ونحن نودع قائداً مثقفاً استطاع أن ينال لقب الحكيم فعلاً لأنه مناضل قومي أسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وخاض معارك التحرير ليس على مستوى القطر العربي الفلسطيني ، بل على مستوى الوطن العربي الكبير .. وكانت له مواقف وطنية يحترمها الجميع ، ولذلك كانت المملكة الأردنية الهاشمية من الدول التي يكن لها وداً واحتراماً وهي تبادله نفس الشيء ، ولعل إرسال الطائرة الملكية ذات مرة إلى فرنسا لنقل الحكيم إلى الإرادة واستقبال الملك الراحل له دليل على عمق العلاقة والاحترام المتبادل الذي نجد صداه في معظم دولنا العربية. وجورج حبش الذي فقدناه قبل أيام خرجت الآلاف لتشييع جنازته ودفن في الأردن التي أحبها وأحبته واحتضن ترابها جثمانه الطاهر كدليل على التصاق العلاقة بينهما وذوبانها إلى حد التماهي .. وهو ما ينفي صحة ما أورده أحد الكتاب نقلاً من مراسل شبكة (فراش برس) من أن الحكيم كان يناصب الأردن العداء ما جعلها تناصبه العداء والكراهية ذلك لأن حبش كان صديقاً ورفيقاً للجميع وهكذا كان. ونحن في اليمن عامة وعدن خاصة نكن لحبش التقدير والاحترام ، وقد كان هو مهتماً باليمن وكانت له مواقف داعمة للتحرر وطرد الاستعمار من عدن بمعية إخوة مناضلين أمثال، نائف حواتمة ومحسن إبراهيم وغيرهم من رفاق تلك المرحلة .. غير أن حبش كان الأكثر متابعة وقلقاً على وضع اليمن وعدن. ففي أحداث (13) يناير 1986م كان قبل وقوعها يبدي قلقاً ، ورغم تأكيده أن الرفاق لا يتناحرون ، إلا أن مخاوفه كانت بادية ، وهو ما حدث ، وفي عام 1994م في الحرب التي انتهت في 7/7 ، كان يسأل الكثيرين عن الوضع في عدن وفي اليمن ، وقد عاتب السيد سالم صالح محمد عندما زاره وهو في فراش المرض .. ( ما فعلتم بالبلديا سالم ؟؟) .وعندما كان مسجونا في سوريا أيام الرئيس حافظ الأسد رحمه الله قامت فرقة من الجبهة الشعبية لتحريره وإخراجه من دمشق ، وبعدها .. تم منعه من دخول دمشق لكنه دخلها ، ولم تبد السلطات أي ردود أفعال ، لأنها كانت تتعامل مع بطل وحكيم الثورة الفلسطينية الذي ينصاع لحكمته وعقله ومنطقه الجميع. هكذا كنا في منتدى (أبو على مصطفى) نشوان سابقاً ، كنا نستمع إلى أحاديث وروايات بدأها السيد محمد رجب أبو رجب ورفاق من العراق الشقيق ، وأخوة يمانيون أدلوا بدلوهم ، وكذا سودانيون ، وصومال ولفيف من المثقفين والتربويين الذين حضروا فعالية التأبين لذلك القائد البطل ، جورج حبش!وزاد أبو رجب بالقول : لقد حضر السفير الأردني في صنعاء أول المعزين ومعه طاقم السفارة كلها حضر قبل نصف ساعة من موعد الحضور كتأكيد على مكانة الرجل وحبهم له والمشاركة في تقديم العزاء إليه ذلك ما يؤكد أن حبش كان يحب الأردن ، والأردن حكومة وشعبا يحبه ويحترمه ؟! ونحن إذ نترحم على قائد غادرنا ونحن بحاجة له نعزي أنفسنا وإخوتنا في الكفاح الفلسطيني والأمة العربية على هذا المصاب .. ونقول : لن تنساك عدن أيها القائد وستظل ذكراك عطرة لنا مدى الزمن والأجيال . فلك الخلوداً بدأ .. أيها الحكيم.
|
اتجاهات
جورج حبش .. في قلوب اليمانيين
أخبار متعلقة