الخط الســـــــــاخن
يقول المثل الشعبي الدارج “ولا في جهنم كوز بارد” فالمجتمع بكل فئاته وشرائحه وأفراده يعانون من مشاكل شتى سواء في العمل أو الأسرة أو أي إطار اجتماعي ومرفق عمل.وحتى لا نتوه القارئ في متاهات السرد والتفصيل .. ندخل في صلب المعضل الذي يعانيه الناس في الحي الواحد وفي العادة يلجؤون إلى عاقل الحارة باعتباره المرجعية لهم في أي خلاف أو مشكل ينشب بينهم أو مشكل يجمعهم في معاناة واحدة، مثل ترميم مبنى قديم يهددهم بالخطر، أو استحداث مقهى في الحي من قبل بلدية المنطقة، أو وجود شغب من بعض الشباب “الفتوات” وهي ظاهرة ملحوظة هذه الأيام . الخ.هي كثيرة الهموم المثقلة كاهل المواطن اليمني وقد يتقدم الأهالي إلى عاقل الحارة بهذا الكم من المشاكل ذات الارتباط ببعض الجهات المسؤولة والتي هي في الأصل لا مسؤولية لها.عاقل الحي أو الحارة كما يحلو للبعض اطلاق هكذا لقب عليه في حالة تدعو إلى الاشفاق والرحمة خصوصاً إذا كان من خلق الله المتفاعلين مع هموم الناس المجموعين تحت مسؤولية وضمن جغرافية الحي المسؤول عنه.بعض عقال الأحياء لا هم لهم سوى الارتزاق من تعميد وثائق سفر كالجواز وإثبات الهوية أو تشهيد وما شابه ذلك من خلال الختم المحمول في حقائبهم.عقال الحارات أو الأحياء المهمومون بمعاناة رعاياهم يواجهون صعوبة التعاطي مع أجهزة الدولة المعنية لطرح مشاكل الناس التي يتعاملون معها بطريقة السلق أو الإهمال فضلاً عن سلوك التعالي على هؤلاء البسطاء، دون اكتراث بهذا الشخص المسؤول أمامهم عن هموم الناس بحثاً عن حل لها مع المعنيين.وبالطبع تكاد تكون معظم مشاكل الحي من اختصاصات رجال الأمن ومراكز الشرطة في عموم مناطق الجمهورية، حيث لا يجدون تجاوباً من مدرائها، أو في أغلب الأحيان يفاجؤون أثناء التحقيق أو النظر في قضية ما وعلى سبيل المثل لا الحصر مشكلة الألعاب النارية حيث تقدم أحد عقال الحارات بشكوى أهالي الحارة من إزعاج الشباب أثناء أيام العيد أو الاحتفالات الخاصة بالأعراس بهذه المفرقعات .. وعندما تقدم إلى الشرطة وقامت بالتحقيق لمعرفة البائع لها، جاءت مكالمة من مسؤول رفيع المستوى لوقف البحث والتحقيق وإطلاق سراح المشاغبين حتى لا تكشف أسرار المسؤولين والمتنفذين الذين كانوا وراء هذه الظاهرة المشينة. ولا يجد هذا العاقل أو ذلك سوى تسليم الأمر للمولى عز وجل ليعود أدراجه يجر ذيول هزيمة القانون أمام جحافل المتنفذين.أعود وأقول لابد من إيجاد لوائح تمكن عقال الحارات من حل قضايا الناس وإعطائهم المزيد من الصلاحيات واحترام شخصهم لأنهم يمثلون المجتمع ويحملون همومه التي تقلق مضاجعهم ويواجهون احتجاجات المواطنين واتهاماتهم بالقصور في تأدية واجباتهم.