيل للاستمرار في المزيد من القتل والجرائم الوحشية ضد الإنسانية كما أن معارضة امريكا لوقف إطلاق النار في مؤتمر روما هو ابلغ دليل على التأييد الامريكي لإبادة الشعوب العربية فعلى ما يبدو أن السياسة الامريكية تقوم هنا على وفق مبدأ ما الضير في مزيد من القتلى والجرحى الفلسطينيين واللبنانيين طالما وأن ذلك سيوصلها إلى بلوغ هدفها المنشود.إن الهدف من كل تلك الحروب التي تدار في فلسطين ولبنان ليس تحرير الجنود الاسرائليين الأسرى كما يدعون.. إن الحرب على فلسطين هدفها أن اختيار الفلسطينيين لحركة حماس ممثلة لهم كان اختياراً خاطئاً لذا ينبغي معاقبتهم على هذا الاختيار، أما الحرب على لبنان فمنذ مدة وامريكا تسعى إلى تجريد حزب الله من اسلحته ووصفه بأنه منظمة إرهابية ولم تجد هي وحليفتها اسرائيل سوى تلك الحرب لاثبات وجهة نظرهما تلك.في مقابل ذلك لم يستطع بعض القادة العرب سوى التمني بوقف إطلاق النار وكأن بالأمنيات العربية ستتوقف الحرب أم تراها التبرعات بالأموال ستكون كفيلة بجعل الأهالي يتناسون شهداءهم الذين يتساقطون كل يوم؟ وستمسح دموع الارامل واليتامى! ربما تسهم تلك التبرعات في إعادة البناء ولكنها لن تعيد الإنسان!مخجل ما وصل إليه حال العرب.[c1]أثمار هاشم [/c]