العيد العشرون للوحدة اليمنية المباركة يطالبنا جميعاً بأن نقف بمسئولية أمام كل التحديات والعقبات والصعاب التي تقف أمام بناء يمن آمن مستقر ومتطور..خاصة وأن شعبنا قد خبر الحياة وتعلم كثيراً من العبر والدروس التي يستطيع من خلالها وبها تجاوز ما قد يعيق بقاءه واستمرارية تقدمه.لاشك في أن بلادنا بوحدتها المباركة أصبحت تسير باتجاه المستقبل الذي لن يتحقق إلا على أرضيتها المتينة والمبنية بحرص وتكاتف كل الوطنيين لبلوغ الغايات الوطنية النبيلة ولا ينكر أحد حتى أولئك المتذمرون أن هذه الوحدة عملت على توحيد الطاقات والإمكانات بعد أن كانت كل الجهود وكل عوامل الاستقرار مشتتة ومتهتكة بل ومهتوكة فعاشت الآمال والأحلام حبيسة الأوضاع المأساوية التي عاشها الشعب اليمني شماله وجنوبه حتى جاء يوم الـ 22 من مايو90م ليفتح الباب واسعاً أمام كل اليمنيين الشرفاء في المساهمة في بناء الوطن اليمني ليغدو كبيراً بمنجزاته العظيمة العملاقة في مختلف المجالات التي عمت بخيراتها كل أرجاء اليمن من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله.لقد شهد الوطن خلال العقدين الماضيين من عمر الوحدة المباركة تحولات كبيرة في مسار تعزيز التجربة الديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وحرية الصحافة والرأي و الرأي الآخر ,لتأتي ثمار هذه الوحدة والنجاحات الديمقراطية المتواصلة بانتخابات المجالس المحلية التي شهدتها بلادنا أواخر الأسبوع الماضي لتمثل تظاهرة ديمقراطية شفافة ونزيهة ,وخطوة تجديدية متميزة يخطوها يمننا الحبيب ليتجسد بذلك عشر سنوات من العمل بنظام السلطة المحلية تمخضت نتائجها بانتخاب شخصيات جديدة لمنصب الأمين العام للمجلس المحلي ورؤساء اللجان التخصصية, والتي تعبر عن التجديد الذاتي للسلطة المحلية خلال الفترة الانتخابية لها ,كما أننا نتبين من هذه الانتخابات مدى قدرة تلك القيادات المنتخبة على التعبير عن إرادة الجماهير وتمثيلها واختيار قيادات بديلة عنها من أعضاء السلطة المحلية .. وبشكل يعكس مستوى الوعي الديمقراطي المتدرج في التنامي المتلازم مع المتغيرات الايجابية الكبيرة التي شهدتها التجربة الديمقراطية اليمنية كإنجاز رديف للوحدة اليمنية المباركة.تلك النجاحات التي حققتها اليمن في ظل الوحدة المباركة ما كانت لتتحقق في ظل غياب الأمن والاستقرار والتشرذم والقطيعة .. بل تحققت بفضل التفاف كل الجماهير اليمنية على ترسيخ هذه التجربة الديمقراطية في ظل التوحد وتحت راية الوحدة الخفاقة, التي تعتبر القوة في مجابهة التحديات الراهنة والمستقبلية والتي تؤثر على التنمية والبناء وإنه بدون الوحدة وبدون توحدنا في الوقوف أمام تلك التحديات وأمام تلك الدعوات الهزيلة والأصوات الشاذة والمريضة ,لن يكون لنا موقع كيمنيين على خارطة العالم, فهل يقفه ذلك السابحون عكس الحياة ,ولأجل مصلحة اليمن العليا لابد من الحوار الجاد والمسئول بعيداً عن المماحكات الحزبية الضيقة والاتهامات المتبادلة لكلا الطرفين في المعادلة السياسية اليمنية سلطة ومعارضة .لذا علينا أن نعمل من أجل اليمن أولاً وأخيراً..ثقوا يا هؤلاء المختلفون أنكم مسئولون أمام الوطن, فالمسئولية جماعية وتكاملية ومشتركة وعلى كافة المستويات بين كل الأطراف والأطياف السياسية والمنظمات الجماهيرية.وعلينا أن ندرك حجم المخاطر التي يواجهها الوطن وتلك المخاطر التي تحاك ضد مستقبلنا جميعاً ولا تتأتى حمايته إلى بتوحيد الصف الوطني وتعزيز الجبهة الداخلية وأن ننسى خلافاتنا ومصالحنا الشخصية ونلتفت إلى المصلحة العامة.. مصلحة الوطن العليا هي غايتنا ومرادنا وبالحوار الوطني الجاد نتغلب على كل المشاكل الخلافية ,وبدون حوار هادف وحقيقي نابع من المصلحة العامة للوطن والشعب لن يكون هناك إجماع وطني ولن تكون هناك شراكة وطنية ,وبدون حوار مسئول سوف تظل اليمن حبيسة الصراعات الضيقة وأداة مطوعة بيد أعداء اليمن والأمة.. فهل تريدون ذلك.. قولوها صراحة؟!.
قولوها صراحة
أخبار متعلقة