بكين / 14أكتوبر / ناجي مصلح نعمانأثناء زيارتي للصين بلد المليار و النصف واكثر بقليل وخلال شهر نوفمبر 2006م ابلغت من قبل أبناء الجالية اليمنية الدارسين في الجامعات المتواجدة في العاصمة الصينية بكين بأن هناك معلم تاريخي مشهور يجسد أقدم المساجد و يقع في شارع يدعى “شارع البقر”. واسم هذا المسجد “نيوجيه” حيث انه يعتبر من افخم و اعرق المساجد في العالم ايضا. وقد تم بنائه في عام 996م الموافق لسنة “توتغخه” 14 حسب التقويم الصيني من عهد أسرة” الباو”, و “تشيد او” من أسرة “سونغ” الشمالية في سنة 1474 الموافقة لسنة 7 الملقبة بــ”تشغهوا” من عهد أسرة مينغ, حيث اطلق عليه الامبراطور اسم”لى بي سي” ومعناه بالعربية دار الصلاة. و في بداية الأمر قام ببناء المسجد العالم العربي ناصرالدين وقد جاء من بلده الى الصين في عهد أسرة “لياو” فتولى منصباً للبلاط الامبراطوري. بعد ذلك جرى توسيع بناء المسجد و ترميمه مراراً في عهد اسرة يوان و اسرتي مينغ و تشنغ فأصبح المسجد مجموعة كاملة من المباني الرائعة ذات جمال وتصميم نادر من الزخارف الصينية الممزوجة بالطراز الاسلامي منسجمة ومحكمة ومتناسقة تبهر الناظرين و الزوار. تبلغ مساحة المسجد حوالي 6000 متر مربع و تشمل مبانيه الرئيسية على قاعة للصلاة وبرج استطلاع الهلال و المئذنة و غرف للدعوة الاسلامية وأخرى لتدريس المواد الاسلامية. هناك ايضا مقصورات, وغرف للوضوء و الاغتسال. بالنسبة لبوابة المسجد الرئيسية فهي مفتوحة دائماً و مبانيه الرئيسية و الاضافية تتوزع بصورة متناسبة على خطه المحوري و هي تبدو فاخرة و بهية بجلالتها و هيبتها وتتميز بالسمات الاسلامية الصينية الطراز و تجمع المباني بين الاسلوبين المعماريين بشكل متناسق و راقي يظهر سمات الاسلام الرفيعة في تبادل حضارات الشعوب من خلال الفنون السامية كالزخرفة. يعتبر مسجد”نيوجيه” كنزا من كنوز تراث الإنسان المسلم في الصين الشعبية. وفي ذات المسجد يوجد مرقدان او قبران للشيخين الجليلين احمد القزويني و علي بن عماد الدين البخاري و هما من شيوخ الاسلام ذووا الأصول العربية حيث انهم جاؤوا الى الصين لنشر الدين الاسلامي الحنيف و تدريس كافة علومه المختلفة. توجد بجوار الضريحين شاهدتان عتيقتان و نقشت عليهما كتابات عربية مفعمة بالقوة الحيوية و هما من الآثار الإسلامية النادرة في الصين. أيضا من ضمن محتويات المسجد لوح منقوش عليه أمر أعلنه الإمبراطور “كانغشي” في سنة 1696م الموافق لسنة “33” من السنة الصينية منذ توليه السلطة. كذلك توجد انصاب حجرية لتدوين الوقائع و نسخ مخطوطة من المصحف الشريف حفظت لاكثر من 300 سنة. بالاضافة الى مباخر نحاسية و حديدية وآثات متنوعة تم صنعها في اسرة تشنغ 1644 - 1911م . هذه المحفوظات تعتبر من كنوز الآثار الإنسانية التاريخية النفيسة وقد أفادنا إمام المسجد الشيخ نورالدين بأنه تم ترميم المسجد بصورة كاملة عام 1969م حيث أُعيد تمويهه بالذهب و تزيينه بالزخارف و الآيات القرآنية و بالرسوم الزخرفية مما جعله متألقا و أكثر رونقاً مما كان عليه. و قد أدرج في قائمة اهم المعالم الاثرية و التاريخية المحسوبة على مستوى الدولة الصينية و ذلك بتاريخ 13\يناير\1988م . وقد علمنا بان العاصمة الصينية تحتضن حوالي اكثر من 70 مسجداً في العاصمة بكين فقط .
|
ثقافة
الصين تحترم قدرات المسلمين
أخبار متعلقة