خلدون المجاليتمثلُ العمارة اليمنية التقليدية مثالاً رائعاً للتعامل الإنساني المتفاعل مع البيئة التي يعيش فيها بتوازن تام بين الإنسان والطبيعة، مع استعماله لمواد البناء المحلية والتعامل معها بأسلوبه الخاص ليفرز للحضارة الإنسانية والتاريخ الأمثلة المعمارية التي نراها في اليمن بصفة عامة.ونظراً لاختلاف التضاريس الجغرافية حيث توجد مناطق سهول وجبال ومرتفعات متوسطة وعالية وصحاري، فقد أثرت البيئة الطبيعية على المدن والقرى اليمنية.فنتيجة لتغير الأحوال المُناخية وتنوع مواد البناء من منطقة إلى أخرى أثر على أساليب البناء والطرق الإنشائية، ما انعكس على الطابع المعماري للمساكن التقليدية اليمنية وعلى التكوين الحضري للمدن والقرى اليمنية.واليمن بلد إسلامي وقد أثر الإسلام على الكيان الثقافي للمجتمع اليمني والذي انعكس بدوره على العمارة اليمنية.وإذا كان الخلل الحادث في التوازن الحيوي للكون بسبب التعامل غير المتوافق للإنسان مع البيئة وإدخاله للمتغيرات التكنولوجية بما تسببه من آثار سلبية على البيئة، حيث تمثل هذه الإشكالية واحدةً من أهم وأكبر الاهتمامات الدولية الحالية.لقد قام الإنسان اليمني بتعمير بيئته التي عاش فيها وتعايش معها عبر مئات السنين، وخلال هذه المراحل حدثت العديد من التحولات الاجتماعية والتغيرات الثقافية.ومن المعروف أنّ البيئة العمرانية هي نتاج تفاعل الإنسان مع البيئة الطبيعية أو بمعنى آخر معايشة الإنسان للبيئة من حوله، وهي معايشة للأرض وما عليها من نباتات وحيوانات وصخر ورمال، وهي معايشة للسماء في رؤيته لمسار الشمس والقمر والنجوم وفي اختلاف فصول السنة وظلمة الليل ونور النهار وفي الأمطار والرياح والأعاصير، وهي معايشة للأفراد الآخرين المحيطين به، والمجتمع وما يحمله من حضارة وثقافة وتقاليد وأخيراً هي معايشة لعالم الروحانيات والدين والمعتقدات، حيث تنصب كلها في معايشتنا للحياة التي هي أساس وجودنا.ولقد عبّرت البيئة العمرانية التقليدية بقوةٍ عن فهم الإنسان اليمني للبيئة الطبيعية وتحويلها بثقافته وفكرة إلى بيئة عمرانية تعكس مفاهيمه وقيمه ومعتقداته وبالتالي تحقق التكامل والتوافق بين كل من البيئة الطبيعية والبيئة العمرانية والبيئة الاجتماعية.
|
ابوواب
أثر البيئة الحضارية على العمارة اليمنية
أخبار متعلقة