تناولت الصحافة أخبار التحضير المتسارع لإنشاء مشروعي استوديوهات تسجيل فنية حديثه من قبل الفنانين الخلوقين علي حسين العمودي وعبود الخواجة ويتردد أن مشروع الأول في خطواته النهائية.. والمفرح بحسب ما تناولته الصحافة أن هذين الاستوديوهين سيعملان بأحدث التقنيات العصرية في هذا المجال وبما يوفر فرصة المنافسة الحقة مع استوديوهات دول الجوار الجزيرة والخليج ومصر واليونان .. الخ بإمكاناتها المعروفة.. والى هنا والحديث يشرح الخاطر بدون شك . ولكن في تقديرنا أن ثمة جملة من المحاذير والاحتمالات التي لا قدر الله قد تأتي بما ليس في البال أو الخاطر أو التي لا تلبي مستوى الطموح من مشاريع طموحه ومشروعة للفنانين الخواجة والعمودي أو لسواهما خصوصاً وان واقع الحال مع شركات الإنتاج والتسجيل في بلادنا لا يؤسس ولا يلبي أدنى مستويات الطموح والأمر لا يعود هنا إلى المعدات أو التقنيات المستخدمة كما نعرف جميعاً ولكن إلى ما هية ونوع إنتاج هذه الشركات التي عبأت سوق الكاسيت بكا نتاجات الاسفاف وان تجاوز ذلك فهو في التكرار مع القليل من التعديل للاغاني القديمة ولا نقول التجديد . إذا فالعبره ليست بالتكنولوجيا والتقنيات المستخدمة فحسب وان كان لهذا العامل دوره المؤثر في مستوى انتاج وعطاء شركات التسجيل ولكن الاساسي والمهم ايضاً في مقومات المادة المسجلة الاغنية أي الكلمات واللحن والموسيقى وجودة وروعة الاداء ولا نغفل مستوى التجديد والابداع في كل هذه العناصر مجتمعه وهي الحلقة المفقودة في الغالب الاعم مما تكدسة لنا شركات الانتاج المتوافرة حالياً .. وهنا مصدر القلق من ان لا يبعد هذين المشروعين الجديدين عن نفس الدائره وان كان بادوات وتقنيات حديثه .. كما ولا يشفع للفنانين العمودي الخواجة انهما فنانين ولكلا منهما جمهوره وبالتالي بامكانهما تبني او استثمار مشروع شركة انتاج وتسجيل ناجحة او منافسة او حتى مثالية بمقاييس شركات دول الجوار او الدول والشركات التي لها باعاً في مثل هذا النشاط وخصوصاً بالاتكاء والاعتماد المطلق على خلفيتهما الشخصية في المجال الفني حيث وان مثل هذا التوجه الكفيل بالقاء مثل هذين المشروعين في نفس لجة وطوفان الشركات القائمة بدون شك وبالتالي لا مجال للحديث المتفائل الذي تناولته الصحافة عن الحداثه والجديد والابداع وخلافه . وما نورده ليس من باب القسوة او التقليل في شأن الفنانين العمودي الخواجة ولكن لاسباب عدة يمكن ان نوجز منها مثلاً : * ان الفنانين العمودي الخواجة شابين خلوقين وخجولين كما هو معروف عنهما وفي حكم المؤكد سيقعان تحت طائلة الاحراجات الشخصية من اقرائهم المطربين وبضمنهم المحسوبين زوراً على الفن والطرب من فناني التقليد والصراخ والزعيق المصحوب بفرقعة جملة من الطبول والايقاعات وتحت هذا الاحراج سيسجلون لهؤلاء أي انتاج مما هو رائج في سوق الكاسيت اليوم وان كان بادوات تسجيل حديثه مما لديهم . * سترجح كفة اللون الغنائي الذي يميل اليه ويبدع فيه كلا منهم في الانتاج الذي يزمعان اخراجه لانه الاقرب الى نفوسهم ونفوس معجبيهم . * ان العمودي والخواجة فنانين متمكنين من ادواتهما الفنية ( في مجالهما ) كما هو معروف ولكن ذلك لا يعني ان كل فنان ( مطرب ) ملم بكل خبايا وجماليات الكلمة الشعرية ومضامينها وقواعدها وامتلاك القدرة على التقييم الموضوعي لها ونفس الحال يندرج على الموسيقى وبما سينعكس على نوعية الانتاج المزمع ما لم يتم الاستعانة بأهل المعرفة والخبرة من المتخصصين في النقد الفني عموماً والشعر والموسيقى واطلاق حريتهم وبدون تدخل او مراعاة للاحراجات والمجاملة في مسألة تقييم واجازة السمين من الغث المزمع انتاجه . * نفس الحال ينطبق على الادارة وخصوصاً انه ليس كل انسان يمتلك موهبة قيادة وادارة دفة كل نشاط بما في ذلك نشاط الانتاج والاعلان والتوزيع لمشروع تعلق عليه الامال .. مع كل ذلك يحذونا ويحذو الكثيرين امل التوفيق والنجاح لهذه الاضافة الرائعة الى المجال الفني والتي ينؤ مجملها رجلين من رسل الفن الاصيل ، والاصيل لا يأتي الا بالاصيل ( غالباً ) .. اليس كذلك ؟؟
|
ثقافة
عبود والعمودي .. طموح مشروع .. ولكن؟؟
أخبار متعلقة